لا شكّ أنّ سبب نمو الشعر بسرعة بعد ازالته يحيّر العديد من النساء، خاصة بعد بذل مجهود كبير في إزالة الشعر بمختلف الطرق. ما إن تنتهي الجلسة، حتى تبدأ الشعيرات الصغيرة بالظهور من جديد خلال أيام قليلة. ما يثير الشعور بالقلق ويطرح التساؤل: هل أنا أفعل شيئًا خاطئًا؟ وهل المشكلة في الطريقة أو في جسمي؟
في هذا المقال، نكشف لكِ الحقيقة الكاملة وراء هذا الموضوع، ونسلّط الضوء على أبرز الأسباب العلمية والطبية التي تؤدي إلى تسارع نمو الشعر بعد الإزالة. كما نوضّح لكِ الأخطاء الشائعة التي ترتكبها كثير من النساء، ونقدم نصائح فعّالة لتبطئي هذه الظاهرة وتتحكّمي بها.
1- دورة نمو الشعر الطبيعية
في البداية، يجب أن تعرفي أن سبب نمو الشعر بسرعة بعد ازالته يعود جزئيًا إلى دورة حياة الشعرة نفسها. فالشعر يمرّ بثلاث مراحل رئيسية: النمو (Anagen)، والتراجع (Catagen)، والراحة (Telogen). عند إزالة الشعر، لا نكون في كل مرة نزيل الشعر من نفس المرحلة، بل نأخذ الشعر الموجود في أطوار مختلفة.

عند نزع الشعر خلال مرحلة الراحة، ينمو بسرعة لأنه كان على وشك البدء في مرحلة النمو مجددًا. أما في حال أزلته خلال مرحلة النمو، فسيستغرق وقتًا أطول للظهور. لذلك، تبدو سرعة النمو متغيّرة وغير مفهومة.
وقد أكّدت دراسة نُشرت في Journal of Investigative Dermatology عام 2017 أن التوقيت يؤثر بشدة في استجابة بصيلات الشعر للإزالة. ما يفسّر تفاوت النتيجة بين مرّة وأخرى.
2- نوعية الإزالة: هل تؤثر الطريقة؟
ثانيًا، ترتبط سرعة النمو بطريقة إزالة الشعر نفسها. فعلى سبيل المثال، استخدام الشفرة (الحلاقة) لا يزيل الشعر من الجذور، بل يقطعه من سطح الجلد، ما يجعله ينمو أسرع ويبدو أكثر كثافة. لكن هذا مجرد وهم بصري بسبب القطع الحاد المستوي للشعرة.
أما الطرق التي تنزع الشعر من الجذور، مثل الشمع أو آلة نزع الشعر، فتؤخر النمو أكثر. لكن إذا استُخدمت بطريقة خاطئة أو في توقيت غير مناسب من دورة النمو، فستحفّز البصيلة بدلًا من إضعافها.
من هنا، يُعتبر اختيار طريقة الإزالة عاملًا جوهريًا في سبب نمو الشعر بسرعة بعد ازالته. وتؤكّد مراجعة علمية نُشرت في International Journal of Trichology أن الطرق الميكانيكية تؤثر في كثافة الشعر على المدى الطويل عند استخدامها بانتظام وبشكل صحيح. وبالتالي يتوقف نمو شعر الجسم عند النساء مع مرور الوقت.
3- العوامل الهرمونية
أحد الأسباب المهمة التي لا يمكن تجاهلها هو تأثير الهرمونات، وخصوصًا التستوستيرون. فعند النساء اللواتي يعانين من اضطرابات هرمونية، مثل متلازمة تكيس المبايض (PCOS)، ينمو الشعر بشكل أسرع وأكثف من المعتاد، حتى بعد الإزالة.

يزيد الخلل الهرموني من حساسية بصيلات الشعر ويجعلها تنشط بسرعة بعد أي عملية إزالة. لذلك، إذا لاحظتِ أن سبب نمو الشعر بسرعة بعد ازالته يتكرر معكِ رغم استخدام وسائل فعّالة، قد تحتاجين إلى تقييم هرموناتك.
وفي دراسة أجرتها جامعة هارفارد عام 2019، ثبت أن النساء المصابات بـ PCOS يكنّ أكثر عرضة لنمو الشعر المفرط، ويعانين من صعوبة في السيطرة عليه رغم استخدام وسائل إزالة متعددة.
4- أخطاء شائعة تسرّع نمو الشعر بعد الإزالة
في كثير من الأحيان، لا يكون السبب طبّيًا بل سلوكيًا. إليكِ بعض الأخطاء المتكررة التي قد تساهم في تسريع نمو الشعر دون أن تنتبهي:
- الإزالة باتجاه معاكس للشعرة بطريقة خاطئة تسبب حسساية البصيلة وتحفّزها على النمو.
- استخدام أدوات قديمة أو غير معقّمة يؤدي إلى تنشيط الدورة الدموية في الجلد، ما يعجّل في ظهور الشعرة.
- الإفراط في إزالة الشعر كل أسبوع، يمنع البصيلة من المرور بدورة الراحة الكاملة، فتظل نشطة طوال الوقت.
- عدم تقشير البشرة قبل الإزالة يجعل الجلد يحتفظ ببصيلات غير مرئية تنمو مباشرة بعد الانتهاء.
كل هذه الممارسات تزيد من سبب نمو الشعر بسرعة بعد ازالته، وتؤدي إلى نتائج غير مرضية رغم العناية المنتظمة.
5- خطوات علمية لتأخير نمو الشعر
إذا أردتِ السيطرة على هذه الظاهرة، اتبعي الخطوات التالية التي يدعمها الطب والبحوث الحديثة:

- التقشير المنتظم مرتين أسبوعيًا، باستخدام منتجات طبيعية، يساعد في فتح المسام ويقلل من نمو الشعر تحت الجلد.
- استعمال مستحضرات مخصّصة لتأخير النمو، والتي تحتوي مكوّنات مثل الإنزيمات النباتية أو مستخلص الصويا.
- مراقبة الدورة الشهرية وجدولة جلسات الإزالة خلال الأسبوع الأول بعد انتهاء الحيض، حين تكون الهرمونات أكثر توازنًا.
- التحليل الهرموني في حال استمرار نمو الشعر بسرعة رغم تغيير العادات.
وبحسب American Academy of Dermatology، فإن التعامل مع الشعر من منظور علاجي وليس فقط تجميلي يُعدّ أفضل وسيلة للحدّ من المعاناة من المشاكل المتكررة.
الخلاصة
إنّ فهم سبب نمو الشعر بسرعة بعد ازالته يفتح أمامكِ الطريق لتغيير جذري في طريقة تعاملك مع هذه المشكلة المزعجة. المسألة لا تتعلق فقط بأداة الإزالة أو نوعية الشعرة، بل ترتبط بجسمكِ، وهرموناتكِ، وتوقيت الإجراء.
إنّ اختيار الطريقة المناسبة، وتجنّب الأخطاء الشائعة، والانتباه للإشارات التي يرسلها جسمكِ يمكن أن يصنع فرقًا كبيرًا. فبدلًا من الإحباط المتكرر، يمكنكِ أن تستثمري في روتين مدروس يمنحكِ نتائج طويلة الأمد. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن سبب تساقط الشعر عند النساء.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن فهم الجوانب العلمية والجسدية لأي مشكلة تجميلية هو الخطوة الأولى لحلّها بذكاء. لذلك، أنصح كل امرأة بالتركيز على ما وراء الجلد، وليس فقط على المظهر الخارجي. إزالة الشعر قرار، لكن الطريقة والوعي هما من يحدّدان النتيجة.