هل يحدث حمل بالاصبع؟ قد يبدو هذا السؤال غريبًا للبعض، إلّا أنّ عمليّة الحمل المعقّدة بعض الشيء قد تدفع الى التساؤل.
ليحصل الحمل، يجب أن تتوافر عدّة عوامل وظروف صحيّة مساهمة، بدايةً بعمليّة التبويض، التفاعلات الهرمونيّة، بالإضافة الى حصول التقاء بويضة ناضجة بحيوان منوي صحّي يعمل على تخصيبها. إذا كنت ترغبين بالحصول على مزيد من المعلومات حول كيفيّة حدوث الحمل علميًّا بكلّ مراحله بالتفصيل، بالإضافة الى معرفة ما إذا كان الحمل ممكن أن يحدث بالإصبع، خاصّةً إذا لم تكوني مستعدّة للحمل، تابعي هذا المقال.
ما يجب معرفته عن عمليّة الحمل
بعكس ما يبدو الحمل كأمر بسيط وغير مُعقّد، تُعتبر هذه العمليّة معقّدة! إذ تمرّ المرأة بمراحل عديدة تحضيريّة لها خلال دورتها الشهريّة ولا يحصل الحمل أو يتقدّم إلّا مع توافر ظروف مُعيّنة لذلك. تبدأ عمليّة حدوث الحمل بـ”الإخصاب” وتنتهي بتطوّر الجنين داخل الرحم. سنشرحها بطريقة مبسّطة في ما يلي:
- التبويض: تحت تأثير هرمونات مثل الاستروجين والبروجسترون، يتمّ إنضاج بويضة في أحد المبيضين كلّ شهر، وعندها يقوم المبيض بإطلاق هذه البويضة الناضجة، بالعمليّة التي تُسمّى “التبويض”. يحدث هذا الأمر في منتصف الدورة الشهريّة لدى المرأة، أي بعد حوالي 14 يومًا بعد أول يوم من الحيض، كتوقيت تقريبي غير ثابت كليًّا وغير عام لدى كلّ النساء، إذ يختلف وفقًا لمدّة الدورة لدى المرأة وما إذا كانت منتظمة. تعيش البويضة لمدّة لا تتعدّى الـ 24 ساعة بعد حدوث التبويض. ويُمكن اعتبار المرأة في مرحلة الخصوبة من فترة خمسة أيّام قبل التبويض الى يوم من بعده. وتجدر الإشارة هنا الى أنّ الحمل لا يحدث إلّا في فترة الخصوبة هذه لدى المرأة.
- العلاقة الحميمة أو وصول السائل المنوي الى الرحم بأي طريقة أخرى: خلال العلاقة الجنسيّة غير المحميّة، تحصل عمليّة القذف التي يتمّ فيها إطلاق السائل المنوي الذي يحمل ملايين الحيوانات المنويّة من العضو الذكري للرجل في مهبل المرأة. تتحرّك الحيوانات المنويّة أو “تسبح” عبر المهبل لتمرّ بعنق الرحم ومن ثمّ الرحم وصولًا إلى قناتي فالوب، حيث ستلتقي بالبويضة.
- عمليّة الإخصاب: عند وصول الحيوانات المنويّة إلى قناة فالوب وكان هناك بويضة ناضجة قد تتمكّن احداها من اختراق البويضة وتقوم بتخصيبها.
- الزرع: تنتقل بعدها البويضة المخصّبة لتلصق بجدار الرحم بالعمليّة التي تُسمّى الزرع.
- انتاج هرمون الحمل: تبدأ المشيمة بإنتاج هرمون يسمّى هرمون الحمل “HCG” الذي يساعد في دعم الحمل. وهو الذي يدلّ على حدوث الحمل باختبارات وتحاليل الحمل.
هل من امكانيّة للحمل بالإصبع؟
خلال ممارسة أي نوع من المداعبة الجنسيّة أو الجنس السطحي، كمداعبة الأعضاء التناسليّة بالإصبع، قد تتساءل بعض النساء ما إذا كان من الممكن حدوث حمل بالإصبع. رغم أنّ الإجابة على هذا السؤال قد تبدو النفي بالتأكيد، بالاستناد الى شروط الحمل وطريقة حدوثه، خاصّةً وأنّه عمليّة معقدة تحتاج الى عدّة عوامل مجتمعة في وقتٍ واحد لنجاحه، إلّا أنّك ستتفاجئين أنّه هناك حالة معيّنة نادرة الحدوث وشبه معدومة ولكن قد تسبّب الحمل بالإصبع!
إنّ احتماليّة حدوث حمل عبر الجنس السطحي عامّةً شبه معدومة مقارنة بالجنس المهبلي غير المحمي، إلّا أنّه في حالات محدّدة جدًّا، قد تتم على الرّغم من عدم حدوث إيلاج أو قذف داخل المهبل.
فبعد أن كنّا قد تحدّثنا سابقًا عن احتماليّة تسبّب سائل الرجل الشفّاف بالحمل، وانطلاقًا من ذلك، في حال وضع الرجل يده على عضوه الذكري الذي كان قد قذف لتوّه أو يخرج إفرازات السائل السابق للقذف الذي يُعرف بالمذي على الإصبع، ثم قام بوضعه على المهبل أو داخل المهبل، فيصبح هناك فرصة ولكن ضئيلة جدًّا لحدوث حمل، في حال وصول السائل إلى داخل المهبل وانتقال الحيوانات المنويّة إلى الرحم عبر عنق الرحم.
أمّا إذا كان إصبع الرجل نظيف، أي لم يتعرّض لسائل من عضوه، لدى ملامسته المهبل فإن احتمال الحمل بالتأكيد معدوم!
عوامل أخرى مؤثّرة
كما سبق وذكرنا، إنّ حدوث الحمل يتطلّب وجود عدّة عوامل مجتمعة، إذ يجب أن يلتقي الحيوان المنوي والبويضة الناضجة في توقيت وبيئة مناسبين، ومن ثم انتقال البويضة المخصبة للرحم وانغراسها ببطانته. وانطلاقًا من ذلك، إذا تمّ قذف السائل المنوي بالقرب من عنق الرحم أو إذا تعرّض المهبل لأي احتكاك بإصبع عليه بعض من السائل المنوي، قد تزداد فرصة حدوث الحمل. إذ يُمكن للحيوان المنوي، الذي يعيش داخل المهبل لمدّة 5 أيام وعلى الأجسام الخارجية الجافة كالإصبع اليد بضعة دقائق، أن يدخل المهبل ويسبح باتّجاه عنق الرحم ليصل الى البويضة وتخصيبها. ولكن لن يحصل الحمل إلّا في حالة واحدة فقط، وهي أن تكون المرأة ضمن أيام الخصوبة، أي الأيّام القريبة من فترة التبويض، قبل أو بعد حدوث التبويض وهي عادةً لا تتخطّى الأسبوع في الشهر، كما ذكرنا في الفقرة السابقة، والتي يمكن فيها الحمل في حال تم اتّصال حيوان منوي بالبويضة.
برأيي الشخصي كمحرّرة، أنصحك في حال كنت ترغبين بتجنّب حدوث الحمل أن تقومي بأخذ الاحتياطات لذلك، عبر تجنّب أي من الأمور التي قد ترفع من خطر ملامسة الحيوانات المنويّة للمهبل. حتى ولو كان ذلك من خلال ملامسة الإصبع للمهبل فقط من دون احتكاك مع العضو الذكري لزوجك.
اقرأي أيضًا: هل من الممكن أن يحدث حمل بالتزامن مع استخدام حبوب منع الحمل؟
