في دراسة استفزازية تمت الإشارة إلى تأثير إجهاد الحامل على أنه قد يترك ندبة دائمة على الأجيال المقبلة من خلال التأثير على تكوين الميكروبيوم المعوي لطفلها.
في الحقيقة، عندما يتعلق الأمر بصحة الميكروبيوم، يركز الكثير من الناس على الأطعمة التي تساعد تريليونات من البكتيريا الجيدة في أمعائهم على النمو. ولكن لا يُعرف سوى القليل عن كيفية تأثير العوامل الأخرى مثل التوتر والصدمات على صحة أمعائنا.
أمّا عن البحث الذي نُشر الشهر الماضي في مجلة PNAS فيعتمد على دراسة كبيرة نظرت في تجارب الأمهات مع سوء المعاملة أثناء طفولتهن وقلقهن أثناء الحمل. ومن خلال تحليل هذه البيانات، وجد الباحثون وجود علاقة بين إجهاد الأم والمناظر الطبيعية للميكروبات المعوية لأطفالهم في عمر عامين. لذا، من المهم لاحقًا الاعتماد على أفضل الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك للأطفال.
في التفاصيل، قام الباحثون بتتبع إجهاد الأطفال في الحياة المبكرة ولاحظوا وجود علاقة بين بعض ميكروبات الأمعاء المرتبطة بالالتهاب لدى الأطفال الصغار في عمر الثانية وزيادة مشاكل الصحة العقلية لديهم في الرابعة.
في هذا الإطار، قالت بريدجيت كالاهان، كبيرة مؤلفي الدراسة والأستاذ المساعد في علم النفس بجامعة كاليفورنيا: “إن الشدائد تميل إلى الدخول تحت الجلد. وهذه طريقة أخرى نرى بها الشدائد تؤثر على فسيولوجيا الأفراد”. من هنا أيضًا يمكننا الحديث عن عقليّتك كسرّ لنموّ طفلك ونجاحه!
في الواقع، إنّ البحث عن كيفية انتقال الصدمات والشدائد عبر الأجيال ليس بالأمر الجديد. تبحث الدراسات الجارية في انتقال الصدمات بين الأجيال من خلال وسائل مختلفة، بما في ذلك علم الوراثة والسلوكيات المكتسبة وحتى التجارب الجماعية للمجموعة.
أما عن الفرق في هذه الدراسة الحديثة، فقالت كالاهان إن أحد الجوانب الجديدة في الدراسة الحالية هو أن فريقها نظر في تأثير الشدائد التي تعاني منها النساء والتي حدثت، في بعض الحالات، حتى قبل الحمل بطفلهن. مُضيفةً، أنه في حين أن الدراسات التي أجريت على القوارض وثقت آثار إجهاد الأم على الميكروبيوم لدى النسل، “لم ينظر أحد في كيفية انتقال ندوب محنة ما قبل الحمل وتأثيرها على الميكروبيوم لدى البشر”.
أخيرًا، في حين أن الدراسة الجديدة تثير أسئلة محيرة حول الروابط بين التوتر والميكروبيوم، إلا أنها لا تقدم إجابات محددة، ويشكك بعض الخبراء في النتائج. إلى ذلك من المهم حسن التعامل مع إجهاد الأمومة لتفادي التعب الشديد!