تُعَدّ علامات رغبة الرجل في الزواج الثاني من أكثر المؤشرات حساسية التي تُثير قلق الكثير من النساء. فعندما يتغيّر الزوج فجأة، وتبدأ تصرفاته تميل إلى الغموض أو البرود، تتولّد في ذهن الزوجة تساؤلات كثيرة. هل هو متعب؟ وهل يمرّ بضغط نفسي؟ أم أن هناك سببًا أعمق يتعلّق برغبته في دخول تجربة زواج جديدة؟. في هذه التدوينة، سنكشف أبرز العلامات التي قد تشير إلى رغبة الرجل في الزواج الثاني من الناحية النفسية والسلوكية والاجتماعية، وسنستعرضها استنادًا إلى دراسات علمية حديثة لفهم هذه الظاهرة بشكل أعمق.
في البداية، نُقسّم هذه المقالة إلى عدّة محاور: سنتناول في كل منها جانبًا محدّدًا من التغيرات السلوكية، ثم ننتقل إلى المؤشرات العاطفية والجسدية، ونتوسّع في تحليل الأسباب المحتملة خلف هذه الرغبة. وفي النهاية، سنكشف عن كيفية تعامل المرأة الواعية مع هذه العلامات، قبل أن تتفاقم الأمور.
تغيّر واضح في نمط التواصل
عندما يطرأ تغيّر مفاجئ على أسلوب الزوج في التفاعل، تصبح علامات رغبة الرجل في الزواج الثاني أكثر وضوحًا.

في البداية، تلاحظ الزوجة أن شريكها لم يَعُد يتحدث كثيرًا في التفاصيل اليومية. يُقلّل من مشاركته العاطفية أو يردّ على الأسئلة باختصار شديد. يؤكّد علم النفس الاجتماعي أنّ الانسحاب التدريجي من الحوار يُعَدّ من أوائل إشارات الانفصال العاطفي، وهو تمهيد نفسي لرغبة الرجل في البحث عن شريكة أخرى تشبع لديه احتياجات لم يعد يجدها.
وتشير دراسة منشورة في مجلة Journal of Social and Personal Relationships إلى أن الانخفاض المفاجئ في جودة التواصل بين الزوجين يرتبط غالبًا بظهور اهتمامات خارج العلاقة، وقد يكون من بينها زواج آخر.
اهتمام مفرط بالمظهر الخارجي
من المؤشرات اللافتة أيضًا، أن يبدأ الرجل فجأة بالاهتمام الزائد بهندامه، وتسريحة شعره، وعطره اليومي، بعد سنوات من اللامبالاة.
تؤكد الأبحاث السلوكية أن هذا السلوك لا يحدث عبثًا. بل قد يكون دليلًا على محاولته جذب انتباه امرأة أخرى.
وبحسب تقرير صادر عن American Psychological Association، فإن الرجل الذي يشعر بعدم الإشباع العاطفي أو الجنسي غالبًا ما يلجأ إلى تحسين صورته الذاتية عند التفكير بزواج جديد. هنا تظهر علامات رغبة الرجل في الزواج الثاني من خلال مرآته، قبل أن تظهر في كلامه أو أفعاله.
تغيّر في الاهتمامات والمواعيد
في هذا السياق، يُلاحظ أن الزوج لم يعد يمضي وقته كما اعتاد. بل أصبح يتأخر خارج المنزل بحجة العمل أو الانشغال المفاجئ مع الأصدقاء.

