هل سبق أن شعرتي أنّك تقومين بتصرّفات مطابقة لتصرّفات والدتك في مواقف معيّنة؟ أو شعرتي أنّك تتكلّمين بلسانها؟
وعلى الرغم من أنّكِ تسعين لتجنّب تكرار تصرّفات وردود فعل والديك التي تعتبرينها خاطئة، تجدين نفسك تكرّرين هذه الأخطاء بشكل لا شعوري، وتتساءلين عن السبب؟
اطمئنّي، لست الوحيدة! إذ توصّلت دراسة استقصائيّة حديثة إلى أنّ نسبة كبيرة من الأشخاص يلاحظون عادةً أنّهم يتصرّفون كوالديهم لدى وصولهم الى الثلاثين من العمر، إلّا أنّ هذه العادات كانت قد اكتُسِبت لديهم في عمر مبكر، خلال تكوين شخصيّتهم كأطفال.
القلق من تكرار أخطاء الأهل
أوضحت الدراسة، التي أجرتها شركة “Progressive” للأبحاث، والتي استندت على استطلاع رأي لألفي شخص من أجيال مُختلفة، أنّ حوالي 27 بالمئة من الأميركيّين يشعرون بالقلق من تكرار أخطاء أهلهم مع تقدّمهم بالعمر، و38 بالمئة منهم يحاولون أن يتجنّبوا فعل العادات المتوارثة عن أهلهم التي يعتبرونها خاطئة.
من جهة أخرى، أشار حوالي 25 بالمئة من المشاركين أنّهم لا يُمانعون اكتسابهم السمات الإيجابيّة من أهلهم.
إقرئي أيضًا: الأطفال المتفائلون لديهم آباء يقومون بهذه الأشياء الخمسة!
للوراثة الجينيّة دورها في ذلك
كانت دراسات سابقة قد أشارت إلى أنّ تجارب الوالدين أو أحدهم تؤثّر بشكل ملحوظ على بنية الجهاز العصبي للأجيال اللّاحقة ووظيفته. ويوضح علماء الأعصاب، في هذا السياق، أنّ هناك عوامل بيولوجيّة تُعتبر مسؤولة عن كون الشخص يتصرّف كوالديه، وليس فقط العوامل الاجتماعيّة. فالوراثة الجينيّة تتخطّى الشكل، بحيث يرث الشخص سلوكًا معيّنًا أو خوف من أشياء كان قد اختبرها أحد والديه، كالخيانة التي أثبتت دراسات أنّها قد تكون وراثيّة!
عادات مُتوارثة في السفر
في ما يخصّ عادات السفر، أشارت الأرقام، التي توصّلت لها الدراسة المذكورة سابقًا، الى أن نحو 41 بالمئة من المشاركين أشاروا الى أنّهم يطبّقون نفس عادات والديهم خلال السفر، والتي قد تتمثّل بتوقيت الوصول قبل موعد الرحلة، استخدام الحمّام في اللحظات الأخيرة قبل الصعود الى الطائرة، الحرض على الأمتعة، وغيرها من العادات.