يزداد الاهتمام بأسلوب الحياة الصحي يومًا بعد يوم، وخصوصًا ما يتعلّق بتوقيت الوجبات وتأثيرها على الجسم. ومع ازدياد معدلات السكري حول العالم، يركّز الباحثون على عوامل خفية قد تسهم في هذا الارتفاع، منها توقيت العشاء.
في هذا الإطار، كشفت دراسة جديدة نتائج صادمة: تناول العشاء في وقت متأخر قد يزيد خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 55٪، حتى عند تناول نفس نوعية الطعام. فكيف يحدث ذلك؟ وماذا يمكن فعله؟
توقيت العشاء يؤثّر على حساسية الأنسولين
أثبت الباحثون في جامعة هارفارد أنّ الجسم يتعامل مع الجلوكوز بشكل مختلف حسب توقيت الوجبة. عندما يتناول الشخص العشاء في وقت متأخر (بعد الساعة 9 مساءً)، تنخفض فعالية الأنسولين ويصبح من الصعب تنظيم مستويات السكر في الدم.

وهذا التراجع في حساسية الأنسولين يؤدي إلى بقاء السكر في الدم لفترة أطول. ممّا يرهق البنكرياس ويزيد من احتمالية الإصابة بالسكري تدريجيًا.
التأثير لا يرتبط بنوع الطعام فقط
على عكس ما يظن البعض، لا تكمن المشكلة في نوعية العشاء المتأخر بل في توقيته. حتى لو كانت الوجبة خفيفة أو صحية، فإن تناولها قبل النوم مباشرة يؤثر سلبًا على التمثيل الغذائي.
إضافةً إلى ذلك، يميل الجسم إلى تخزين السعرات الحرارية بشكل أكبر في المساء. مما يعزز مقاومة الأنسولين ويضاعف خطر الإصابة بالسكري، خصوصًا لدى من ينامون بعد العشاء بفترة قصيرة.
من الأكثر عرضة للتأثر؟
يبدو أن النساء، والأشخاص الذين يعملون ليلًا أو يتبعون أنماط نوم غير منتظمة، أكثر عرضة لتأثير العشاء المتأخر على صحّتهم. كذلك، الذين يعانون من السمنة أو لديهم تاريخ عائلي مع السكري يواجهون خطرًا مضاعفًا إذا لم يضبطوا توقيت وجباتهم.
قد يبدو تأخير وجبة العشاء عادة بسيطة، لكن نتائجه قد تكون خطيرة على المدى البعيد. لذلك، يجب الحرص على تناول العشاء قبل الساعة 7 أو 8 مساءً، مع ترك فترة كافية قبل النوم لا تقل عن ساعتين. بهذه الخطوة البسيطة، يمكن تقليل خطر الإصابة بالسكري بنسبة كبيرة. فالوقاية لا تعتمد فقط على نوع الطعام، بل أيضًا على توقيته. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن أهميّة المشي 10 دقائق يوميًا.