متى يتوقف نمو شعر الجسم عند النساء ؟ هذا السؤال يشغل بال الكثير من النساء، خصوصًا مع التقدّم في العمر والتغيّرات الطبيعية التي تحدث في أجسادهن، فعمليّة نموّ الشعر تخضع لتغيّرات مختلفة عبر مراحل الحياة، وتؤثّر عليها عوامل متعدّدة، منها ما هو مرتبط بالهرمونات، ومنها ما يتعلق بالتغذية والعوامل البيئية، بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه التغيرات قد تسبّب الشعور بالقلق لدى البعض وتثير الفضول لدى البعض الآخر.
في هذا المقال، سنتناول موضوع توقف نمو شعر الجسم عند النساء بالتفصيل، وسنناقش الأسباب التي تؤدي إلى ضعف بصيلات الشعر مع التقدّم في العمر، والسنّ الذي يصبح فيه نمو الشعر شبه منعدم، كما سنتحدث عن الطرق المثلى لإزالة العدد القليل المتبقّي من الشعر وكيفيّة العناية بالبشرة بشكل صحيح.
الأسباب التي تؤدّي إلى ضعف بصلة الشعر في الجسم مع التقدّم في العمر
متى يتوقف نمو شعر الجسم عند النساء ؟ يُعتبر ضعف بصيلات الشعر في الجسم مع التقدّم في العمر عمليّة طبيعيّة يتعرض لها معظم الأشخاص، حيث تتراجع قدرة البصيلات على إنتاج الشعر بكفاءة، وعلى الرغم من أنّها قد تكون بطيئة وتدريجيّة، لكنّها تصبح ملحوظة بشكلٍ أكبر عند النساء مع دخولهنَّ في مراحل عمريّة معيّنة.
العوامل الهرمونية
تؤدّي التغيّرات الهرمونيّة دورًا كبيرًا في التأثير على نموّ شعر الجسم، فعند الوصول إلى سن اليأس ومواجهة عوارضه الجسديّة، يحدث انخفاض كبير في مستويات هرمون الأستروجين، وهو الهرمون الذي يساعد في دعم نموّ الشعر وكثافته، الأمر الذي يؤدي إلى تقليل نشاط البصيلات ويقلّل من نموّ الشعر في مناطق معيّنة من الجسم، وفي بعض الحالات، قد يترافق هذا مع زيادة نمو الشعر في مناطق أخرى مثل الوجه بسبب التغيّرات في توازن الهرمونات.
فوفقًا لموقع Oprah.com في مقالة نُشِرَت تحت عنوان “7 Things Nobody Ever Tells You About Aging”، مع تقدّم العمر، تنخفض مستويات هرمون الاستروجين في أجسامنا، وبدون معارضة هرمونيّة، يؤدّي ارتفاع هرمون التستوستيرون إلى زيادة نمو الشعر في المناطق التي ينمو فيها لدى الرجال، مثل الوجه، بينما يقلّ نموّه على فروة الرأس. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
العوامل الوراثيّة
تؤدّي الوراثة أيضًا دورًا كبيرًا في تحديد مدى استمراريّة نمو الشعر، فإذا كانت هناك سابقة عائليّة لتوقف نموّه في سن معينة، فمن المحتمل أن تتأثر المرأة بنفس الطريقة، وذلك لأنّ الجينات قد تحدّد مدى حساسية بصيلات الشعر للتغيّرات الهرمونيّة والعمريّة.
العوامل الصحية
تؤدّي الحال الصحيّة العامّة دورًا هامًا في الحفاظ على نموّ الشعر، لذا فإنّ المعاناة من اضطرابات الغدة الدرقية، على سبيل المثال، يمكن أن تؤثّر بشكلٍ مباشر على صحّة الشعر، حيث قد تؤدي إلى تساقطه أو ضعف نموه، بالإضافة إلى ذلك، فإن الحصول على بعض الأدوية مثل أدوية علاج السرطان أو العلاجات الهرمونيّة قد تؤدّي إلى تغيّرات في نمط نموّ الشعر.
السنّ الذي تُصبح فيه عمليّة نموّ الشعر شبه منعدمة في الجسم
من المعروف أنّ الشعر يمرّ بمراحل نموّ متعدّدة، تبدأ بالنمو النشط وتليها مرحلة الثبات ثم مرحلة التساقط، ومع التقدّم في العمر، تبدأ هذه المراحل بالتباطؤ حتى تصل إلى نقطة يصبح فيها نمو الشعر شبه منعدم في الجسم، ولكن متى يتوقف نمو شعر الجسم عند النساء بشكل شبه كامل؟
السن الخمسيني وما بعده
عادةً ما يبدأ النساء في ملاحظة تغيّر كبير في كثافة الشعر ونموّه عند دخولهنَّ في العقد الخامس من العمر، ففي هذه المرحلة، تصبح بصيلات الشعر أقلّ نشاطًا وتنتج شعرًا أقل كثافة وأدقّ ممّا كان عليه في السابق، وقد تكون هذه التغيرات أكثر وضوحًا في مناطق مثل الساقين والذراعين، حيث يتوقف الشعر في بعض الأحيان عن النمو تمامًا.
