تتكرّر الخلافات الزوجية بين الشريكين، خاصّةً قبل النوم، حيث تتراكم الضغوط اليومية وتتداخل المشاعر المتناقضة. يعتقد كثير من الأزواج أن تأجيل النقاشات حتى الصباح يُجنّبهم التصعيد، ولكن هذا الحل لا ينجح دائمًا.
في المقابل، قدّم علماء النفس مؤخرًا توصية غريبة لكنها فعّالة، يمكن أن تغيّر طريقة تعامل الأزواج مع التوتر المسائي. أثبتت هذه العادة غير المألوفة فعاليتها في خفض الشعور بالتوتّر وتحسين جودة العلاقة فورًا.
العناق الإجباري لمدّة دقيقتين
ينصح الخبراء بتجربة ما يُعرَف بـ”العناق الإجباري”، وهي عادة تعتمد على تقارب جسدي مباشر بين الزوجين، ولو في أوجّ الغضب. يطلب العلماء من الطرفين الوقوف وجهًا لوجه واحتضان بعضهما البعض لمدة دقيقتين كاملتين، بدون كلام، فقط تنفّس متزامن ولمسة هادئة.

تنشّط هذه الطريقة الجهاز العصبي اللاواعي، وتُقلّل من إنتاج هرمونات التوتر مثل الكورتيزول. كما تعزّز إفراز الأوكسيتوسين، وهرمون الحب، ما يهيّئ البيئة العاطفية لحلّ الخلاف بهدوء.
لماذا تنجح هذه العادة تحديدًا؟
أوّلًا، يتوقّف الشريكان عن الجدل فورًا، ويحوّلان الطاقة السلبية إلى اتصال جسدي بسيط. ثانيًا، لا يعتمد العناق على القناعة أو القبول المسبق؛ بل يكسر حاجز القطيعة سريعًا.
ثالثًا، يُعيد هذا التلامس العفوي الشعور بالأمان والانتماء، مما يخفف حدّة الخلاف ويقود غالبًا إلى مصالحة غير لفظية، أو على الأقل تهدئة المزاج قبل النوم.
متى يجب عدم استخدام هذه الطريقة؟
رغم فعالية العناق الإجباري، لا يُنصح به إذا تضمّن الخلاف إساءة لفظية جارحة أو شعور أحد الطرفين بالخوف أو الانزعاج الجسدي. يجب أن يحدث العناق برضى الطرفين من دون ضغط، ولو اتفقا مسبقًا على استخدامه كأداة لخفض الشعور بالتوتر.
في النهاية، لا يُعتبر العناق حلًّا سحريًا لكلّ مشكلة، لكنه أداة بسيطة وفعّالة لتهدئة الأجواء قبل النوم. قد تبدو هذه العادة غريبة في البداية، لكنها تُثبت يومًا بعد يوم قدرتها على تقوية الرابط العاطفي بين الزوجين، وتحويل لحظات التوتر إلى فرصة للتقرّب. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن السلوك الذي يُعتبَر أهمّ من أي هدية في العلاقة.