تُعَدّ مرحلة ما بعد الولادة من أكثر الفترات حساسية في حياة الأم. فهي لا تواجه فقط التغيرات الجسدية والهرمونية، بل تتحمّل أيضًا مسؤوليات جديدة تتطلب بذل الكثير من الجهد والطاقة. في ظل هذه المتغيرات، يؤدّي النوم دورًا محوريًا في الحفاظ على توازنها النفسي والجسدي.
وقد كشفت دراسة علمية حديثة أن النوم غير الكافي، تحديدًا أقل من 6 ساعات في الليلة، قد يزيد من خطر تعرّض الأم للمعاناة من اكتئاب ما بعد الولادة. في هذا الخبر السريع، نستعرض أهم ما توصّلت إليه الدراسة وكيف يمكن الوقاية من هذه الحال المقلقة.
اضطراب النوم وتأثيره المباشر على المزاج
راقب الباحثون عينة من الأمهات الجدد ووجدوا أن قلة النوم ترتبط بشكل مباشر بزيادة عوارض الاكتئاب. عندما تنخفض ساعات النوم، ترتفع نسب الهرمونات المسؤولة عن الشعور بالتوتر، مثل الكورتيزول. ممّا يؤدي إلى مواجهة تقلبات مزاجية حادة.

لماذا يؤثر نقص النوم على الصحة النفسية؟
يفقد الدماغ قدرته على تنظيم الانفعالات والاستجابة للمحفّزات العاطفية عندما لا يحصل على الراحة الكافية. لذلك، تشعر الأم بالإرهاق النفسي، وتفقد الحماس لرعاية طفلها أو الاهتمام بنفسها. هذا الأمر لا يعود فقط إلى التعب الجسدي، بل إلى ضعف في وظائف الدماغ المرتبطة بالمشاعر.
كيف يمكن الوقاية من هذه الحالة؟
ينصح الخبراء بضرورة الاستعانة بالمحيط العائلي لتقاسم المهام اليومية، خصوصًا خلال الأسابيع الأولى. كما تساعد القيلولات القصيرة خلال النهار في تعويض نقص النوم الليلي. بالإضافة إلى ذلك، يفيد ضبط مواعيد الرضاعة وتثبيت روتين يومي في تقليل الشعور بالتوتر وتحسين جودة النوم.
تكشف هذه الدراسة عن حقيقة بسيطة ولكنها بالغة الأهمية: نوم الأم ليس رفاهية بل ضرورة صحية. على المحيطين بها أن يدركوا أهمية دعمها، لا فقط عاطفيًا، بل عمليًا أيضًا، لكي تتمكن من عبور هذه المرحلة بأمان. لأنّ صحة الأم النفسية تُشكّل الأساس لصحة الطفل والأسرة بأكملها. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن كيفيّة علاج تورم القدمين بعد الولادة الطبيعية.