يطرح كثيرون هذا السؤال يوميًا: هل النوم على البطن مضر؟ في ظل تسارع نمط الحياة وزيادة الضغوط اليوميّة، يبحث الناس عن وضعية نوم تمنحهم راحة عميقة. بعضهم يفضّل النوم على الظهر، آخرون على الجنب، بينما يختار كثيرون النوم على البطن كعادة يومية.
لكن، هل فعلًا هذه الوضعية تؤثر سلبًا على الصحة؟. في هذا المقال، نعرض أبرز ما كشفته الدراسات الحديثة، ونوضح النتائج المفاجئة التي قد تغيّر رأيك حول الأمر.
النوم على البطن يضغط العمود الفقري
يؤكد الأطباء أن النوم على البطن يضع العمود الفقري في وضعية غير طبيعية. تنحرف الرقبة جانبًا، ما يسبّب ضغطًا على الفقرات، ويؤدي إلى الشعور بآلام مستمرة في الرقبة والظهر. ومع الوقت، قد تتفاقم هذه الآلام وتتحوّل إلى تشوّه في انحناءات الظهر الطبيعية.

مشاكل في التنفس بسبب انضغاط القفص الصدري
عندما تنامين على بطنك، ينضغط القفص الصدري على الرئتين. يقلّل هذا الانضغاط من سعة التنفّس ويؤثر سلبًا على كفاءة الأوكسجين الداخل إلى الجسم. بحسب دراسة نُشرت في Journal of Clinical Sleep Medicine عام 2023، لاحظ الباحثون تراجعًا طفيفًا في نسبة الأوكسجين عند الأشخاص الذين ينامون على بطونهم مقارنةً بمن ينامون على الجنب أو الظهر.
اضطرابات في الجهاز الهضمي
تُعيق هذه الوضعية عمل الأمعاء والمعدة. يشعر بعض الأشخاص بالحموضة أو الغثيان بعد الاستيقاظ، خاصّةً إذا تناولوا وجبة دسمة قبل النوم. يوصي أطباء الجهاز الهضمي بتفادي هذه الوضعية تمامًا عند النوم بعد الأكل.
بعض الحالات تستفيد منها!
رغم التحذيرات، يشير بعض الخبراء إلى أن النوم على البطن قد يساعد في حالات الشخير أو توقف التنفس أثناء النوم. يفتح مجرى التنفس ويقلّل من الاهتزازات في الحلق. لذا، قد ينصح الطبيب بها مؤقتًا لبعض المرضى، بشرط استعمال وسادة خاصّةً تُخفّف الضغط على الرقبة.
لا تناسب وضعية النوم على البطن الجميع، بل ترتبط مباشرةً بظروف الجسم ووضعه الصحي. تكشف الدراسات عن أضرار واضحة في العمود الفقري والجهاز التنفسي والهضمي، مع بعض الفوائد في حالات محددة. ننصحك بتجربة أوضاع نوم مختلفة، والانتباه إلى إشارات جسمك في الصباح. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن أسباب خفية تجعلكِ تشعرين بالتعب المستمر.