كيف أخلي طفلي يرضع من صدري ؟ سؤالٌ يتكرّر لدى الكثير من الأمهات، خاصةً عندما يُظهر الطفل تردّدًا أو رفضًا للرضاعة الطبيعية. تُعدّ الرضاعة الطبيعية وسيلة مهمّة لتعزيز الترابط بينكِ وبين طفلكِ، فضلًا عن فوائدها الصحيّة المتعدّدة. لذا، سوف نقدّم في هذا المقال مجموعة من النصائح العمليّة لجعل تجربتكِ في الرضاعة أسهل وأقلّ مجهودًا.
في ما يلي سنستعرض أهمّ الخطوات التي يمكنكِ اتّباعها لجعل طفلكِ يتقّبل الرضاعة الطبيعيّة بكلّ يسر. سنتناول أسباب رفض الطفل للرضاعة من الثدي وكيفية التغلّب على هذه التحدّيات، كما سنختم بالدعاء والدعم النفسي لتجربة رضاعة طبيعيّة ناجحة.
ماذا أفعل لكي أجعل طفلي يرضع من الثدي؟
كيف اخلي طفلي يرضع من صدري مندون رفض؟ يجب أن تتّبعي عدّة خطوات تشجّع طفلكِ على الرضاعة من الثدي. يوصي الخبراء بضرورة بدء الرضاعة بعد الولادة بساعة واحدة، حيث يساعد هذا على تقوية الرابطة العاطفية بين الأم وطفلها ويعزّز الحصول على الحليب بإمداده بالمغذّيات الحيويّة والمواد المناعيّة الأساسيّة (World Health Organization (Breastfeeding)). إليكِ بعض النصائح لتحفيز طفلكِ على الرضاعة بنجاح:
- اختاري وضعيّة مريحة: جرّبي وضعيات مختلفة حتى تجدي ما يريحكِ أنتِ وطفلكِ. اجعليه يستلقي بالقرب من ثديكِ ليشعر بالأمان والاسترخاء. بهذه الطريقة، تسهّلين عليه الالتقاط الصحيح وتضمنين تجربة رضاعة أكثر سلاسة وراحة لكليكما.
- قدّمي التحفيز الطبيعي: ابدأي بجعل حلمة الثدي تلامس شفتيه. فهذا يُحفّز الطفل على فتح فمه والرضاعة تلقائيًا. يفضَّل أن تبدأي بلمساتٍ لطيفة على شفتيه.
- استجيبي لاحتياجاته في الوقت المناسب: أرضعي طفلكِ عند ظهور علامات الجوع الأولى، مثل التململ أو تحريك شفتيه. فبذلك، تتفادين انتظار فترة طويلة قد تزيد من جوعه وتجعله أكثر توتّرًا. لاحظي إشاراته سريعًا وأقدمي على إرضاعه بهدوء؛ لأنّ تلبية احتياجاته مبكرًا تسهّل عليكِ تهدئته وتجعله يتقبّل الرضاعة بسهولة.
تُشير الأبحاث إلى أنّ الرضاعة الطبيعيّة عند الطلب تساهم في تعزيز إمداد الحليب وتعزيز الروابط العاطفيّة بين الأم وطفلها. يُوصى بأن يُرضع الطفل على فتراتٍ متكرّرة، خاصّةً خلال الأشهر الأولى من عمره(About Breastfeeding)(Breastfeeding Recommendations and Guidance).
ما سبب رفض الطفل للرضاعة؟
كيف اخلي طفلي يرضع من صدري ؟ وما سبب رفضه؟ قد يكون هناك عدّة أسباب تجعل الطفل يرفض الرضاعة من الثدي، ومن الضروريّ تحديد السبب الأساسي للتعامل معه بشكلٍ فعّال. من هذه الأسباب الشائعة:
- التسنين: يمكن أن تسبّب مواجهة عوارض التسنين آلامًا للطفل، ممّا يجعله يعاني من صعوبة في الرضاعة. حاولي تهدئته باستخدام اللهايات المخصّصة لتخفيف ألم اللثة.
- تغيّر في رائحة الأم: تؤثر الروائح القويّة مثل العطور على رغبة الطفل في الرضاعة. لذا احرصي على عدم استخدام مواد كيميائيّة قاسية أو عطور قويّة.
- تدفّق الحليب: قد يشعر الطفل بعدم الراحة إذا كان تدفّق الحليب سريعًا أو بطيئًا. لذا، حاولي التحكم في سرعة نزوله من خلال تغيير الوضعيّة أو استخدام يديكِ للتحكّم.
- الشبع من الوجبات الصناعيّة: إذا كنتِ تعتمدين على الحليب الصناعي، قد يكون الطفل شبعانًا ولا يشعر بالحاجة للرضاعة الطبيعيّة. لذا، حاولي تقديم وجبات صغيرة لترك المجال للرضاعة الطبيعيّة في أوقاتٍ معينة.
من خلال فهم الأسباب والتعامل معها، يمكنكِ توفير بيئة مريحة لطفلكِ والحرص على تلبية احتياجاته بالطريقة التي تضمن حصوله على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها (World Health Organization (Breastfeeding))(CDC/ About Breastfeeding).
دعاء لجعل الطفل يرضع
كيف اخلي طفلي يرضع من صدري من دون رفض؟ ابدئي بتلاوة الدعاء لتحصلي على دعم معنوي وروحي خلال رحلة الرضاعة. كرّريه كلّ يومٍ ليمنحك القوة والصبر. قولي: “اللهم ارزقني حبّ طفلي للرضاعة الطبيعية ويسّرها لي، اللهم اجعلها سببًا في سلامته وصحته، وألهمني الصبر والعزيمة على تحقيق هذا الخير له.”
استمرّي في تلاوة الدعاء لتحافظي على طاقة إيجابيّة بينكِ وبين طفلكِ الرضيع، ولتعززّي قدرتك على تخطّي أيّ تحدّيات. استخدمي هذه الوسيلة لتدعمي نفسكِ في الأوقات الصعبة التي يرفض فيها طفلكِ الرضاعة الطبيعية ، فبذلك تواصلين السعي بحبٍّ وإصرار. إلى جانب ذلك، كرّسي نفسك لهذه الرحلة، وتذكّري أنّ استمراركِ يمدّك بالصبر ويزيد من تفانيكِ لدعم طفلكِ في مراحل الرضاعة الطبيعيّة.
تتطلّب تجربة الرضاعة الطبيعيّة صبرًا واهتمامًا من الأمهات. وبتطبيقكِ للنصائح السابقة، ستتمكّنين من تعزيز رضاعة طفلكِ من الثدي بنجاحٍ وتوفير أفضل بداية صحيّة له. احرصي على فهم الأسباب التي قد تؤدّي إلى رفض الطفل للرضاعة واتّبعي الخطوات اللازمة لجعل تجربتكِ أسهل وأكثر فعالية. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأخبرناكِ كيف ترضعين طفلكِ طبيعي.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى الرضاعة الطبيعية تجربة أساسية تعزّز التواصل العاطفي العميق بينكِ وبين طفلكِ. لذا أشجّعكِ على السعي للحصول على الدعم عند الحاجة، سواءً من خبراء الرضاعة الطبيعية أو من أفراد أسرتكِ. احرصي على التحلي بالصبر والمثابرة، فهما أساس نجاحكِ في هذه الرحلة الرائعة.
