تسألين عن طرق التعامل مع علامات البلوغ المبكرة عند ابنتك؟ تابعي قراءة هذه المقالة على موقع عائلتي واحصلي على رأي طبيبة أطفال ومعالجة نفسية.
عادة ما يبدأ سن البلوغ عند الفتيات بين سن 8 و 13 سنة ويستمر لعدّة سنوات. إنه الوقت الذي يتطور فيه جسم ابنتك وينضج. تحدث التغييرات الجسدية والنفسية المرافقة للبلوغ بسبب الهرمونات.
في وقت مبكر، يمكن أن تلاحظي التغييرات الجسدية والعاطفية عند ابنتك، وبالرغم من صعوبة هذه الفترة ودقّتها يبقى سن البلوغ للذكور والإناث وقتًا مثيرًا، لذا من المهم أن تظلي إيجابية في دعم ابنتك أو ابنك.
في هذه المقالة، سنعالج طرق التعامل مع علامات البلوغ المبكرة عند الفتيات من خلال حديث علميّ مع كل من طبيبة الأطفال الدكتورة جوانا بواري وأخصائية علم النفس الدكتورة آن ماري يونس.
علامات البلوغ المبكرة من الناحية الطبية
في الواقع، يمكن الحديث عن علامات البلوغ المبكرة عند الفتيات ما دون سنّ الثامنة، ويتوقّع نزول الدورة الشهرية بعد سنتين من العوارض المبكرة. وفي حديثنا عن البلوغ المبكر عند الفتيات مع طبيبة الأطفال جوانا بواري، كشفت لنا عن أبرز العلامات الجسدية، وهي كالتالي:
- نمو الثدي
- ظهور الشعر الأسود على الأعضاء التناسلية
- نمو الشعر تحت الإبطين
- قفزة ملحوظة في طول الفتاة
- رائحة جسم قوية
- ظهور حب الشباب والبشرة الدهنية
السمنة والبلوغ المبكر عند الفتيات
“لا علاقة للبلوغ المبكر بالوزن الزائد”، تشير الدكتورة بواري، في إجابة عن تساؤلات الكثير من الأمهات حول أسباب زيادة وزن الفتاة الملحوظ في هذه الفترة من البلوغ. وتُضيف الدكتورة بواري في هذا الإطار: “قد يكون هناك رابط بين مؤشر كتلة الجسم المرتفع لدى الفتيات والبلوغ المبكر، ولكن ليس هناك رابط مباشر بين السمنة والبلوغ المبكر”. “إنّ القفزة في طول الفتاة ملحوظة أكثر من الوزن كعلامة على النمو المبكر”، تؤكّد الدكتورة بواري.
أمّا عن سؤالنا حول كيفية تفادي السمنة في هذه المرحلة، فتقول بواري إنّ “تشجيع الفتيات على ممارسة الرياضة خطوة أساسية، بالإضافة إلى الحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن بعيدًا عن الأطعمة الجاهزة الغنية بالدهون”، على أن يكون هذا النمط لايفستايل طويل الأمد تعتمده الفتيات في حياتهنّ.
أسباب البلوغ المبكر عند الفتيات وتدعياته الصحية
بعدما سألنا الدكتورة بواري عن أسباب البلوغ المبكر عند الفتيات وعن آثار هذه المرحلة على صحة الفتاة في المستقبل، تبيّن لنا أنّ علامات البلوغ المبكرة قد تُنذر بمشكلة يجب معالجتها. وإلى ذلك، قالت لنا إنّ الأسباب متعددة وهي مرتبطة بشكل مباشر إمّا في المبيض أو في الرأس. وفي هذا الخصوص، تقول الدكتورة بواري: “سبب البلوغ المبكر هو الورم الذي يُفرط في إفراز الهرمونات”. وتُضيف شارحةً: “إذا لاحظنا وجود علامات للبلوغ في مرحلة مبكرة، فعلينا البحث عن الأسباب والتي قد تكون الأورام في المبيض أو في الرأس ويجب معالجتها هرمونيًا لتجنّب توقّف نمو العظام وبالتالي تفادي قصر القامة عند الفتيات“.
