تظهر العلاقات القوية في التفاصيل الصغيرة، لا في المفاجآت الكبيرة فقط. يميل كثير من الأزواج إلى التعبير عن مشاعرهم عبر الهدايا، معتبرين أنها الوسيلة الأفضل لتقوية الروابط العاطفية. لكن العلم يوجّه الأنظار نحو جانبٍ آخر أكثر تأثيرًا على المدى الطويل.
في هذا السياق، شدّد عدد من خبراء العلاقات الزوجية على أن التعبير اليومي عن الامتنان يُعزّز الترابط العاطفي أكثر من تقديم الهدايا المادية. فالشعور بالتقدير يولّد أمانًا داخليًا، ويُشعر الشريك بأنه مرئي ومهم، مما ينعكس مباشرة على استقرار العلاقة.
الامتنان يُغذّي التفاهم العاطفي
يرى الباحثون أن الامتنان اليومي يُساهم في رفع مستوى التعاطف والتفهّم بين الزوجين. عندما يسمع أحد الطرفين كلمة “شكرًا” أو يرى تقديرًا حقيقيًا لجهوده اليومية، فإن قلبه ينفتح تلقائيًا على التواصل والحنان.

يُشجّع الامتنان أيضًا على الملاحظة الإيجابية، حيث يبدأ كل طرف في رؤية النصف الممتلئ من العلاقة، بدلًا من التركيز على الأخطاء أو النواقص. تُقلّل هذه النظرة المتوازنة من حجم الخلافات وتُعزّز الرغبة في البناء المشترك.
الهدايا تُفرِح لحظة، والامتنان يدوم
لا شكّ في أنّ الهدايا تدخل السرور إلى القلب، لكنّ تأثيرها غالبًا ما يكون مؤقّتًا. بالمقابل، يُنتج الامتنان اليومي أثرًا تراكميًا، ينمو مع الوقت، ويُشكّل أساسًا متينًا يُبنى عليه الاستقرار العاطفي.
يشير بعض الخبراء إلى أن العلاقات التي يكثر فيها الامتنان تصبح أكثر مقاومة للأزمات، لأن الطرفين اعتادا تقديم الدعم اللفظي والعاطفي لبعضهما البعض، ما يُمهّد لحلول أكثر نضجًا عند ظهور الخلافات.
كيف تُطبّق الامتنان في الحياة اليومية؟
لا يحتاج الامتنان إلى جهدٍ كبير أو كلمات منمّقة. يكفي أن يُعبّر الشريك عن تقديره لجملة من التفاصيل اليومية، مثل تحضير الطعام، أو الشعور بالتعب في العمل، أو حتى دعم بسيط في موقف صعب. تزرع هذه العبارات البسيطة طمأنينة في القلب وتُشعل الدفء في العلاقة.
يُمكن أيضًا كتابة رسالة قصيرة، أو إرسال ملاحظة في بداية اليوم، أو مشاركة لحظة امتنان قبل النوم. المهم أن يشعر الشريك بأنه حاضر في القلب والعقل.
في نهاية المطاف، لا تُقاس قيمة الحب بكثرة الهدايا أو حجم المفاجآت، بل باستمرارية الشعور بالأمان والتقدير. الامتنان ليس رفاهية، بل ضرورة لبناء علاقة متينة ومستقرة. اختر أن ترى وتُقدّر ما يُقدّمه شريكك يوميًا، وستجد أن علاقتكما تنمو بهدوء وعمق. ومنالجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ كيف نرجع نحب بعض وسط زحمة الحياة؟