تحتسي ملايين النساء القهوة يوميًا خلال الحمل، بحثًا عن النشاط والتركيز. غير أنّ ما تجهله كثيرات هو أنّ الكافيين لا يمرّ في الجسم من دون ترك أثر، بل يتسلّل إلى المشيمة ويصل إلى الجنين مباشرة.
وفي هذا السياق، أصدر أطباء مختصّون تحذيرًا واضحًا بشأن الإفراط في تناول القهوة، مشيرين إلى أنّ الكميات الكبيرة من الكافيين قد تؤثر سلبًا على الحمل وتزيد من خطر الإجهاض بشكل مباشر. في هذا المقال، نسلّط الضوء على ما كشفته الأبحاث الطبية، ونقدّم لكِ نصائح سهلة لتقليل الخطر.
القهوة والحمل: علاقة تستحق الحذر
أثبتت دراسات حديثة أنّ الكافيين يعبر المشيمة بسهولة، ولا يملك الجنين القدرة الكافية على استقلابه أو التخلص منه بسرعة. بالتالي، يتراكم الكافيين في دم الجنين، ما قد يسبّب اضطرابًا في نموّه أو خللًا في تدفق الدم داخل الرحم.
أشارت دراسة نُشرت في American Journal of Obstetrics and Gynecology إلى أنّ استهلاك أكثر من 200 ملغ من الكافيين يوميًا (ما يعادل فنجانين من القهوة تقريبًا) قد يرتبط بزيادة خطر الإجهاض بنسبة تصل إلى 25٪. هذا الرقم يدق ناقوس الخطر أمام النساء اللواتي لا يستطعن الاستغناء عن القهوة يوميًا.
ما هي الكمية الآمنة من الكافيين؟
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تبقى الكمية اليومية الآمنة للمرأة الحامل دون 200 ملغ من الكافيين. لذلك، من الضروري احتساب كمية الكافيين في القهوة، والشاي، والمشروبات الغازية، وحتى الشوكولا.
من المفيد أيضًا الانتباه إلى نوع القهوة، لأنّ بعضها يحتوي كميات مركّزة من الكافيين تتجاوز المعدلات المتوقعة.
كيف تقلّلين استهلاك الكافيين من دون معاناة؟
للتقليل من الاعتماد على القهوة، يمكن استبدالها بمشروبات عشبية آمنة مثل البابونج أو النعناع، أو اللجوء إلى العصائر الطازجة لتعزيز الطاقة.
بالإضافة إلى ذلك، يساعد النوم المنتظم والمشي الخفيف يوميًا على تنشيط الجسم طبيعيًا من دون الحاجة إلى محفّزات خارجية.
لا شكّ أنّ القهوة تشكّل جزءًا من روتين الكثيرات، لكن خلال الحمل، تصبح الأولوية لحماية الجنين. لذلك، من الضروري تقنين استهلاك الكافيين واللجوء إلى بدائل صحّية تحميك وتحمي طفلكِ من أي خطر محتمل. اختياركِ اليومي قد يصنع فرقًا كبيرًا غدًا. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن مأكولات تسبب تشوّه الجنين وقد تؤدي إلى الإجهاض.
