في عصر يزداد فيه الاعتماد على التكنولوجيا، بات الهاتف الذكي جزءًا لا يتجزأ من حياة الأطفال. ولكن، خلف هذا التطوّر السريع، تخبئ الشاشات الصغيرة تهديدًا كبيرًا قد لا يلحظه الأهل. كشفت دراسة علمية حديثة من السويد أن استخدام الأطفال للهاتف لمدة سنة واحدة فقط يزيد من خطر إصابتهم بأورام في الدماغ بنسبة تصل إلى 520%!
لذلك، سنسلّط الضوء في هذا المقال على مخاطر الإشعاعات المنبعثة من الهواتف، وكيف تؤثّر على الدماغ النامي للطفل. كما سنقدّم نصائح عملية لحماية صحة أطفالنا في عالم مليء بالتكنولوجيا.
الدماغ النامي أكثر عرضة للإشعاعات
يتميّز دماغ الطفل بأنه في طور النمو والتكوين، مما يجعله أكثر حساسية للمؤثّرات الخارجية. تخترق الإشعاعات الصادرة عن الهواتف المحمولة أنسجة الدماغ بسهولة أكبر لدى الأطفال مقارنة بالبالغين. وذلك بسبب رقة الجمجمة وقرب الهاتف من الرأس أثناء الاستخدام.

وقد أظهرت الأبحاث أن الإشعاعات الكهرومغناطيسية قد تؤثّر على نشاط الخلايا العصبية، وتُحدِث تغيّرات في أنماط النوم والتركيز. كما قد تُمهّد الطريق لاضطرابات أكثر خطورة مثل الأورام الدماغية أو ضعف الذاكرة على المدى الطويل.
الاستخدام الطويل يُفاقم التأثيرات الصحية
كلّما طالت مدة استخدام الهاتف، كلما تراكمت الآثار السلبية. فالدراسة السويدية التي أثارت الجدل مؤخرًا، أشارت بوضوح إلى أن الاستخدام المستمر للهاتف حتى لفترة قصيرة مثل سنة واحدة، قد يضاعف خطر الأورام بشكل مثير للقلق.
كما أن الأطفال غالبًا ما يستخدمون الهاتف في أماكن مغلقة أو أثناء النوم. ممّا يزيد من تعرّضهم للإشعاعات بسبب ضعف التهوية وقرب الجهاز من الجسم. وهذا النمط غير الصحي يضع أجهزة الأطفال العصبية تحت ضغط مزمن، قد لا تظهر نتائجه إلا بعد سنوات.
التكنولوجيا ليست العدو لكن الاستخدام الخاطئ هو
لا شك أن الهواتف الذكية تقدّم فرصًا تعليمية وترفيهية للأطفال، ولكنّ استخدامها من دون ضوابط يحوّلها من أداة مفيدة إلى مصدر خطر. لذلك، يجب أن يتحمّل الأهل مسؤولية تنظيم هذا الاستخدام، من خلال تحديد أوقات معيّنة للشاشة، وتشجيع البدائل مثل اللعب الحركي أو القراءة.
كما أن تعليم الطفل عادات صحية مثل وضع الهاتف على مكبر الصوت أو استخدام السماعات بدل وضعه على الأذن، يُساهم في تقليل نسبة التعرّض للإشعاع بشكل فعّال.
خطوات بسيطة تقي من أخطار جسيمة
- حدّدي وقت الشاشة للأطفال بساعة أو أقل يوميًا، بحسب توصيات منظمة الصحّة العالميّة.
- أبعدي الهاتف عن رأس الطفل أثناء المكالمات، واستخدمي مكبّر الصوت دائمًا.
- شجّعي الأنشطة البديلة مثل الرسم، والرياضة، أو القصص التفاعلية.
- ضعي الهاتف على وضع الطيران عندما لا يكون قيد الاستخدام، خاصّةً أثناء النوم.
- لا تسمحي باستخدام الهاتف في الأماكن المغلقة أو الضعيفة التهوية.
إن المخاطر المرتبطة باستخدام الهاتف المحمول لدى الأطفال ليست مجرّد افتراضات. بل أصبحت اليوم موثّقة علميًا بدراسات تُدق ناقوس الخطر. لا يعني ذلك أن نمنع أطفالنا من التكنولوجيا، بل أن نعلّمهم كيف يستخدمونها بوعي ومسؤولية. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن نتائج 25 دولة في اختبار رفاهية الأطفال.