لما ياسين لما ياسين 25-06-2025
اكل الاظافر عند الاطفال

يُعَدّ أكل الأظافر عند الأطفال من أكثر العادات الشائعة في الصغر، ويصنّفه الأطباء ضمن السلوكيات القهرية المرتبطة بالشعور بالقلق أو المعاناة من الضغط النفسي. يبدأ الطفل بممارسة هذه العادة من دون وعي، وقد تستمر معه لسنوات إذا لم يُعالج الأمر بهدوء وذكاء. تشير دراسات حديثة إلى أن 30% من الأطفال بين عمر 3 إلى 10 سنوات يُعانون من هذه العادة، وغالبًا ما تكون استجابة لحال نفسية غير مُعبَّر عنها لفظيًا.

ias

في هذا المقال، نكشف عن الأسباب النفسية والعصبية الكامنة وراء هذه العادة، ونقترح خطوات ذكية وفعّالة لعلاجها من دون صراخ أو عقاب. يعرض المقال استراتيجيات علمية مبنية على دراسات موثوقة في علم النفس السلوكي. بالإضافة إلى نصائح تربوية تساعدكِ على احتواء طفلك وفهم ما وراء تصرفاته.

ما هو أكل الأظافر عند الأطفال؟

تُعرَف عادة أكل الأظافر عند الأطفال طبيًا باسم “onychophagia”، وتُعَدّ من الاضطرابات السلوكية التي تظهر غالبًا في فترات الشعور بالقلق أو التوتر أو الملل. لا تكون دائمًا ناتجة عن المعاناة من مشكلة نفسية عميقة، بل قد تبدأ كتصرف عفوي، ثم تتكرّر وتتحوّل إلى سلوك دائم مع الوقت.

طفلة تقضم أظافرها
مصدر الصورة: موقع Freepik

تُظهر دراسة نشرتها مجلة Journal of Behavioral Pediatrics أنّ معظم الأطفال لا يدركون أنهم يقضمون أظافرهم حتى يُنبّههم الأهل. مما يعني أنّ ردود الفعل القاسية قد تزيد من توتّر الطفل وتُعزّز العادة بدل الحدّ منها.

الأسباب النفسية وراء العادة

يبدأ أكل الأظافر عند الأطفال غالبًا في بيئات تفتقر إلى الاستقرار العاطفي. عند غياب التعبير العاطفي السليم، يُفرّغ الطفل مشاعره من خلال حركات جسدية متكرّرة. بعض الأسباب تشمل:

  • القلق والانفصال: مثل دخول المدرسة أو ولادة أخ جديد.
  • توتر العلاقات داخل الأسرة: كثرة الشجارات أو الضغط الدراسي.
  • الملل أو غياب النشاط: الطفل يبحث عن شيء يملأ فراغه الذهني.
  • نموذج تقليدي في المنزل: رؤية أحد الوالدين أو الإخوة يقضم أظافره.

تؤكد دراسة نُشرت عام 2018 في Frontiers in Psychology أن الأطفال الذين لا يُسمح لهم بالتعبير عن مشاعرهم بالغضب أو الخوف، قد يتحوّلون إلى سلوكيات غير لفظية مثل قضم الأظافر كوسيلة تفريغ داخلي.

آثار العادة على صحة الطفل

لا يجب الاستهانة بتأثير أكل الأظافر عند الأطفال على صحة الجسم والنفس. فالأمر لا يقتصر على المظهر الخارجي فقط، بل يتعداه إلى آثار عضوية ونفسية:

طفلة تقضم أظافرها
أضرار قضم الأظافر عند الأطفال على صحّتهم
  • العدوى البكتيرية والفطرية: نتيجة انتقال الجراثيم من الفم إلى الجلد المحيط بالأظافر.
  • تشوه الأظافر: خاصة عند تكرار القضم بشكل عنيف.
  • مشاكل في الأسنان: مثل تآكل المينا أو تغيّر شكل الأسنان الأمامية.
  • انخفاض الثقة بالنفس: بسبب نظرات الآخرين أو تعليقاتهم.

أكّدت الأكاديمية الأمريكية لطب الأسنان للأطفال أن الأطفال الذين يقضمون أظافرهم يعانون بمعدل أعلى من التهابات اللثة والأسنان مقارنة بأقرانهم.

طرق ذكية للتعامل مع الطفل

بدل اللجوء إلى الصراخ أو العقاب، يمكن استخدام أساليب إيجابية تُشجّع الطفل على تغيير سلوكه بهدوء. هذه أبرز الطرق التي يُوصي بها خبراء السلوك:

  • راقبي المواقف التي تسبق القضم: هل يحدث أثناء الدراسة؟ عند مشاهدة التلفاز؟ تحديد السبب خطوة أولى نحو العلاج.
  • ابتكري بديلًا سلوكيًا: قدّمي له كرة ضغط صغيرة أو لعبة لتشتيت يديه عند الشعور بالتوتر.
  • قومي بإشراكه في روتين العناية بالأظافر: عندما يهتم الطفل بأظافره، تقلّ رغبته في قضمها.
  • ضعي مادة آمنة ومرّة على الأظافر: وهي طريقة طبية فعّالة يستخدمها بعض أطباء الجلد.
  • امدحيه عند الانتباه: شجّعيه كلما لاحظ نفسه وكَفَّ عن القضم.
  • ارسمي جدولًا بسيطًا للمتابعة: ضعي نجمة على كل يوم خالٍ من قضم الأظافر، وقدّمي مكافأة رمزية أسبوعيًا.

