تنتج الأم حليبًا فريدًا يتكيّف مع احتياجات طفلها في كل وقت. لكن ما قد تجهله الكثير من الأمهات هو أنّ تركيبة الحليب تتغيّر خلال اليوم، فتقدّم فوائد مختلفة صباحًا ومساءً. هذه التغييرات ليست عشوائية، بل تُعدّ استجابة ذكية من الجسم لحاجات الرضيع البيولوجية.
في هذا المقال، نكشف عن الفروق الأساسية بين حليب الأم في النهار والليل، ونسلّط الضوء على فوائد كل نوع. مع شرح أهمية الالتزام برضاعة الطفل في أوقات منتظمة لدعم نومه ونشاطه.
حليب النهار: محفّز طبيعي لليقظة
يُنتج الجسم حليب النهار بتركيبة غنية بهرمون الكورتيزول. هذا الهرمون يُعرف بدوره الحيوي في تعزيز اليقظة والانتباه. لذلك، عندما يرضع الطفل صباحًا، يحصل على دفعة من النشاط تساعده على الاستيقاظ والبقاء متنبّهًا خلال النهار.

كما يحتوي هذا الحليب نسب أعلى من البروتينات والفيتامينات الضرورية لدعم النمو البدني والتطوّر الذهني في أوقات اليقظة. مما يساهم في تحفيز الحركة وتفاعل الطفل مع محيطه.
حليب الليل: مهدّئ ومنظّم للنوم والهضم
في المقابل، يفرز الجسم خلال الليل حليبًا غنيًا بهرمون الميلاتونين. يؤدّي هذا الهرمون دورًا مباشرًا في تحسين جودة النوم لدى الطفل، ويُعدّ منظمًا طبيعيًا للدورة البيولوجية.
إضافةً إلى ذلك، يحتوي حليب الليل مكوّنات تُسهّل الهضم وتقلّل من حالات المغص التي قد تزعج الطفل ليلًا. كما يوفّر الدهون الضرورية التي تمنح الرضيع شعورًا بالشبع، مما يساعده على النوم لفترات أطول وبدون انقطاع.
لماذا يجب احترام توقيت الرضاعة؟
حين تضخّ الأم الحليب في أوقات مختلفة من اليوم وتقدّمه في غير وقته الأصلي، يفقد الطفل بعض الفوائد الموجّهة. على سبيل المثال، إعطاء حليب الليل صباحًا قد يجعله يشعر بالنعاس بدل النشاط، والعكس صحيح.
لذلك، من الضروري الحفاظ على توقيت الرضاعة الطبيعية أو الحرص على وضع إشارات زمنية واضحة عند تخزين الحليب، لضمان استفادة الطفل من العناصر المناسبة لاحتياجاته اليومية.
يتجاوز حليب الأم كونه مصدرًا للتغذية، ليصبح وسيلة ذكية تتفاعل مع التوقيت البيولوجي للطفل. من خلال فهم الفروقات بين حليب النهار والليل، تستطيع الأم تعزيز نوم طفلها، وتحسين هضمه، ودعمه بالنشاط والحيوية. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن الطعام الذي تتناوله المرضع ويبكي طفلها لساعات.