لما ياسين لما ياسين 29-08-2024
أم تشعر بالتوتر

من يتصدر قائمة مسببي الضغط للأمهات: الزوج أم الأطفال؟ دراسة تُجيب. تتعرض الأمّهات لضغوط يوميّة متعدّدة قد يصعب حصرها، وتعتبر المسؤوليّات المرتبطة بالأطفال من أبرزها. لكن المفاجأة تكمن في أنّ الزوج قد يكون في بعض الأحيان أحد أكبر مصادر التوتر لهنَّ، وليس الأطفال وحدهم.

ias

فهل الزوج بالفعل يشكل عبئًا إضافيًا على المرأة؟ وهل يمكن أن يكون أكثر إجهادًا من الأطفال ويسبب الشعور بالقلق والتوترّ بشكلٍ مستمرّ لديها؟ دراسة مفصَّلة ستجيبكِ عن جميع هذه التساؤلات.

مصدر الضغط الخفيّ: الزوج أم الأطفال؟

في كثيرٍ من الأحيان، يمكن أن يكون الزوج مصدرًا لضغطٍ لا يقل تأثيرًا عن ذلك الذي يُشكّله الأطفال. فلنأخذ على سبيل المثال حال دينو فلينو، وهي أم تعمل في نيو بريتين، كونيتيكت; عندما يسأل الناس زوجها فيل عن عدد أطفالهما، يجيب بأنّه لديه طفلين، بينما لديها هي ثلاثة – طفلهما البالغ من العمر 7 سنوات، وطفلتهما البالغة من العمر 3 سنوات، وهو نفسه.

ورغم أنّ هذه العبارة قد تبدو دعابة، إلّا أنّها تحمل في طياتها حقيقة صعبة، وهي أن الرجل أحيانًا يمكن أن يتصرف كطفلٍ كبير، ممّا يزيد من عبء المسؤوليّات على الزوجة، وهذا يتناقض تمامًا مع حقوق وواجبات الزوجة تجاه الزوج المتعارَف عليها، والتي تُعتبَر أكثر عدلًا.

امرأة تتكلّم على الهاتف وتمسك المكواة بيدها وأولادها الثلاثة حولها كلّ واحد منهم يريد منها طلبًا
الضغوطات التي تعيشها الأمّ

الضغط الناتج عن المسؤوليّات غير المتكافئة

في دراسة استقصائيّة أجرتها TODAY Moms شملت أكثر من 7000 أمّ في الولايات المتّحدة، تبيّن أنّ 46% من الأمّهات يعتبرنَ أن أزواجهنَّ يشكّلون مصدرًا أكبر للضغط من أطفالهن.

وهذا الرقم الكبير يعكس حقيقة أنّ العديد منهنَّ يشعر أنّ العبء الأكبر من المهام المنزليّة وتربية الأطفال يقع على عاتقهنَّ، حتّى وإن كان لديهنَّ شريك يساعدهنَّ.

في كثيرٍ من الأسر، نجد أنّ الأمّ نفسها مسؤولة عن الجزء الأكبر من أداء المهام المنزليّة وتربية الأطفال. وعلى الرغم من أنّ بعض الأزواج يشاركون في هذه الواجبات، إلّا أنّ العبء النفسي يظلّ أكبر على الأم.

تقول دينو فلينو، التي تعمل بدوام كامل: “أنا وزوجي نحاول تقسيم المهام بيننا، لكنّه يبدو دائمًا أقلّ توتّرًا مني”. وتشير إلى أنّها تقلق بشأن كلّ قرار صغير يتّخذانه بشأن الأطفال، في حين يبدو زوجها أقلّ قلقًا ويترك الأمور تتّخذ مجراها الطبيعي.

امرأة تقف متعبة أمام المجلى وتضع يديها على رأسها
أضرار عدم توزيع المسؤوليّات بشكلٍ عادل بين الزوجين

الأمّهات والضغوط اليوميّة

من الصعب على الأمّهات إدارة جميع المهام اليوميّة بمفردهنَّ، خاصّةً عندما يتعلّق الأمر بالتوفيق بين العمل ورعاية الأطفال.

ووفقًا للدراسة، فإنّ أكثر ما يثير قلقهنَّ هو عدم وجود وقت كافٍ لإنجاز كل المهام المطلوبة، حيث تشعر 75% من الأمّهات اللواتي لديهن شريك بأنهنَّ يؤدّينَ معظم الأعمال المنزليّة ويربّينَ الأطفال، بينما يشعر 20% منهنَّ بأنّ نقص المساعدة من الزوج يشكّل مصدرًا رئيسيًا للضغط اليومي.

