تُعتبر الرضاعة الطبيعية جزءًا أساسيًا من رعاية الطفل في مراحله الأولى. حيث يمدّ حليب الأم الطفل بالعناصر الغذائيّة الضرورية لنموه. أكّد الدكتور رشّود الشقراوي، استشاري التغذية، على أهميّة شرب حليب الأم في تعزيز صحّة الجهاز العصبي للطفل. مشيرًا إلى غناه بأوميغا 3، الذي يؤدّي دورًا بارزًا في تطوير وظائف المخ.
وأشار الدكتور الشقراوي إلى أهميّة الرضاعة الطبيعية في حماية الطفل من الإصابة بالعديد من الأمراض، خصوصًا اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، والتوحّد. من هنا، يُوصي الأمهات بالالتزام بالرضاعة الطبيعيّة لمدّةٍ لا تقلّ عن ستة أشهر، لضمان حصول الطفل على جميع الفوائد الصحيّة.
فوائد أوميغا 3 للأم والطفل
يُعدّ أوميغا 3 من الأحماض الدهنيّة الأساسيّة التي تُفيد الجنين خلال فترة الحمل وبعد الولادة. لذا، تحتاج الحامل إلى كميّة كافية من هذا العنصر من خلال تناول أسماك غنية بالدهون مثل السلمون والتونة. حيث يساهم هذا الحمض في تكوين الجهاز العصبي للجنين بشكلٍ صحي. أمّا بعد الولادة، يُصبح حليب الأم مصدرًا أساسيًا للأوميغا 3. ممّا يعزّز مناعة الطفل ويقيه من مواجهة الأمراض العصبيّة والنفسيّة.
حماية الطفل من الإصابة باضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه
تؤدّي الرضاعة الطبيعية دورًا وقائيًا في حماية الطفل من اضطرابات فرط الحركة وتشتّت الانتباه. فوجود الأوميغا 3 فيه يساعد على تنظيم عمل الدماغ، ممّا يُحسّن من التركيز ويُقلّل من احتماليّة الإصابة بهذه الاضطرابات. وفي هذا السياق، يُشير الدكتور الشقراوي إلى أن الأطفال الذين يرضعون طبيعيًا لمدة ستة أشهر أو أكثر، يواجهون خطرًا أقلّ من الإصابة باضطراب فرط الحركة.
الوقاية من التوحد
أكّد الدكتور الشقراوي أنّ شرب الطفل لحليب الأم يُقلّل من احتمالية إصابته بالتوحّد، وذلك بفضل محتواه من الأوميغا 3. يُعتبر هذا الحمض الدهني ضروريًا لتطوير الاتصالات العصبيّة، ممّا يساعد على تحسين النموّ الإدراكي والاجتماعي لدى الطفل. لذلك، تساهم الرضاعة الطبيعية في تحسين الأداء العقلي وتقليل عوامل الخطر المرتبطة بالتوحد.
حليب الأم مقابل الحليب الصناعي
أوضح الدكتور الشقراوي أنّ حليب البقر، في المقابل، على عكس حليب الأم، لا يحتوي الأوميغا 3 بشكلٍ طبيعي. ولذلك، تُضيف بعض الشركات هذا الحمض إلى تركيبة الحليب الصناعي. ومع ذلك، يبقى أقلّ فعالية من حليب الأم الطبيعي، الذي يجمع بين الفيتامينات، والمعادن، والأحماض الدهنيّة الضروريّة لنموّ الطفل بشكلٍ شامل.
في الخلاصة، اعتمدي على الرضاعة الطبيعية كوسيلة لحماية طفلكِ من الأمراض العصبيّة والنفسيّة، مثل فرط الحركة، تشتت الانتباه، والتوحد. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وقدّمنا لكِ نصائح فعّالة لتجربة رضاعة ناجحة بأقلّ مجهود.