قد تظنين أن حليب الأم مخصص فقط لتغذية الرضع، لكن الأبحاث العلمية الحديثة تكشف فوائد تتجاوز الطفولة وتمتد إلى البالغين أيضًا! فقد ثبت أن هذا المصدر الطبيعي يمكن أن يعزز المناعة، ويقلل الالتهابات، ويساهم في محاربة الأمراض المزمنة مثل متلازمة القولون العصبي، وأمراض القلب، وحتى السرطان.
ما يميز حليب الأم عن أي مصدر غذائي آخر هو احتواؤه مركّبات قوية تعزّز الصحة بطرق مذهلة، وأهمها السكريات قليلة التعدد في حليب الأم (HMOs). وهي عناصر تمتلك خصائص مضادة للالتهابات ومقوية للمناعة. ممّا يجعلها مفتاحًا للكثير من الفوائد الصحية للكبار.
كيف يساعد حليب الأم في تعزيز الصحة؟
1. محاربة الالتهابات وتعزيز المناعة
الالتهابات المزمنة هي السبب الرئيسي للعديد من الأمراض المزمنة، لكن الدراسات الحديثة وجدت أن السكريات الموجودة في حليب الأم يمكن أن تقلل من الالتهابات بشكل فعال. هذه المركّبات تساهم في تقوية جهاز المناعة. ممّا يساعد في الوقاية من العدوى والأمراض المناعيّة الذاتيّة مثل التهاب المفاصل والتصلب المتعدد.

2. دعم صحة القلب وتقليل مخاطر الأمراض القلبية
أظهرت دراسة حديثة في جامعة كاليفورنيا أن أحد أنواع الـ HMOs ساهم في تقليل تراكم اللويحات الدهنية في شرايين الفئران. مما قد يفتح الباب أمام استخدامه في علاجات مستقبلية للحد من أمراض القلب لدى البالغين.
3. تحسين صحة الجهاز الهضمي
قد تتحسّن بعض الأمراض مثل القولون العصبي وغيره من مشاكل الجهاز الهضمي المزمنة بفضل السكريات الموجودة في حليب الأم. حيث تعمل على تغذية البكتيريا النافعة في الأمعاء. مما يحسن الهضم ويقلل من الالتهابات المعوية.
هل يمكن الحصول على هذه الفوائد مستقبلًا؟
بينما لا تزال الأبحاث حول تأثير حليب الأم على صحة البالغين في مراحلها الأولى، إلّا أن النتائج المبكرة تشير إلى إمكانيات واعدة. قد يتمكن العلماء قريبًا من تطوير مكملات غذائية تعتمد على مركبات حليب الأم. ممّا يوفر فوائد صحية مذهلة للجميع.
لا يقتصر دور حليب الأم على تغذية الرضيع فحسب، بل يمتلك قدرة فريدة على تعزيز الصحة بطرق لم يكن يُتصور سابقًا. مع استمرار البحث العلمي، قد يكون هذا السائل الطبيعي المفتاح لعلاجات مبتكرة تحسن جودة الحياة وتساعد في الوقاية من العديد من الأمراض. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن 4 أطعمة تؤثّر على جودة حليبكِ وتؤذي صغيرك!