يعود سبب توتّر الأمهات في كثيرٍ من الأحيان إلى اختلاف طرق التعامل مع الضغوط اليوميّة بينهنَّ وبين أزواجهنَّ، حيث تقول فلينو: “في حين أنّ زوجي يهتمّ بمستقبل أطفالنا، إلّا أنّه لا يقلق بنفس الطريقة التي أقلق بها”، وهذا الاختلاف في التصرّف مع المشاكل يمكن أن يزيد من شعور الأمّ بالعزلة والتوتّر.

الزوج كمسبب للضغط

قد يتسبّب الزوج في زيادة الضغط على الأم بسبب عدم المساواة في تحمّل المسؤوليّات، وحتى عندما يساعد في بعض المهام، فإنّ الأمّهات يشعرنَ في كثيرٍ من الأحيان أنّهنَّ يتحمّلنَ العبء الأكبر. وبهذا، تؤكّد بعض النساء أنهنَّ يشعرنَ بأنّ أزواجهنَّ يتصرّفون مثل الأطفال الكبار، ممّا يزيد من العبء النفسي عليهنَّ.

أصوات من الواقع

  • “أشعر وكأنّني الشخص البالغ الوحيد في المنزل. يتنافس زوجي وابنتي على انتباهي وكأنّني لست إنسانة لديها احتياجات أيضًا.”
  • “عندما يعود زوجي إلى المنزل، أشعر بأنّه مجرّد وظيفة إضافيّة عليّ القيام بها، بدلًا من أن يكون شريكًا حقيقيًا في الحمل.”
  • “أشعر أنّني أتحمّل عبء تربية الأطفال وإدارة المنزل بمفردي، على الرغم من أنّني أعمل نفس عدد ساعات العمل التي يعملها زوجي.”
امرأة تضع سماعات على أذنيها وتنظر إلى الحاسوب المحمول أثناء تحضيرها للطعام وأولادها يشاغبون وزوجها يجلس ويمسك هاتفه
تشكيل الزوج عبء على زوجته

هل الزواج هو السبب؟

من الممكن أن يكون السبب الرئيسي للضغط ليس الزوج بحدّ ذاته، بل الزواج بشكلٍ عام. فالعلاقة الزوجيّة، حتّى في أفضل حالاتها، تتطلّب بذل جهدًا كبيرًا للحفاظ على توازنها.

وعندما تُضاف مسؤوليّات تربية الأطفال إلى هذه العلاقة، يتضاعف الضغط على الأم.

يشير هال رونكل، وهو معالج أسري في أتلانتا، إلى أنّ الزواج يُعتبَر علاقة أكثر تعقيدًا من الأبوّة، وأنّ الجمع بينهما يشكّل تحدّيًا كبيرًا للأمهات.

ولكن على الرغم من العوائق التي تواجهها الأمّهات المتزوّجات وشعورهنَّ بأنهنَّ يتحمّلنَ أعباء الأمومة بمفردهنَّ، إلّا أنّ الأمّهات العازبات يواجهنَ ضغوطًا أكثر شدّة ويعشنَ هذا الواقع كلّ يوم، ممّا يضعهنَّ في مواجهة مستويات أعلى من الضغط.

كيف يمكن للزوج أن يُساعد زوجته ويخفّف عنها الضغط؟

من الواضح أنّ الضغوط التي تواجهها الأمّهات تأتي من مصادر متعدّدة، إلّا أنّ الزوج قد يكون في بعض الأحيان المصدر الأساسيّ والأكبر، إلى جانب الأطفال. ولكن يمكنه تغيير هذا الواقع من خلال اتّباع بعض التوجيهات التي ستغيّر من نظرة زوجته إليه من مصدر للضغط إلى مصدر للراحة، أبرزها:

