يثير سبب تساقط الرموش قلق عدد كبير من النساء. فالرموش ليست فقط جزءًا من الجمال الخارجي، بل تؤدّي دورًا مهمًا في حماية العين من الغبار والمؤثّرات الخارجيّة. لكن، للأسف، أصبح تساقطها أمرًا شائعًا، ويحدث أحيانًا لأسباب غير متوقعة.
في هذا المقال، نكشف الحقيقة وراء سبب تساقط الرموش، ونوضح لكِ الخطأ الشائع الذي ترتكبه العديد من النساء من دون علم. سنتطرّق إلى العادات اليومية، والمستحضرات التجميلية، والعوامل الصحية التي قد تضعف نمو الرموش أو تؤدي إلى سقوطها. تابعي معنا لتكتشفي التفاصيل.
الاستخدام الخاطئ لمزيل المكياج
تبدأ الكثير من النساء يومهن وينهينه بتنظيف الوجه، لكن طريقة إزالة المكياج تؤثّر بشكل مباشر على الرموش. إنّ استخدام مزيل مكياج قاسٍ أو الفرك العنيف للعين يسبب إضعاف جذور الرموش ويزيد من تساقطها.
في دراسة نشرتها Journal of Dermatological Treatment عام 2020، أكّدت النتائج أنّ المستحضرات التي تحتوي الكحول أو الزيوت المعدنية تسبب جفاف بصيلات الرموش. كما أن الفرك القوي يزيد من حساسية الجلد الرقيق حول العينين ويؤدّي إلى تساقط الشعر في هذه المنطقة الحساسة. لذلك، من الضروري استخدام مزيل لطيف مخصّص للعيون مع قطن ناعم وحركات خفيفة.
الماسكارا المقاومة للماء
قد يكون سبب تساقط الرموش مرتبطًا باستخدام الماسكارا بشكل خاطئ، وخاصّةً الأنواع المقاومة للماء. هذه المستحضرات تحتاج إلى جهد مضاعف لإزالتها، ما يؤدي إلى سحب الرموش أثناء التنظيف اليومي.
أظهرت دراسة أجراها American Academy of Ophthalmology أن الاستخدام اليومي للماسكارا المقاومة للماء يزيد من احتمالية تكسر الرموش بنسبة 32٪ مقارنة بالماسكارا العادية. كما أن تراكم المنتج على مدى الأيام من دون تنظيف جيد يعيق نمو الرموش ويمنع وصول الأوكسجين إلى بصيلاتها. بالتالي، يوصى باستخدام هذه الأنواع فقط في المناسبات الخاصة وتجنّب استخدامها بشكل يومي.
التغذية السيئة
كثيرًا ما يُهمل الجانب الغذائي عند التفكير في تساقط الرموش، مع أنّه من الأسباب الأساسية. إنّ نقص بعض الفيتامينات والمعادن مثل الحديد، والزنك، والبيوتين يؤثر مباشرة على نمو الشعر، بما في ذلك الرموش.
حسب دراسة منشورة في Dermatology Practical & Conceptual عام 2022، فإن النساء اللواتي يعانين من نقص الحديد أكثر عرضة بنسبة 40% لتساقط الرموش والحواجب مقارنة بغيرهن. لذلك، من الضروري اعتماد نظام غذائي متوازن يحتوي البيض، والسبانخ، والمكسرات، والأسماك الدهنية الغنية بالأوميغا 3، لتقوية بصيلات الرموش من الداخل إلى الخارج.
الأمراض الجلدية والحساسية
من بين أبرز أسباب تساقط الرموش أيضًا بعض الأمراض الجلدية كالتهاب الجفن (Blepharitis)، والأكزيما، والصدفية. تسبّب هذه الحالات التهابًا مزمنًا حول الجفون، مما يؤدي إلى إضعاف البصيلات وتشاقط الرموش تدريجيًا.
بالإضافة إلى ذلك، تعاني العديد من النساء من الحساسية تجاه بعض منتجات التجميل أو العدسات اللاصقة، ما يؤدي إلى حكّ العينين بشكل متكرر، وبالتالي تساقط الرموش دون قصد. في هذه الحالات، ينصح بزيارة طبيب الجلد أو طبيب العيون لتحديد السبب وتلقّي العلاج المناسب.
الامتناع عن فرك العينين
رغم بساطة الأمر، إلا أن فرك العينين بشكل متكرر يعتبر أحد أكثر الأخطاء شيوعًا. فالفرك العنيف يؤدّي إلى كسر الرموش أو اقتلاعها من الجذور. هذا السلوك يزداد عند الشعور بالحكة أو الإرهاق أو أثناء البكاء.
تشير الأبحاث إلى أن الجلد المحيط بالعين رقيق للغاية، وأي ضغط عليه يؤثر على الرموش ويضعف نموها. لذلك، من المهم تعويد النفس على عدم لمس العينين والاعتماد على الكمادات الباردة أو قطرات الترطيب في حال حدوث الحكة أو الجفاف.
الإكثار من استخدام الرموش الصناعية
قد تمنح الرموش الصناعية مظهرًا جذابًا مؤقتًا، لكنها من العوامل الأساسية في تساقط الرموش على المدى البعيد. غالبًا ما يحتوي الصمغ المستخدم للصق الرموش مواد كيماوية قوية تسبب حساسية للجلد وتضعف الرموش الطبيعية.
أكدت دراسة نُشرت في International Journal of Cosmetic Science عام 2019 أن الاستخدام المتكرر للرموش الصناعية يرتبط بانخفاض كثافة الرموش الطبيعية. كما أن نزعها بطريقة خاطئة قد يؤدي إلى اقتلاع الرموش الأصلية.
الخلاصة
لا يقتصر سبب تساقط الرموش على عامل واحد فقط، بل هو نتيجة تراكُم أخطاء متكرّرة تقوم بها النساء يوميًا. من سوء استخدام مستحضرات التجميل إلى الإهمال الغذائي والعادات اليومية الضارة، تتعدد الأسباب ولكن النتيجة واحدة: فقدان الرموش تدريجيًا.
يمكنكِ حماية رموشك من خلال تغيير بسيط في الروتين اليومي. استخدمي مزيلات مكياج لطيفة، خفّفي من استخدام الماسكارا القاسية، واتبعي نظامًا غذائيًا متوازنًا. تذكّري أنّ الرموش تحتاج إلى عناية دائمة كأي جزء آخر من الجسم. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن سبب تساقط الشعر عند النساء.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أجد أن العناية بالرموش لا يجب أن تكون ترفًا، بل ضرورة صحية وجمالية لكلّ امرأة. كل امرأة تستحق التمتّع برموشًا صحية وكثيفة، ويكفي فقط إجراء بعض التغيير في العادات اليومية لتجنّب اقتراف الأخطاء الشائعة التي سبق وذكرناها. لذا، لا تهملي التفاصيل الصغيرة، فهي التي تصنع الفرق.
