تحتلّ تربية طفل واثق من نفسه أولى مراتب المسؤوليات التربوية التي يجب أن نأخذها على محمل الجد. منذ السنوات الأولى، تتكوّن صورة الطفل عن ذاته من خلال نظرتنا له، وطريقة تعاملنا معه، ومدى تصديقنا لقدراته. فالثقة بالنفس ليست صفة تُولد معه، بل تُزرع وتنمو يومًا بعد يوم.
في هذه المقالة، نسلّط الضوء على أهم المبادئ التي تعزّز ثقة الطفل بنفسه، ونكشف لكِ عن خطوات عملية يمكنكِ اتباعها يوميًا داخل البيت. كما نستعرض الأثر الإيجابي العميق الذي تُحدثه هذه التربية على المدى الطويل.
استمعي لطفلكِ يوميًا
يعزّز الإنصات لطفلكِ شعوره بالقيمة. حين يشعر أن رأيه مهم، يتعلّم التعبير عن ذاته بثقة، ويشارككِ أفكاره من دون خوف. بادري بطرح أسئلة، وشاركيه لحظاته.

امدحي المحاولة لا النتيجة
كل محاولة يقوم بها تستحق التقدير، حتى إن لم تنجح. مدح الجهد يعزّز عنده المثابرة، ويخفّف من خوفه من الفشل. قولي مثلًا: “أعجبني كيف جرّبت بذكاء”، بدلًا من التركيز فقط على النجاح.
دعيه يجرّب بنفسه
وفّري له فرصًا للتجربة واتخاذ القرار، حتى في التفاصيل الصغيرة. حين يتعلّم من الخطأ، يبني خبراته، ويشعر بالاستقلالية.
تجنّبي المقارنة
لا تقارنيه بالأطفال الآخرين. ركّزي على تطوّره الشخصي، واحتفلي بتقدّمه. المقارنة تضعف ثقته وتؤثر سلبًا على صورته الذاتية.
كوني قدوة
سلوككِ هو مصدر إلهامه. عندما تحترمين نفسكِ وتُعبّرين عن رأيكِ بثقة، يتعلّم أن يحترم ذاته، ويؤمن بقدراته.
الثقة بالنفس تبدأ في البيت. عندما تدعمين طفلكِ بوعي، تزرعين فيه القوة ليمضي في حياته بثبات. كل كلمة تشجيع، وكل لحظة إنصات، تصنع فرقًا لا يُقدّر بثمن. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن أخطاء أسلوبك في تأديب طفلك.