من الممارسات المعتمدة اليوم لتربية الأطفال والعناية بهم ما لم يكن موجوداً في السابق، ومن العادات التربوية التي كانت في الأمس نموذجاً يُحتذى به، ما تعدّل أو حتى تبدّل على مرّ الأعوام والعقود.
وفي هذا المقال من "عائلتي" سوف نُسلّط الضوء على أهم المسائل التي تختلف عليها أمهات اليوم والأمس:
الرّضاعة الطبيعيّة
منذ أن نشطت صناعة الثلاجات ومنتجات حليب الأطفال الصناعي، وتعزّزت قدرة الأمهات على تخزين الحليب الطبيعي والفورمولا، بدأت معدلات الرّضاعة الطّبيعية بالتراجع، حتى وصل عدد النساء المرضعات إلى امرأة واحدة من أصل أربع عام 1971.
أما اليوم، وبفضل اتساع آفاق الأمهات ومعرفتهنّ بفوائد حليب الثدي، عادت الرضاعة الطبيعية إلى الواجهة من جديد!
الفطام
إبان خمسينيات القرن الماضي، كانت توصية الأطباء تقضي بتقريب موعد الفطام إلى الأسبوعين الثالث والرابع بعد الولادة.
لكن، مع دخول منتجات حليب القمح الأسواق إبان السبعينيات وازدياد معدل إصابة الأطفال بالداء البطني، أعاد الأطباء التفكير بتوصياتهم الغذائية للرضع، مشددين على ضرورة تأخير فطامهم حتى الشهر السادس على الأقل.
التّسنين
في الماضي البعيد، اعتادت الأمهات اللجوء إلى مادة مسكنّة مكوّنة بشكلٍ أساسي من سولفات المورفين للتخفيف من آلام صغارهم في مرحلة التسنين، ولكنهنّ مُنعنَ من ذلك بعد التأكد من تأثيراتها الجانبية السلبية.
أما اليوم، فتكتفي الأمهات باستخدام الألعاب المجمدة والأطعمة الباردة للتخفيف وتدليك اللثة عن صغارهم.
التّقميط
اعتُمد القماط طويلاً كوسيلة للتخفيف عن الأطفال المولودين حديثاً. ولكنّ إدعاءات البعض عن كونه وسيلة الممرضين والممرضات لإهمال المولود وقمع حركاته، أجبرت الأمهات على التخلّي عن هذهالتقنية.
أما اليوم وعلى ضوء أبحاث عديدة عن فوائد القماط وفعاليته في تهدئة الأطفال والتخفيف من خطر إصابته مبمتلازمة الموت المفاجئ، عاد القماط إلى الواجهة من جديد!
التّدريب على الحمام
في الماضي، كانت العادة تجري بأن تبدأ الأم بتدريب طفلها على الحمام منذ الشهر الأول بعد الولادة، عملاً بالمذهبالسلوكيّ أو Behaviorism الذي يقوم على مبدأ مشابه للمقولة المعروفة: "العلم في الصغر كالنقش في الحجر".
أما اليوم، فتنتظر أكثرية الأمهات بلوغ أطفالهنّ الشهر الثامن عشر على الأقل ليبدأنَ التدريبات.
الحملان
في الماضي، لم يكن استخدام عربات الأطفال ممكناً إلا للعائلات الميسورة. واستمرّ الأمر على هذه الحال منذ العام 1800 وحتى العام 1920، حين أعادت الأمهات النظر في أهمية التماس الجسدي بينهنّ وبين أطفالهنّ المولودين حديثاً وفكّرنَب اللجوء إلى الحمالات التي بات كثيرة الرواج في يومنا هذا.
اقرأي أيضاً: مراحل الأمومة الأولى، كيف تكون؟