السن السبعيني
بحلول سنّ السبعين، تكون معظم النساء قد شهدنَ تراجعًا كبيرًا في نموّ شعر الجسم، حيث يصبح في العديد من مناطق الجسم شبه منعدم، وهذا التوقف التدريجي يمكن أن يكون مريحًا لبعض النساء، حيث يقلّل من الحاجة إلى إزالة الشعر بشكلٍ متكرّر.
التفاوت بين النساء
رغم وجود قاعدة عامّة، إلّا أنّ التفاوت بين النساء يظلّ موجودًا، حيث يمكن أن يستمرّ نموّ الشعر عند بعضهنَّ لفترة أطول، بينما يتوقّف عند أخريات في سنٍّ مبكرة، ويعود هذا التباين لعوامل وراثيّة وصحيّة، وكذلك مدى تعرّض الشعر للعوامل الخارجيّة مثل العناية المستمرّة أو الإجهاد.
الطريقة المثلى لإزالة العدد القليل من الشعر المتبقّي ونصائح للعناية بالجلد
متى يتوقف نمو شعر الجسم عند النساء وما هي أفضل طريقة للتخلّص من الشعر المتبقّي؟ رغم أنّ نموّ الشعر يتراجع بشكل كبير مع التقدّم في العمر، إلّا أنّه قد يبقى بعض الشعر المتناثر في مناطق معيّنة من الجسم، ممّا يتطلّب إزالته بشكلٍ دوري، والتعامل مع هذا الشعر القليل المتبقي يحتاج إلى عناية خاصّة لضمان الحفاظ على صحة الجلد وعدم تعريضه للتلف، لذا سنقدّم لكِ بعض التوجيهات في ما يلي:
استخدام الشمع أو السكر الطبيعي
ينصح باستخدام الشمع أو السكّر الطبيعي لإزالة الشعر، حيث تعمل هذه المواد على انزاعه من الجذور بشكلٍ فعّال بدون التسبب في حساسية البشرة، لذا يُعتبَر هذا الأسلوب خيارًا مناسبًا لأنه يقلّل من معدل ظهور الشعر مجددًا، كما يساعد في التخلّص من الخلايا الميتة على سطح الجلد.
فوفقًا لموقع Forbes في مقالة نُشِرَت هذا العام تحت عنوان “Sugaring Hair Removal: What It Is And How To Do It”، إنّ إزالة الشعر بالشمع أو النتف أو السكّر أو الخيط تساهم في انتزاع الشعر من الجذور، ممّا يؤدّي إلى بطء نموّه من جديد، وهذا يمنحك فترة أطول بين كل جلسة إزالة للشعر، مقارنةً بحلاقة الشفرة التي تقص الشعرة فقط من سطح الجلد. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
تجنّب استخدام الشفرات الحادّة
من الأفضل تجنّب استخدام الشفرات الحادّة، حيث يمكن أن تسبّب جروحًا صغيرة أو التهابًا في الجلد، خاصّةً مع البشرة الحسّاسة، بالإضافة إلى ذلك، فإنّ استخدام الشفرات قد يؤدّي إلى زيادة خشونة الشعر المتبقّي وزيادة نموّه بسرعةٍ أكبر.
الترطيب والعناية بعد الإزالة
بعد إزالة الشعر، يصبح الجلد حسّاسًا ويحتاج إلى عناية خاصّة، لذا يُفضّل استخدام كريمات ترطيب تحتوي مواد مهدّئة مثل الألوفيرا أو البابونج للحفاظ على نعومة الجلد ومنع الجفاف، كما يُنصح بتجنّب التعرّض المباشر لأشعّة الشمس بعد الإزالة، حيث تكون البشرة أكثر عرضة للتصبغات أو الاحمرار.
تغذية الجلد من الداخل
للحفاظ على صحّة الجلد وشبابه، يُنصَح بتناول نظام غذائي غنيّ بالفيتامينات والمعادن مثل فيتامين E والأوميغا 3، التي تدعم صحّة الجلد وتعزّز من قدرته على التعافي من العوامل البيئيّة والشيخوخة.
متى يتوقف نمو شعر الجسم عند النساء ؟ الإجابة تعتمد على مجموعة من العوامل الهرمونيّة والوراثيّة والصحيّة، فالتوقّف التدريجي لنموّ الشعر مع التقدّم في العمر هو أمر طبيعي ولا يستدعي القلق، بل يمكن أن يُعتبَر جزءًا من دورة الحياة الطبيعيّة للمرأة.
في النهاية، يبقى الاهتمام بالجسم والبشرة أمرًا ضروريًا في كل مراحل الحياة، حيث يسهم في تعزيز الثقة بالنفس والشعور بالراحة والرضا. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأخبرناكِ كم جلسة ليزر يحتاج الجسم لإزالة الشعر؟
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن التوقّف عن نموّ الشعر في الجسم قد يكون نعمة لبعض النساء، حيث يقلّل من الحاجة إلى اعتماد طرق إزالة الشعر المزعجة، ويمنح المرأة راحة أكثر في مراحل متقدّمة من حياتها، لذا من المهم أن تتقبّل هذه التغيّرات بروح إيجابيّة وأن تحرص على العناية بجلدها والحفاظ على صحّته من خلال اتّباع نظام غذائي متوازن واستخدام منتجات العناية المناسبة.