هل تعلمين ان عقليتك تأثر على حياة طفلك ونجاحه؟ تابعي قراءة هذه المقالة على موقعنا واقرأي ما يقوله العلم في هذا الاطار.
أظهرت دراسات سابقة أن مستويات التوتر لدى الأم تجعل الارتباط مع طفلها والتفاعل معه صعبًا. كما يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على نمو دماغ طفلها، مما يؤثر على نتائج التعلّم الدراسي. وفي الإطار نفسه، أشارت دراسة حديثة نُشرت في مجلة طب الأطفال التنموي والسلوكي إلى أن الطريقة التي تتعامل بها الأم مع إجهادها من خلال عقلية النمو يمكن أن تحمي طفلها من تلك العواقب.
كيف يكون ذلك؟ تابعي القراءة بالتفاصيل!
عقلية الأم ونمو الطفل
أجرى الباحثون الرئيسيون، مي الأنصاري، دكتورة في الطب، ودانا تشارلز ماكوي، دكتورة في مستشفى بوسطن للأطفال، مقابلات مع 33 أمًا مع أطفال بعمر 12 شهرًا حول طريقة تفكيرهم ومستويات التوتر لديهم. ثم استخدموا تخطيط كهربية الدماغ لقياس نشاط دماغ أطفالهنّ. ووجدا أن الإجهاد المرتفع لدى الأمهات يمكن أن يقلل من تواتر ونوعية الأنماط وقوة موجات جاما وبيتا عالية التردد في أدمغة أطفالهنّ، والتي ترتبط بقدرة معرفية أكبر في مرحلة الطفولة المتأخرة، ولكن فقط إذا كان لدى الأم مشكلة ثابتة، مثل عقلية الاعتقاد بأن الأشياء لا يمكن أن تتغير.
العقلية الثابتة مقابل عقلية النمو
تعتقد الأمهات ذوات العقلية الثابتة أنه بغض النظر عما يفعلنه أو مدى صعوبة عملهنّ، فإن قدرات أطفالهنّ ستبقى كما هي.
لكن الأمهات المجهدات ذوات عقلية النمو، اللواتي يعتقدن أنه يمكن تطوير القدرات من خلال العمل والجهد، أنجبن أطفالًا لم تظهر عليهنّ تغييرات في مخطط كهربية الدماغ. نظرًا لعدم وجود تغييرات، خلص الباحثون إلى أن الأطفال الذين ترعرعهم أمهات لديهنّ عقلية نمو كانوا أكثر حماية ضد المستويات العالية من التوتر وتأثيره السلبي على نمو الدماغ.
عقلية النمو تفيد الأمهات أيضًا
لا يمكن لعقلية الأم فقط أن تخفف من آثار التوتر على وظائف دماغ طفلها، ولكنها يمكن أن تعمل أيضًا على تخفيف توترها أيضًا.
في دراسة وصفية نُشرت في Clinical Psychology Review والتي تضمنت نتائج أكثر من 17000 مشارك بحثي في 72 دراسة امتدت على 31 عامًا، فحص الباحثون الرابط بين عقلية النمو والصحة العقلية. لاحظوا أن العقلية الموجهة للنمو كانت مرتبطة بعوارض أقل للقلق أو الاكتئاب أو الإجهاد النفسي، مما يعني أن عقلية النمو يمكن أن تمنع تداعيات الأحداث السلبية والمواقف الصعبة في الحياة.
ومع ذلك، لاحظ الباحثون الرئيسيون أن مجرد امتلاك عقلية النمو لن يؤدي ببساطة إلى محو الحواجز التي تواجهها العديد من الأمهات الجدد، مثل عدم وجود إجازة مدفوعة الأجر، ورعاية الأطفال المكلفة، وانخفاض الوصول إلى التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، والرعاية الصحية.
أخيرًا، إن مساعدة الأمهات بشكل عام على فهم أن قدراتهنّ وقدرات أطفالهنّ ليست ثابتة ويمكن تطويرها هو استثمار بسيط في نمو أطفالهنّ، مما يغرس بدايات نظرة تبعث الأمل وتمكّنهم في المستقبل.