يرقى وجود الولادة القيصريّة إلى العصور القديمة. وفي تلك الأثناء، كان الاعتماد عليها محدوداً جداً ويقتصر على الحالات الطارئة التي تكون فيها حياة الطفل في خطر.
أما اليوم، وبفضل التقدّم الطبيّ المذهل، أمست القيصرية أوسع انتشاراً، حتى بات من الممكن التخطيط المسبق لها تبعاً للوضع الصحيّ للأم والطفل معاً.
وبوجهٍ عام، تُعتبر القيصرية وسيلة ولادة آمنة نسبياً. وبفضلها، تراجع معدل الوفيات في أوساط الأمهات بنسبة 10%، حسبما تؤكّده الدراسات الحديثة.
ولكن، هذا لا يعني للأسف بأنها لم تعد تنطوي على المخاطر والمضاعفات مقارنةً بالـولادة الطبيعية، بل يعني بكل بساطة أنّ إيجابياتها تفوّقت على سلبياتها وأن احتمالات تسببها بمشاكل خطيرة إبان الولادات اللاحقة كالحمل خارج الرحم والإملاص، ضئيلة، وفق ما جاء في دراسة صدرت في PLOS Medicine عام 2014.
ولأننا في "عائلتي" نحرص على توعيتكِ وتعميق معرفتكِ في كلّ ما يتعلّق بحملكِ وولادتكِ وما بعدهما، ارتأينا أن نستعرض لكِ في ما يلي المخاطر التي يُمكن أن تتأتى عن الخضوع لولادة بالجراحة القيصرية:
على الأمد القريب:
- التهاب غشاء خط الرحم.
- فقدان كمية كبيرة من الدم (قلّما تستدعي نقل دم).
- تخثّر الدم في الساقين أو الرئتين.
- الغثيان والتقيؤ والصّداع الحادّ بعد الولادة (جراء أدوية التخدير وشق البطن).
- اضطراب حركة الأمعاء (الإمساك).
- التهاب جرح الولادة.
- تأخر تجربة الرضاعة الطبيعية، جراء استغراق الأم وقتاً طويلاً للتعافي وشعورها بالألم والانزعاج عند مستوى البطن، تبعاً لما أوردته مراجعة لعدّة دراسات صدرت في هذا السياق عام 2011.
- وفي الحالات النادرة، تضرر أحد أعضاء الجسم القريبة من الرحم أثناء الجراحة.
على الأمد البعيد:
- تمزّق جرح العملية أثناء عمليات ولادة لاحقة.
- المشيمة المنزاحة أو نمو المشيمة عند مستوى منخفض من الرحم، متسببةً بانسداد عنق الرحم.
- المشيمة الملتصقة أو نمو المشيمة في أعماق جدار الرحم متسببةً بنزيفٍ حادّ جداً بعد الولادة.
فإن كنتِ اليوم تستعدّين لولادة قيصرية لسببٍ آو لآخر، لا تقلقي طالما أنكِ تُنسّقين جيداً مع الطبيب المتابع لحالتكِ وتخضعين لمراقبته الحثيثة. كلّ شيء سيسير على خير ما يُرام إن شاء الله وستنعمين بحياة طويلة ومديدة مع طفلك!
اقرأي أيضاً: اللاءات الثمانية بعد الولادة القيصرية!