من الطبيعي أن يتغير الروتين أحيانًا، لكن عندما يصبح التغيّر متكررًا ومن دون تفسير منطقي، يثير الشك.
ووفقًا لدراسة نشرتها Harvard Business Review، فإن تغيّر الجدول الزمني بشكل مفاجئ ودائم يشير غالبًا إلى وجود علاقة جديدة غير مُعلَنة بعد. وبالتالي، فإن هذه السلوكيات اليومية تُعَدّ من علامات رغبة الرجل في الزواج الثاني التي لا يمكن تجاهلها.
برود جنسي أو عاطفي غير مبرر
من العلامات الجوهرية التي تُنذر بالخطر هي الانفصال العاطفي أو البرود الجنسي.
في البداية، قد تظن الزوجة أن الأمر يرتبط بالشعور بالإرهاق أو التوتر، لكنه مع الوقت يتحوّل إلى عادة. الرجل الذي يفكر بالزواج من امرأة أخرى غالبًا ما ينسحب عاطفيًا من زوجته الأولى، كنوع من التمهيد النفسي والانفصال التدريجي.
وتُظهر أبحاث علمية نُشرت في Journal of Sex & Marital Therapy، أن انخفاض النشاط الجنسي بين الزوجين يمكن أن يكون أحد أبرز مؤشرات التفكير في شريك بديل.
تغيّر في طريقة الإنفاق
يكشف المال أيضًا الأسرار. الرجل الذي يفكر في الزواج الثاني غالبًا ما يبدأ بسحب المال أو إخفاء معلومات عن مصاريفه.

في حالات كثيرة، يُصبح أكثر تحفظًا في إنفاقه على المنزل، وقد تبدأ الزوجة بملاحظة فواتير غريبة أو تحويلات مصرفية غير مألوفة.
بحسب دراسة اقتصادية من جامعة شيكاغو، فإن الأزواج الذين يُخفون تفاصيلهم المالية يكونون أكثر ميلًا للدخول في علاقات موازية. وهذا يعني أن المال يصبح وسيلة صامتة تُخبر المرأة بوجود مشروع زواج جديد. من هنا، يظهر بوضوح أن علامات رغبة الرجل في الزواج الثاني لا تقتصر على الكلام بل تمتدّ إلى الجوانب الماليّة أيضًا.
دفاع مفرط عند المواجهة
أخيرًا، إذا واجهت الزوجة شريكها بأي سؤال عن التغيّرات، قد يُظهر رد فعل عدوانيًا أو دفاعيًا مبالغًا فيه.
وفقًا لعلم النفس الدفاعي، فإن الشخص الذي يشعر بالذنب يُحاول غالبًا تحويل اللوم إلى الطرف الآخر، أو يُنكر بشدة ليُخفي الحقيقة.
هذا النوع من الدفاع يُعزّز الشك، ويُعد من الإشارات النفسية العميقة التي تكشف ما يُخفيه الرجل. في هذه المرحلة، يجب على الزوجة الانتباه جيدًا وعدم التسرّع في ردود أفعالها، بل ملاحظة تسلسل الأحداث بعين الوعي.
الخلاصة
في النهاية، تبقى علامات رغبة الرجل في الزواج الثاني مرآة تعكس اضطراب العلاقة الأولى، لكنها ليست بالضرورة إعلانًا مباشرًا عن فشلها.
الزواج الثاني في ثقافتنا ليس ممنوعًا قانونيًا، لكنه يخلق شرخًا في العلاقة إن تمّ من دون وضوح أو احترام للمشاعر.
التجاهل أو الإنكار لا يُجدي نفعًا. ما يجدي فعلًا هو التريّث، والمصارحة، ومحاولة فهم الأسباب التي دفعت الرجل إلى التفكير بهذه الخطوة. فربما كان يشعر بالإهمال، أو بفقدان الشغف، أو حتى بالفراغ. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن أسرار الحياة الزوجية الخاصة التي لا يخبرك بها أحد!
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أعتقد أن المرأة الذكية هي من تلتقط العلامات مبكرًا، ليس لتُحارب زواجًا ثانيًا فقط، بل لتُصلح العلاقة الأولى قبل أن تنهار. التواصل العميق، والاهتمام المتبادل، وتجديد الحب بين الشريكين هي الركائز التي تمنع الرجل من البحث عن بديل. الزواج لا يُبنى على الحقوق وحدها، بل على التفاصيل الصغيرة التي تُشعر الطرف الآخر بأنه لا يزال مرغوبًا ومحبوبًا.