زوجي ركب دعامة، ومنذ تلك اللحظة تغيّر كل شيء في حياتنا الزوجية. لم يعد الأمر يقتصر على المتابعة الطبية أو تناول الأدوية، بل أصبح الخوف يسكنني. أرتبك عند التفكير في ممارسة العلاقة الحميمة. أخشى أن تؤثر على صحته، أو تسبب له مضاعفات مفاجئة. يزداد شعور القلق كل يوم، رغم محاولاته المستمرة لطمأنتي.
ولأن هذا الشعور شائع بين الزوجات بعد إجراء أزواجهن عمليات تركيب الدعامة، قررتُ البحث في الدراسات العلمية. أردت أن أعرف الحقيقة. هل يمكن فعلًا أن تُشكل ممارسة العلاقة الحميمة خطرًا؟ متى يسمح الأطباء بالعودة إليها؟ وما العوامل التي يجب أن ننتبه لها؟. في هذا المقال، نعرض لكِ كل المعلومات الموثوقة، المبنية على أبحاث طبية حديثة، لتفهمي الموقف بشكل شامل وتطمئني.
متى يمكن للرجل استئناف العلاقة الحميمة بعد تركيب الدعامة؟
بعد أن ركب زوجكِ الدعامة، من الطبيعي أن يتلقى تعليمات حول الراحة والعودة التدريجية للحياة الطبيعية. لكن، تبقى ممارسة العلاقة الحميمة من أكثر المواضيع حساسية.
تشير الجمعية الأمريكية لأمراض القلب (AHA) إلى أن معظم الرجال يمكنهم العودة لممارسة العلاقة الحميمة بأمان خلال أسبوع إلى أسبوعين بعد تركيب الدعامة، بشرط أن لا تظهر عوارض غير مستقرة كالشعور بألم الصدر أو ضيق التنفس خلال ممارسة الأنشطة الخفيفة مثل المشي أو صعود السلالم.
شبّهت الدراسة نفسها العلاقة الحميمة بممارسة جهد بدني يعادل صعود درجتين بسرعة معتدلة. فإذا استطاع زوجكِ فعل ذلك من دون الشعور بتعب، فالأرجح أنه يستطيع ممارسة العلاقة بأمان.
هل تُشكل العلاقة الحميمة خطرًا على القلب بعد تركيب الدعامة؟
زوجي ركب دعامة، لكن هل يمكن أن تؤدي ممارسة العلاقة الحميمة إلى نوبة قلبية جديدة؟ هذا هو السؤال الأهم.
الإجابة العلمية مطمئنة. أكدت دراسة نشرتها مجلة Journal of the American College of Cardiology أن احتمال حدوث نوبة قلبية أثناء ممارسة العلاقة الحميمة لا يتجاوز 1% من الحالات، حتى عند مرضى القلب، بشرط الالتزام بتعليمات الطبيب.
السبب وراء ذلك هو أن الدعامة تُحسّن تدفّق الدم إلى عضلة القلب، ما يخفف الضغط والإجهاد خلال ممارسة النشاط الجنسي. ومع ذلك، يُشترط أن يكون المريض قد استقرّ من حيث العوارض، ويتناول الأدوية بانتظام.
ماذا عن الأدوية بعد الدعامة وتأثيرها على الرغبة الجنسية؟
زوجي ركب دعامة، وألاحظ تغيّرًا في مزاجه وفتورًا في الرغبة. هل يعود السبب لتناول الأدوية؟
بالفعل، إنّ تناول بعض أدوية القلب يؤثر على الأداء الجنسي. مثلًا، حاصرات بيتا ومدرّات البول يمكن أن تُضعف الانتصاب أو تقلّل من الرغبة الجنسية، وفقًا لما ذكرته Mayo Clinic في مراجعة علمية حديثة.
لكن لا داعي للشعور بالقلق. يوجد بدائل دوائية لا تؤثر على الحياة الجنسية. لذلك، من الأفضل أن يُناقش زوجكِ هذه العوارض مع طبيبه لتعديل الجرعات أو تغيير الأدوية من دون التأثير على صحة القلب.
كيف يمكنني دعم زوجي نفسيًا بعد تركيب الدعامة؟
زوجي ركب دعامة، ولم أعد فقط خائفة، بل أشعر بتغيّر في علاقتنا النفسية. أصبح أكثر حساسية، وأحيانًا يرفض الاقتراب. هذا الشعور شائع جدًا.
أوضحت دراسة منشورة في Journal of Psychosomatic Research أن نسبة كبيرة من الرجال بعد إجراء عمليات القلب يشعرون بفقدان الثقة بالنفس، خاصة في ما يخص العلاقة الحميمة. يشعرون بالضعف، وبأنهم أصبحوا “غير كافيين”.
هنا يأتي دوركِ. أظهري له القبول، أكّدي له أنكِ ما زلتِ تجدينه جذابًا. شاركيه مخاوفكِ واسمحي له بالتعبير عن قلقه من دون إصدار أحكام. تقاربكما العاطفي سيمهّد الطريق لاستعادة حياتكما الجنسية تدريجيًا وبأمان.
نصائح عملية للعلاقة الحميمة بعد الدعامة
زوجي ركب دعامة، وأريد خطوات واضحة للبدء من جديد. إليكِ بعض التوصيات الطبية والنفسية:
- ابدؤوا بالتدريج: لا تضغطوا على أنفسكم. اختاروا وقتًا مريحًا من دون إجهاد بدني أو نفسي.
- راقبي العلامات: إذا شعر زوجكِ بألم في الصدر، ودوخة، أو تسارع غير طبيعي في نبضات القلب، توقّفوا فورًا واتصلي بالطبيب.
- استخدمي وسائد داعمة: اختاري وضعيات مريحة لا تتطلب بذل جهدًا بدنيًا كبيرًا من الطرفين.
- تحدثي بصدق: المصارحة تقلّل من الشعور بالتوتر وتزيد التفاهم.
- احرصي على الأدوية: تأكدي أن زوجكِ لم يتناول دواءً قد يتفاعل مع منشّطات جنسية، مثل النيتروغليسرين، لأن التفاعل قد يكون خطيرًا.
الخلاصة
زوجي ركب دعامة، لكن بعد هذا البحث، لم أعد خائفة كما كنت. العلم يقول إنّ ممارسة العلاقة الحميمة بعد الدعامة ليست خطرًا، بل ممكنة وآمنة، بشرط الالتزام بالإرشادات الطبية الموصى بها بعد زيارة المختصّ. الأهم أن نواجه المخاوف بالحوار والدعم العاطفي. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن أكثر الأشياء والتفاصيل التي يحبّها الرجل في جسد المرأة.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ الشعور بالخوف بعد المعاناة من المرض طبيعي، لكن لا يجب أن يُدير حياتنا. الدعامة ليست نهاية العلاقة الحميمة، بل قد تكون بداية جديدة أكثر وعيًا ودفئًا. كل ما تحتاجينه هو المعرفة، والثقة، والحب.
