تشعرين أنّ طفلك ذكيّ؟ تابعي قراءة هذه المقابلة مع أخصائية علم النفس الدكتورة آن ماري يونس وتعرّفي على المعلومات الدقيقة في هذا الخصوص.
تعتبر الكتب والألعاب وأقراص الفيديو الرقمية والبرامج التعليمية المصممة لجعل طفلك معجزة فكرية، من أبرز منتجات تعزيز الذكاء والأكثر مبيعًا في العالم. وتأتي العديد من هذه المنتجات مع تأكيدات صريحة بأن فائدتها مدعومة بالأدلة العلمية. ولكن في حديث خاص للدكتورة والمعالجة النفسية الإكلينيكية آن ماري يونس مع عائلتي تعرّفنا على محفّزات إضافية تعتبر أقل كلفة وأكثر فعالية على المدى البعيد فيما خصّ تعزيز الذكاء لدى الطفل وتطويره.
تقول الدكتورة يونس: “أوّل عامل لتطوير الذكاء لدى الطفل هو تأمين بيئة حاضنة للحب غير المشروط الذي يشعره بالثقة ويعزز وجوده”. وتُضيف أنّ تقبيل الطفل واحتضانه من العوامل المهمّة التي تشعر الطفل بالأمان ليتمكّن بعدها من تطوير ذكائه بشكل سليم.
إقرأي أيضًا: تأسيس عقلية الطفل ترتكز على 7 خطوات تعليمية
ففي حين نميل إلى شراء الألعاب وتقديم الكتب لتنمية الذكاء لدى أطفالنا، تؤكّد لنا الدراسات الحديثة، بحسب قول يونس، أهمية التفاعل مع الطفل وبناء علاقة عاطفية متينة وخلق بيئة حاضنة تساهم بشكل كبير في تطوير الذكاء. من دون أن تقلل من أهمية الألعاب والكتب والمحفّزات الخارجية التفاعلية التي تؤثّر إيجابًا على ذكاء الطفل.
من هذه النقطة، انطلقت الدكتورة يونس لتتكلّم عن أهمية “التحفيز بحسب عمر الطفل”، فالمبالغة على حدّ تعبيرها، أو التباهي أمام الناس بقدرات الطفل تؤذيه وتضعه أمام معايير عالية تسبب له الفشل وتقلل من تقديره للذات.
أمّا المعالم التي عددتها لنا الدكتورة آن ماري والتي على أساسها يمكن تحديد مدى ذكاء الطفل، فهي كالتالي:
- التطور المعرفي
- النمو العاطفي والاجتماعي
- تطوير اللغة
- التطور الحسي والحركي
- النمو الجسدي والصحي
إليك أيضًا: ملامح الطفل الذكي التي كل أم تريد معرفة تفاصيلها
وتؤكّد الدكتورة يونس أنّ هذه المعالم هي مجرّد مؤشّر علينا متابعة تطوّره لدى الطفل للتأكّد لاحقًا من مدى ذكائه. إذ تقول في هذا الصدد: “على هذه المعالم أن تظهر قبل 4 إلى 5 أشهر من توقيتها المعروف لنتمكّن من تحديد مدى ذكاء الطفل”. وتضيف: “إنّ الطفل الذي يتأخّر بتحقيق المعالم يدفعنا كأخصائيين للقول إنّه قد يعاني من مشاكل في قدراته. ولكن عكس ذلك هو مجرّد مؤشر إلى أنّ الطفل ذكيّ وليست علامات أكيدة ونهائية”.
وفي حديثها عن تتبع تطوّر المعالم لدى الطفل للتأكّد ما إذا كان ذكيًّا ومتقدّمًا عن أقرانه، تشير يونس إلى نقطة مهمة ألا وهي قدرة الطفل على تحقيق المعالم بشكل تلقائي. وتعطي أمثلة عن ذلك، كقدرة الطفل على سحب سحابة الجاكيت بسهولة ومن دون مساعدة، أو استعمال الكلمات التي اكتسابها بمكانها الصحيح والتعبير بشكل واضح عن مشاعره ورغباته.
أمّا عن تنمية الذكاء، فتقول يونس: “إنّ جزءًا كبيرًا من الذكاء هو وراثي. منذ لحظة تكوين الجنين يبدأ الذكاء بالتكوّن أيضًا”. منذ تلك اللحظة، تنمو القدرات الفكرية لدى الطفل مع تطوّره ونموّه الجسدي والإجتماعي والعاطفي.
في الإطار نفسه، تُضيف الدكتورة يونس: “الذكاء موجود ونحن نقرر إذا كنّا نريد تطويره أو قمعه”. من هذا الوصف المتقدّم لكيفية تطوير ذكاء الطفل، تنتقل يونس لتقول إنّه في هذه المرحلة “يمكن الحديث عن الصدمات التي قد يواجهها الطفل بسبب تخويفه أو ضربه. كل هذه الأمور لا تسمح بتطوّر الطفل فكريًا، نفسيًا وجسديًا”.
إقرأي المزيد: 10 علامات تدل على أن إبنك عبقريًا
يبدو أنّ معاملة الطفل منذ صغره تؤثّر مباشرةً على ذكائه. ففي الواقع، وانطلاقًا مما كشفته المعالجة الإكلينيكية آن ماري، لا يمكننا أن نُهمل تغذية الطفل أيضًا منذ تكوينه وحتى مراحل اكتسابه المهارات في سنواته الأولى، بالإضافة إلى تفاعل الأم مع الجنين وتواصلها معه بشكل سليم بعد أن يولد.
تُضيف يونس في الإطار نفسه: “من المهم أن يكون لدى الأهل والمحيط وعي لما هو الذكاء وكيفية تطويره مما يسمح بتقديم الفرص لتطوير ذكاء الطفل على مختلف الأصعدة، بدلًا من إدخاله عالم التحديات العاطفية بينه وبين نفسه مما يجعله يعيش صراعات معيّنة”.
في إطار التحفيز الإيجابي لتطوير الذكاء لدى الأطفال، تقول آن ماري: “من الجيّد تشجيع الطفل على المضي قدمًا في التطوّر والإكتساب، لا التفاخر به أمام الناس”. “من المهم عدم تعزيز مبدأ أنك أفضل من غيرك ولديك قدرات خارقة”. بذلك، نجنّب الطفل الإنغماس في عالم المنافسة والجهد غير المطلوب لإثبات الذات.
أخيرًا، في إجابتها عن سؤالنا: أي طفل يحقق أكثر وينجز بطريقة أفضل، الطفل السعيد أم الذكي؟ قالت يونس بثقة: “الطفل السعيد”. موضحةً إجابتها بالقول “ما لم يكن الطفل الذكي سعيدًا لا يمكنه الكشف عن قدراته لا بل بالعكس سنشهد على رسوبه في المدرسة وفي الحياة”. “في حين أنّ الطفل السعيد يظهر قدرات أكثر مما لديه؛ وهذا دليل على تأثير البيئة في دفع الطفل إلى التطوّر أو إلى قمعه”.
إقرأي أيضًا: 5 أمور لا يقوم بها سوى الطفل الذكي بعمر السنتين!