بحسب الجمعية الأمريكية لعلم النفس، فإن التعزيز الإيجابي يُعد من أنجح الأساليب السلوكية لتعديل سلوك الأطفال. خاصّةً عندما يُقترن بالتفهّم والحنان.

متى أطلب المساعدة المهنية؟

إذا استمر أكل الأظافر عند الأطفال رغم المحاولات المتكررة، أو بدأ يؤثر على صحته الجسدية والنفسية، فقد يكون من الضروري استشارة مختصّ نفسي. إليكِ بعض المؤشرات:

طفل يقضم أظافره
حالات قضم الأظافر التي تستدعي التدخّل الطبّي
  • استمرار العادة بعد عمر 10 سنوات.
  • ظهور جروح أو التهابات متكررة حول الأظافر.
  • تزامن السلوك مع قلق مفرط، وانسحاب اجتماعي، أو اضطرابات نوم.
  • ارتباط العادة بسلوكيات أخرى مثل شدّ الشعر أو قضم الشفاه.

يمكن أن يقدّم المعالج السلوكي جلسات علاج معرفي سلوكي (CBT) فعّالة، تُساعد الطفل على فهم مشاعره والتحكم بها بشكل صحي.

الخلاصة

أكل الأظافر عند الأطفال ليس مجرد عادة مزعجة، بل رسالة غير لفظية تعبّر عن حال داخلية بحاجة إلى احتواء. لا يأتي علاج هذه السلوكيات بالصراخ أو العقاب، بل بالحب والتفهّم، إلى جانب اتّخاذ خطوات علمية مدروسة. كما أنّ فهم الأسباب وملاحظة التوقيت وتقديم بدائل سلوكية بسيطة يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في وقت قصير. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن طرق تخفيف التوتّر عند صراخ طفلكِ في الأماكن العامة.

وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن كل سلوك مزعج يصدر عن الطفل هو فرصة لفهم عالمه الداخلي. أكل الأظافر عند الأطفال يُمكن أن يتحوّل من عادة مؤذية إلى وسيلة لاكتشاف مخاوفه واحتياجاته النفسية. عندما نختار الاستماع بدل التوبيخ، والاحتواء بدل العقاب، نكون قد وضعنا أول حجر في بناء طفل واثق، سليم نفسيًا، ومستقر عاطفيًا. لنكن دائمًا الحضن الذي يُلهم أبناءنا بالتغيير لا الخوف.

الأمومة والطفل الأم والطفل سلامة الأطفال سلامة الطفل صحة الأطفال صحة الطفل نصائح الأم والطفل

مقالات ذات صلة

بالفيديو، أنا أم لصبيان فقط وتعبت جدًا من سماع هذه الأمور
الأم والطفل بالفيديو، أنا أم لصبيان فقط وتعبت جدًا من سماع هذه الأمور
هل تعانين من هذه المشاكل؟
ما الذي يجعل مشاعر الأمومة مع الطفل فريدة لا تشبه أي حب آخر؟
الأمومة والطفل ما الذي يجعل مشاعر الأمومة مع الطفل فريدة لا تشبه أي حب آخر؟
إليكِ ما لم تعرفيها من قبل..
ليش ما أحب ألعب مع طفلي؟
الأمومة والطفل ليش ما أحب ألعب مع طفلي؟ عن الملل الطبيعي في الأمومة
اعتمدي هذه الخطوات!
الأم العاملة
الأمومة والطفل الأم العاملة: كيف تواجهين التعب، الذنب، والإرهاق العاطفي؟
اعتمدي هذه الأساليب وغيّري حياتكِ!
امرأة تشرح للطبيبة ألم المعدة
اعراض الحمل هل الم المعدة من اعراض الحمل​: إليكِ الأعراض الأقلّ شيوعًا للحمل!
أعراض الحمل الأقلّ شيوعًا
طفلة صغيرة تنظر ببراءة
مراحل نمو الطفل الجسدية العاده السريه عند الاطفال​: حالة تصيب الأمّهات بالهلع وحيرة في التصرّف!
مشكلة تشغل بال الأمهات
3 مفاتيح ذهبية تجعل طفلك يعيش حياة سعيدة!
الأمومة والطفل 3 مفاتيح ذهبية تجعل طفلك يعيش حياة سعيدة!
تضمن لكِ تربية طفل واثق وسعيدة!
كيف توازنين بين حبك لأطفالك وحاجتك لمساحة خاصة؟
الأمومة والطفل كيف توازنين بين حبك لأطفالك وحاجتك لمساحة خاصة؟ السرّ في هذه العادات البسيطة!
اتّبعي هذه الخطّة!
بالفيديو، اسمحي لرضيعك ان يضع قدمه في فمه
الأم والرضيع بالفيديو، اسمحي لرضيعك ان يضع قدمه في فمه
اكتشفي الأسباب!
هل فقدتِ نفسك في زحمة الأمومة؟
الأمومة والطفل هل فقدتِ نفسكِ في زحمة الأمومة؟ خطوات لاسترجاع هويتكِ بهدوء
هذه الخطوات لكِ!
طفلك يصرخ في الأماكن العامة؟
الأمومة والطفل طفلك يصرخ في الأماكن العامة؟ هذه الطرق تخفف التوتر وتحتوي الموقف
اتبعيها ولاحظي الفرق بنفسك!
طفلة تقيس طولها
صحة الطفل حساب كتلة الجسم للاطفال​: كيف تعرفين وزن طفلكِ الطّبيعي!
كل ما يهمك عن صحة طفلك

تابعينا على