ينتشر استخدام المواد المعطرة في حياتنا اليومية بشكل كبير. نستخدمها في المنازل، والسيارات، والمكاتب، والملابس، ظنًا منا أنها تضفي شعورًا بالنظافة والراحة. ومع هذا الانتشار، بدأت الأبحاث تثير علامات استفهام حول تأثيراتها الصحية، خصوصًا عند النساء.
تكشف دراسة علمية حديثة عن علاقة واضحة بين استخدام المواد المعطرة بشكل مفرط وحدوث نوبات صداع مزمن لدى بعض النساء. في هذا المقال، نسلّط الضوء على أبرز ما توصلت إليه هذه الدراسة، مع شرح الآليات المحتملة وتقديم نصائح مفيدة لتجنّب المضاعفات.
المواد المعطرة: ما هي ولماذا تثير القلق؟
تدخل المواد المعطرة في تركيب منتجات عديدة مثل معطرات الجو، ومنظفات الملابس، والشموع المعطرة، والمستحضرات التجميلية. تحتوي هذه المنتجات مركّبات كيميائية مثل الفثالات و”الفورمالديهايد”، وهي عناصر ثبت في دراسات سابقة أنها تؤثر على صحة الجهاز العصبي.

يشير الخبراء إلى أنّ هذه المواد قد تُحفّز ردود فعل حسّاسة لدى بعض النساء، فتؤدي إلى المعاناة من الصداع، والدوخة، وحتى الغثيان أحيانًا، خصوصًا إذا وُجدت في أماكن مغلقة وسيئة التهوية.
ماذا تقول الدراسة الجديدة؟
نشرت مجلة Environmental Health Perspectives دراسة شملت أكثر من 2000 امرأة تعاني من نوبات صداع متكررة. أبلغت نسبة كبيرة منهن عن ارتباط نوباتهن باستنشاق روائح معطرة في المنزل أو العمل.
لاحظ الباحثون أنّ النساء الأكثر تعرضًا لهذه المواد يعانين من صداع يستمر لأكثر من 15 يومًا في الشهر. مما يندرج تحت فئة “الصداع المزمن”.
أكدت الدراسة أنّ التعرض المتكرر والمطوّل لهذه الروائح يرهق مستقبلات الشم ويحفّز الأعصاب المسؤولة عن الألم في الرأس. ما يؤدي إلى تكرار الصداع وشدّته.
خطوات وقائية فعّالة
لتقليل خطر الإصابة بالصداع الناتج عن المواد المعطرة، يُفضّل اتباع هذه النصائح:
- تهوية المكان بانتظام، وخصوصًا بعد استخدام المنظفات.
- استبدال المعطرات الكيميائية ببدائل طبيعية مثل زيت اللافندر أو قشر الحمضيات.
- قراءة مكوّنات المنتجات قبل شرائها، والابتعاد عن المنتجات التي تحتوي مركّبات كيميائية غير معروفة.
- تقليل استخدام العطور الثقيلة في الأماكن المغلقة.
لا شك أن العطور قد تضفي لمسة أنيقة ومريحة على المحيط، ولكن الإفراط في استخدامها يهدّد الراحة نفسها. تشير الدراسة الحديثة إلى ضرورة التوعية بخطر هذه المواد، خصوصًا على النساء اللواتي يعانين من الصداع المزمن. الحذر والاعتدال يشكلان الحلّ الأمثل لتحقيق التوازن بين الجمال والراحة الصحية. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ أنّ الماء الذي تشربينه يوميًا قد يحتوي مواد مسرطنة بسبب هذا التصرف!