تُعَدّ علامات تكيس المبايض عند المتزوجات من أكثر المشاكل التي تؤثر على الصحة الإنجابية للمرأة في سنّ الخصوبة. لا يقتصر تأثيرها على الجانب الجسدي فحسب، بل يمتد إلى الجوانب النفسية والعاطفية، وقد يشكّل عائقًا حقيقيًا أمام حلم الأمومة لدى الكثيرات. لهذا السبب، لا بدّ من التوقف عند هذه العلامات منذ بدايتها ومراقبتها بعناية.
في هذا المقال، نكشف لكِ أبرز علامات تكيس المبايض عند المتزوجات، ونوضّح كيف يمكن أن تؤثّر على فرص الحمل، ومتى تتحوّل إلى تهديد مباشر للخصوبة. سنتناول أيضًا الأسباب المحتملة، وسبل التشخيص، وأهم النصائح الطبية للتعامل مع الحال.
خلل في الدورة الشهرية
تُعتبر الدورة الشهرية غير المنتظمة من أول علامات تكيس المبايض عند المتزوجات. يظهر هذا الخلل إمّا بتباعد كبير بين الدورات، أو غيابها لأشهر، أو حدوث نزيف غير معتاد. السبب العلمي وراء ذلك هو اختلال في توازن الهرمونات، لا سيما ارتفاع هرمون التستوستيرون، ما يؤثر سلبًا على عملية الإباضة.

هذا الاضطراب يمنع المبيض من إطلاق البويضة شهريًا، مما يصعّب من فرص حدوث حمل طبيعي. وقد أظهرت دراسة منشورة في Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism أن حوالي 70% من النساء المصابات بتكيس المبايض يعانين من اضطرابات في الطمث. وهو ما يُعد مؤشرًا قويًا على ضعف الإباضة.
زيادة الوزن وظهور الشعر الزائد
من العلامات البارزة التي ترافق تكيس المبايض، خاصّة عند المتزوجات، هي زيادة الوزن، خصوصًا في منطقة البطن، وظهور شعر زائد في أماكن غير مألوفة كالوجه، والصدر، والظهر. ويعود ذلك إلى ارتفاع مستويات الأندروجينات (الهرمونات الذكرية) في الجسم.
تُظهر الأبحاث أن 40% من النساء المصابات بتكيس المبايض يعانين من السمنة، ما يُفاقم من العوارض ويزيد من تعقيد فرص الحمل. كما أن نمو الشعر غير المرغوب فيه يُشير إلى تغيّر في طبيعة التوازن الهرموني الذي يؤثّر على الخصوبة. هذا ما يجعل التدخل المبكر ضروريًا لمنع تفاقم الحال.
صعوبة الحمل
يُعدّ تأخّر الحمل من أخطر علامات تكيس المبايض عند المتزوجات، فهي تُشكّل جرس إنذار حقيقي. في هذه المرحلة، تُصبح المبايض غير قادرة على التبويض بانتظام، أو تفشل في إنضاج البويضات بشكل سليم. ما يقلّل من فرص التخصيب.

أشارت دراسة نُشرت في Human Reproduction Update أن تكيس المبايض يُعتبر من الأسباب الرئيسية لعقم الإباضة لدى النساء، وهو يمثل حوالي 80% من الحالات. كلما طالت فترة إهمال العوارض، زادت احتمالية تلف البويضات أو تراجع جودة الإباضة، ممّا يؤثر مباشرة على الخصوبة.
تحاليل الدم وصور السونار
لا يمكن الاعتماد فقط على العوارض الظاهرة لتشخيص تكيس المبايض. من المهم الخضوع لتحاليل دم تقيس مستوى الهرمونات مثل LH، FSH، والتستوستيرون. كما يساعد التصوير بالموجات فوق الصوتية (السونار) على رؤية شكل المبيض وملاحظة وجود أكياس صغيرة منتشرة عليه.
يسمح التشخيص الدقيق للطبيبة بتحديد المرحلة التي وصلت إليها الحال، وبالتالي وضع خطة علاجية تتناسب مع الرغبة بالحمل. وتؤكد Mayo Clinic أن التشخيص المبكر يساعد على تقليل التأثير السلبي لتكيس المبايض على الخصوبة وتحسين نتائج العلاج. خاصّةً إذا تمّ اعتماد أسلوب حياة صحي مع علاج هرموني مناسب.
متى تصبح الحال خطرًا على الخصوبة؟
تتحوّل علامات تكيس المبايض عند المتزوجات إلى خطر حقيقي على الخصوبة في حال إهمال العلاج، أو إذا رافقتها أمراض أخرى كاضطراب الغدة الدرقية أو مقاومة الإنسولين. في هذه الحالات، يقلّ عدد البويضات الناضجة بشكل كبير، وتزداد احتمالية الإجهاض أو فشل التلقيح الصناعي.

لهذا السبب، توصي الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد بضرورة التعامل مع التكيس كحال مزمنة تحتاج لمراقبة طويلة الأمد، خاصة لدى النساء المتزوجات الراغبات بالحمل. كما أن تأخير العلاج قد يعرّض المرأة لمشاكل صحية أخرى مثل السكري من النوع الثاني أو أمراض القلب مستقبلًا.
الخلاصة
لا يجب تجاهل علامات تكيس المبايض عند المتزوجات أو اعتبارها مجرد عرض بسيط يزول تلقائيًا. بل هي إنذار مبكر يستدعي انتباهًا جديًا، خصوصًا إذا رافقتها صعوبة في الحمل أو تغييرات واضحة في الوزن والدورة الشهرية. الكشف المبكر والتشخيص الدقيق يُعتبران خط الدفاع الأول لحماية الخصوبة وتحقيق حلم الأمومة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن أفضل مكمل غذائي لعلاج تكيس المبايض.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ وعي المرأة بجسدها هو حجر الأساس في حماية صحتها الإنجابية، فمعرفة تفاصيل الدورة الشهرية، من حيث انتظامها وكميتها ومدتها، تُعدّ بمثابة مرآة داخلية تعكس ما يجري داخل المبيضين من توازن أو خلل. كثير من النساء يُهملن الإشارات البسيطة التي يُطلقها الجسم، مثل تأخر الطمث أو ظهور حب الشباب أو زيادة الوزن المفاجئة، رغم أنّها قد تكون إشارات مبكرة لتكيس المبايض. لهذا، أنصح كل امرأة أن تُنصت جيدًا لجسدها، وأن تُبادر بزيارة الطبيبة فور ملاحظة أي تغيير غير مألوف، فكل تأخير في التشخيص قد يُهدد قدرتها على الحمل لاحقًا ويُعقّد مسار العلاج. الخصوبة ليست أمرًا مضمونًا، بل كنز يجب الحفاظ عليه، وأنتِ وحدكِ المسؤولة عن اتخاذ الخطوة الأولى لحمايته.