امرأة تجلي طبق وزوجها يعانقها من الخلف ويضع يديه على يديها
أهميّة مشاركة الزوج في الأعمال المنزليّة
  • التفاهم والمشاركة الفعّالة: لتخفيف الضغط عن الأم، يمكن للزوج أن يؤدّي دورًا أكبر في مشاركة المسؤوليات، حيث يجب أن يكون شريكًا حقيقيًا في تربية الأطفال وإدارة المنزل، وليس مجرّد مساعد إضافي. لذا، من الضروريّ أن يتفهّم احتياجات زوجته ويعمل على تقديم الدعم اللازم.
  • التقدير والاعتراف بالجهود: يجب على الزوج أن يعترف بالجهود الكبيرة التي تبذلها زوجته في رعاية الأسرة. فتقديم كلمات بسيطة مثل “أنتِ تقومين بعمل رائع” أو “أشكركِ على كلّ ما تفعلينه” يمكن أن يكون له تأثير كبير على نفسيّة الزوجة وتخفيف شعورها الضغط.
  • تقاسم الأعباء المنزلية: من الأفضل أن يتقاسم الزوج والزوجة المهام المنزليّة بشكلٍ متساوٍ. إذًا، يمكنه إنجاز بعض الأعمال المنزليّة أو رعاية الأطفال لفترة معيّنة من اليوم، فهذا يمنحها بعض الوقت للاسترخاء والاهتمام بنفسها.

من خلال التفاهم والمشاركة الفعالة، يمكن للزوج أن يساعد في تخفيف جزء من هذا الضغط، ممّا يساهم في خلق بيئة أسريّة أكثر توازنًا وسعادة. وأخيرًا، تظلّ العلاقات الزوجيّة وتربية الأطفال معًا تحديًا كبيرًا، ولكن بالحبّ والدعم المتبادل، يمكن للأزواج تجاوز هذه العوائق بنجاح وتقوية الروابط الأسريّة.

الأمومة والطفل دراسات التوتر الزواجي العلاقات الزوجية تحديات الزواج ضغط الزوج ضغوط الأمهات مسؤوليات الأمومة

مقالات ذات صلة

بكتيريا في الامعاء قد تسبب مرض الباركنسون
الصحة دراسة جديدة: بكتيريا في الأمعاء قد تسبب مرض الباركنسون
الرجال هم أكثر عرضة من النساء!
دراسة جديدة حول تأثير توقيت الدورة على صحة المرأة في المستقبل
صحة المرأة دراسة جديدة: بدء الدورة الشهرية قبل سن 13 عامًا يسبب الإصابة بالسكري في المستقبل
وأمراض أخرى خطيرة!
دراسة حديثة: الأزواج الذين لا ينشرون صورهم على السوشيل ميديا سعداء أكثر من غيرهم
منوعات دراسة حديثة: الأزواج الذين لا ينشرون صورهم على السوشيل ميديا سعداء أكثر من غيرهم
المقارنة مع أزواج آخرين هي المشكلة!
الريجيم المبكر للاطفال يؤثر على شخصيتهم وصحتهم العقلية
الأمومة والطفل دراسة جديدة: الريجيم المبكر للأطفال يؤثر على شخصيّتهم وصحتهم العقلية
التغذية المتوازنة ضرورية للنمو الذهني والجسدي!
معدل الولادات في السعودية ينخفض إلى 67%
أخبار السعودية معدل الولادات في السعودية ينخفض إلى 67%
شاهدي معدلات إنخفاض الإنجاب في العالم!
دراسة جديدة الزواج يرفع ضغط الدم
ضغط الدم دراسة جديدة: الزواج يرفع ضغط الدم… الأمر لم يعد نكتة!
والعلاج يكون مشتركًا بين الأزواج!
الارتباط برجل لا يشبهك أبدا ليدوم زواجكما
الحياة الزوجية دراسة جديدة: الارتباط برجل لا يشبهك أبدا ليدوم زواجكما!
هل هذا أمر صحيح؟
الدورة الشهرية تغير في بنية الدماغ
الصحة دراسة جديدة: الدورة الشهرية تسبب تغيرات في بنية الدماغ!
تعانين من ضباب الدماغ أو التعب العقلي خلال الدورة الشهرية؟
حصتان فاكهة في اليوم تقلل من خطر الإصابة بالسكري
الصحة حصتان فقط من الفاكهة في اليوم يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بمرض السكري
الفاكهة الطازجة بدلًا من العصير!
الآباء ينقلون أفكار الذكورية إلى أبنائهم
الأمومة والطفل دراسة جديدة: الآباء ينقلون أفكار الذكورية إلى أبنائهم
هناك ما هو أبعد من عبارة "الإبن سرّ أبيه"!
المكملات الغذائية لا تعوض عن الاطعمة الطبيعية
الصحة دراسة جديدة: المكمّلات الغذائية لا تعوّض عن الأطعمة الطبيعية!
يجب نشر الوعي والتثقيف حول هذا الموضوع!
دواء سرطان الثدي قد يكون له آثار جانبية خطيرة
الصحة دراسة جديدة: دواء سرطان الثدي قد يكون له آثار جانبية خطيرة
قد يؤثر على معدلات السكر في الدم!

تابعينا على