لا تُشبه الولادة القصص والروايات التي نسمع عنها في صفوف الحمل أو نقرأها في الكتب أو نتخيّلها في أذهاننا. ولكنّ هذه القصص والروايات تُعلّمنا من دون شك كيف نقوم بالأفضل من أجل أطفالنا.
وإن عدتُ بالذاكرة إلى ولاداتي الثلاث التي تختلف إحداها عن الأخرى، أشعر بأنني محظوظة لأنني تمكّنتُ من تجربة الولادة الطبيعية مع إبرة الظهر، والولادة القيصرية، فالولادة الطبيعية من دون أدوية.
وإن تسألينني: "أيّها كان الأسهل بالنسبة إليك؟" أُجيبكِ بكل صراحة أنّ كل ولادة عشتها، تطّلبت مني جهداً نفسياً وجسدياً هائلاً. ولكنّها ما خيّبتني أبداً والثمرة في كل مرة: طفلاً جميلاً ومعافى لأحبّه وأعتني به!
بالنسبة إلى الولادة الطبيعية مع إبرة الظهر
إبّان الأسبوع الأربعين من حملي الأول، دخلتُ المستشفى حيثُ تلقيتُ الطلق الصناعي. وبعد ساعات من المخاض الشديد والتقيؤ والبكاء، قررتُ الخضوع لإبرة إبيدورال في الظهر. ولكنّ الإبرة لم تُوقف الانقباضات، إنما ساعدت جسمي على الارتخاء، الأمر الذي سرّع اتساع الرحم وهيّأ أكثر فأكثر لخروج ابني الذي كان يزن 2.7 كلغ.
ولادتي الأولى أرهقتني نفسيّاً وجسدياً لاسيما أنّ الاتساع السريع للرحم تسبّب بتمزّق بعض الأنسجة. فإبرة الظهر كانت قوية على جسمي وذهني، ولكنّها أنصفتني، وهذا واقع لا يُمكن إنكاره.
بالنسبة إلى الولادة القيصرية
في الأسبوع السابع والثلاثين من حملي الثاني، حدثت معي مجموعة من الأمور حتّمت عليّ دخول المستشفى في شكل طارئ لولادة صغيري بالقيصرية، لاسيما أنّ وضع هذا الأخير كان حرجاً جداً.
لم تكن الولادة القيصرية الطريقة التي تخيّلتها لإنجاب طفلي الثاني، وهذا ما سبّب لي الإحباط قليلاً. ولكن، عندما نظرتُ إلى صغيري بعد 4 ساعات، تأكدتُ بأنّ العملية الجراحية كانت الخيار المناسب لإنقاذه.
إشارة إلى أنّ الولادة القيصرية كانت قوية جداً عليّ، وقد استغرقني التعافي منها فترةً طويلة مقارنةً مع الولادة الأولى.
بالنسبة إلى الولادة الطبيعية من دون أدوية بعد القيصرية
في خلال حملي الثالث، طمأنني الطبيب الى أنْ بإمكاني ولادة طفلي طبيعياً. فاكتفيتُ بهذه التطيمنات لأخطط لولادتي الطبيعية. وعندما حان يوم الصفر واشتدّت الانقباضات وتقاربت، دخلتُ المستشفى حيث رفضتُ أخذ إبرة في الظهر وما تنازلتُ عن رغبتي بولادة طبيعية ومن دون أي دواء. والنتيجة ظهرت بعد 30 دقيقة: طفلاً سليماً ومعافى!
أفضل طريقة للولادة
بعد كل ولادة من ولاداتي الثلاث، شعرتُ بالتعب الشديد والجوع. وما ميّز كل ولادة عن الأخرى الموقف الذي كوّنته شخصياً إزاءها ومقارنتي لها بالحقائق. فالولادة الطبيعية من دون دواء لم تكن أصعب من الولادة القيصرية أو تلك مع إبرة الظهر. وكل واحدة منها تطلّبت منّي تخطيطاً وقراراً وتعباً وألماً وجوعاً وتعافي.
وبناءً عليه، يمكنني أن أجزم أن ما من ولادة مثالية كما تتصوّرين. فكل طريقة ولها متطلّباتها ومواطن قوة وضعف. الأهم، أن تكوني شديدة الإيمان بقدرتك على القيام بأصعب الأمور من أجل رؤية طفلك!
اقرأي أيضاً: ماذا تعرفين عن طرق الولادة؟