كما لفتت الدكتورة بواري إلى أنّ السبب الأكثر شيوعًا لظهور علامات البلوغ المبكرة عند الفتيات قد يكون “اللاسبب”، مشيرةً إلى أنّه بعد إجراء الفحوصات اللازمة قد يتبيّن أنّ لا سبب طبيّ في دخول الفتيات هذه المرحلة قبل آوانها.
وفي حديثها عن آثار البلوغ المبكر على الفتيات، لفتت الدكتورة بواري إلى التداعيات النفسية، التي تحدّثنا عنها بشكل مفصّل مع أخصائية علم النفس الدكتورة آن ماري يونس، التي بدورها أشارت إلى أنّ التغيرات النفسية توازي الجسدية.
العلامات النفسية للبلوغ المبكر عند الفتيات
في حديثنا مع الدكتورة يونس عن العلامات النفسية للبلوغ المبكر عند الفتيات، أشارت إلى أهميّة تحضير الفتاة لهذه المرحلة قبل بلوغها. التوعية بحسب الدكتورة يونس خطوة أساسية للتخفيف من آثار هذه المرحلة على نفسية الفتاة.
في التفاصيل، تقول الدكتورة يونس: “من المهم أن نشرح ونضع الأمور في إطارها الطبيعي، وأن نسأل الفتاة عن تداعيات هذه التغييرات عليها لنتمكّن من مساعدتها على الفهم وتحديد الأمور التي تزعجها”.
أمّا العلامات النفسية للبلوغ المبكر عند الفتيات، فهي:
- القلق
- التقلّبات المزاجية
- الشعور بالرفض من الأصدقاء
طرق دعم الفتيات في مرحلة البلوغ المبكرة
“للبيئة الحاضنة دور كبير في مساعدة الفتاة على تخطّي هذه المرحلة بأقل ضرر ممكن”، تقول الدكتورة يونس. وتُضيف: “بالرغم من أن علامات البلوغ المبكرة لدى الفتيات تكون جسدية إلّا أنّ تأثيرها العاطفي والنفسي كبير”. ولدعمهنّ في هذه المرحلة، تعدد يونس الخطوات التالية، بعيدًا عن الشعور بالذنب لأنّ ابنتك توقّفت فجأة عن جبّك:
- الحوار والسماح للفتاة بطرح الأسئلة
- فهم ما تطلبه وعدم تبسيط الأمور أو تسخيفها
- الإستعانة بأدوات أو كتب لشرح التغييرات للأهل وللفتاة
- مشاهدة فيديوهات خاصّة بالتوعية
- التعرّف إلى رفيقاتها وخلق حلقة إجتماعية داعمة وبيئة حاضنة
التأثيرات النفسية لمرحلة البلوغ المبكرة عند الفتيات
في الحقيقة، تتعرّض الفتاة في كل مراحل العمر إلى ضغوط نفسية من المجتمع ومحيطها. لذا يجب تحصين الفتاة بشكل عام وتمكينها في مواجهة هذه التحديات. وبالعودة إلى التأثيرات النفسية، تشير الدكتورة يونس إلى العزلة التي تشعر بها الفتاة بسبب التنمّر على شكلها وطريقة لبسها. كما تحدّثت عن قلّة الثقة بالنفس التي تنتج عن العزل والتنمّر في هذه المرحلة والتي يكون لها تأثير على الأصعدة كافّة منها الأكاديمي. وعن أبرز التأثيرات السلبية، تعدد الدكتورة يونس التالي:
- رفض التغيير
- طرح علامة إستفهام على الهويّة الجنسية
- طرح علامة إستفهام على الشخصية
أخيرًا، تختم الدكتورة يونس بالقول: “إنّ الإحاطة المعنوية والنفسية والجسدية أمر أساسي لكي تمرّ هذه الفترة بأقل ضرر ممكن. إذ يكفي أن تشعر الفتاة أنّها محبوبة ومقبولة ومحضونة وسط هذه التغيرات”. هذا وكان لنا لقاء مع الدكتورة يونس حول كل ما عليك معرفته عن ذكاء طفلك، يمكنك قراءة المقابلة على موقعنا.