يتساءل الكثير من الأهالي: هل الطول وراثي بالكامل؟ وهل يمكن أن نؤثر فعلًا على نمو أطفالنا الجسدي عبر التغذية؟. في الحقيقة، لا يحمل هذا السؤال إجابة واحدة فقط، بل يخفي خلفه معلومات علمية دقيقة قد تغيّر نظرتكِ للتغذية تماماً.
سنستعرض في هذا المقال أبرز الأطعمة التي تحفّز النمو الطولي، ونكشف الدور الذي تؤدّيه ممارسة بعض العادات الغذائية الإيجابية والسلبية في تحديد قامة الطفل. كما نوضّح تأثير الجينات مقارنةً بالتغذية، ونعرض ما تقوله الدراسات العلمية الموثوقة حول هذا الموضوع. كاشفين عن طول الطفل الطبيعي حسب كل عمر.
الطول ليس وراثة فقط
تؤدّي الجينات دورًا مهمًا في تحديد الطول، لكن التغذية تسهم بنسبة تتراوح بين 20% و40% في هذا النمو.
بحسب دراسة منشورة في مجلة Nature عام 2015، ترتبط بعض العناصر الغذائية ارتباطًا مباشرًا بتطوّر الهيكل العظمي، مما يعني أنّ بإمكانكِ فعليًا دعم طفلكِ ليصل إلى طوله الأقصى بيولوجيًا إذا تم توفير الغذاء المناسب.

البروتين مفتاح نمو العظام
عندما يتناول الأطفال كمية كافية من البروتين الحيواني، مثل اللحم، والبيض، والسمك، ينشط لديهم إفراز هرمون النمو GH المسؤول عن زيادة الطول.
أثبتت دراسة في مجلة Lancet Child & Adolescent Health عام 2019 أن البروتين يرتبط بنمو أسرع وطول أعلى لدى الأطفال الذين يحافظون على نظام غذائي غني به.
السكريات السريعة تعيق النمو
الوجبات السريعة والمشروبات السكرية لا تضر فقط الوزن، بل تؤثر أيضًا سلبًا على امتصاص المغذيات، وترفع مستويات الالتهاب في الجسم، مما يبطئ النمو.
وفق دراسة نشرتها Journal of Pediatric Endocrinology عام 2020، يؤدي الإفراط في تناول السكر إلى تثبيط امتصاص المعادن الأساسية مثل الكالسيوم والزنك الضروريين لنمو العظام.
ماذا تأكل لزيادة الطول؟
اتباع نمط غذائي متوازن يمكن أن يحدث فرقًا حقيقيًا. إليكِ أهم النقاط:
- بروتينات حيوانية: مثل اللحم، والبيض، والسمك.
- منتجات غنية بالكالسيوم: مثل الحليب واللبن.
- دهون صحية: مثل زيت الزيتون والمكسرات.
- تعرض معتدل للشمس: لامتصاص فيتامين D.
- نوم عميق منتظم + ممارسة الرياضة.
كل هذه العوامل تعمل معًا لتحفيز النمو عبر زيادة إفراز هرمون النمو وتحسين امتصاص العناصر الأساسية.
غذاء الطفل ليس مجرد مصدر للطاقة، بل مفتاح رئيسي لصحة العظام والطول المستقبلي. يمكنكِ التأثير على نمو طفلكِ بشكل واضح إذا اخترتِ له الأطعمة الصحيحة، وقللتِ من السكريات والوجبات الجاهزة.
فلا تتركي الأمر للوراثة وحدها، بل كوني أنتِ العامل الحاسم الذي يمنح طفلكِ فرصة الوصول إلى كامل إمكانياته الجسدية. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وقدّمنا لكِ دليل لتطوير مهارات طفلك حسب مرحلته العمرية.