متى يبان الحمل في البول؟ لمعرفة ذلك، يجب علينا أوّلًا توضيح مراحل حدوث الحمل الى حين ظهوره في اختبارات الحمل.
من المعروف أنّ أغلب النساء يلاحظن امكانيّة حملهنّ عند تأخّر أو غياب الدورة الشهريّة، ويقمن عندها بإجراء اختبارات الحمل المنزليّة بدايةً، والتي ستؤكّد أو تنفي الاحتماليّة. ولكن في بعض الأحيان حين تكون المرأة قد خطّطت للحمل وتنتظره بفارغ الصبر، تحاول معرفة النتيجة بأسرع وقت، وخاصّةً إذا كانت تشعر ببعض عوارض الحمل المبكرة، ولكن قد يصطدمن بنتيجة غير صحيحة، في حال تمّ إجراء الاختبار قبل أوانه وتكون النتيجة سلبيّة غالبًا في هذه الحالة، لعدم ظهور هرمون الحمل تحديدًا في البول، حتّى لو كان هناك حمل. فما هو الوقت الذي قد يبدأ فيه الحمل بالظهور في البول؟ ومتى يجب اجراء الاختبار؟
حصول الحمل وكيف يظهر في التحاليل؟
تُطلق المرأة عادةً بويضة كلّ شهر في مرحلة التبويض، التي تحصل عادةً بعد 14 يومًا من بدء الدورة الشهريّة، إذا كانت الدورة مُنتظمة لديها. وفي حال حدثت علاقة حميمة غير محميّة، هناك احتمال كبير لوصول حيوان منوي الى البويضة وتخصيبها، في حال لم يكن هناك أي مشاكل صحيّة تمنع ذلك. وتنزرع بعدها هذه البويضة المُخصّبة في جدار الرحم. ومن هذه اللحظة، تنتج المشيمة الهرمون المعروف بهرمون الحمل البشري، ويبدأ بالظهور في الدمّ والبول، ولكنّ نسبته لا تكون كافية في هذا الوقت لتظهر بتحاليل واختبارات الحمل. ومع ازدياده مع تقدّم الحمل، يُصبح ظاهرًا في تحاليل الدم وبعدها باختبار البول المنزلي.
تحليل الدم للحمل: أنواعه ومتى يكشف الحمل؟
يعتبر تحليل الدمّ للحمل أكثر دقّة من اختبارات الحمل المنزليّة التي تستند على وجود هرمون الحمل بالبول، إذ يمكن أن يكشف هذا التحليل الحمل في مراحل مبكرة قد تصل الى 6 أيّام بعد العلاقة الجنسيّة غير المحميّة، لأنّ هرمون الحمل يظهر ويمكن رصده في الدمّ بشكل أسرع من ظهوره في البول. ولكنّ هذا التحليل يتطلّب زيارة مختبر أو مركز صحّي لإجرائه وانتظار النتيجة التي لا تكون فوريّة، على عكس الاختبار المنزلي.
يبحث تحليل الدمّ عن هرمون الحمل “Beta-HCG” في الفحص النوعي، فإذا وُجِد هذا الهرمون في الدمّ، تكون النتيجة إيجابيّة أي هناك حمل. ويتمّ اجراؤه بعد مدّة 10 الى 14 يومًا من ممارسة العلاقة غير المحميّة، لإعطاء الوقت لكميّة الهرمون أن تزداد قليلًا وتظهر بالتحليل. إذ إنّ مستويات هرمون الحمل ترتفع بسرعة في بداية الحمل الخالي من المشاكل، فتتضاعف كل يومين الى ثلاثة أيّام خلال الأسابيع الأولى من الحمل.
كما يُمكنه أن يقيس مستوياته في تحليل الدمّ للحمل الكمّي، ويتبع تطوّر كميّاته في الدمّ مع تقدّم الحمل، بهدف متابعة حالات خاصّة مثل الشكوك بحمل غير طبيع أو بحدوث مشاكل في الحمل كالإجهاض المبكر أو حمل خارج الرحم. من الممكن اجراء هذا التحليل في مبكر جدًّا أي حوالي 6 أيّام من بعد العلاقة التي قد تكون أدّت الى الحمل، ولكن قد لا يظهر لدى البعض حتّى حدود 12 يومًا بعد تخصيب البويضة.
اختبارات الحمل المنزليّة
تُعتبر اختبارات الحمل المنزليّة أداة عمليّة للكشف عن الحمل، وتعمل عن طريق رصد وتحديد وجود هرمون الحمل في البول. تُعطي هذه الاختبارات نتيجة سريعة خلال دقائق من دون الحاجة الى زيارة مختبر أو غيره. إضافة الى ذلك، تكون نتيجتها دقيقة بنسبة مرتفعة قد تزيد عن 99%. ولكن بالطبع شرط أن يتمّ استخدامها في التوقيت والطريقة المذكورة على العبوة.
يمكنك أن تجدي أنواع عديدة منها في الصيدليّات، ولكنّ يمكننا أن نحصرها بخانتين فقط وهي: الاختبارات العاديّة والاختبارات السريعة. وكما يدّل اسم كلّ منها، إنّ الفرق بين الاثنين هو حساسيّتها على رصد نسبة هرمون الحمل في البول ما يعني سرعة الوقت المناسب لإجرائها.
ولكن قبل شرح هذين النوعين، يجب الإشارة الى أنّه ليس هناك حتّى اليوم اختبار حمل يمكنه أن يكشف ظهور الحمل في البول في مدّة تتخطّى الخمسة أيّام قبل موعد الدورة المرتقب. ويعود ذلك الى أنّ نسبة هرمون الحمل لا تكون كافية قبل هذا التوقيت ليتمكّن أيّ اختبار بولي، حتّى المبكر، من رصدها وبالتالي اكتشاف الحمل في البول.
لإجراء الاختبار العادي، وفق ما توضح الارشادات، يجب أن تنتظري ما لا يقلّ عن واحد وعشرون يومًا بعد العلاقة الجنسيّة التي تشكين بإمكانية حدوث الحمل خلالها.
أمّا اختبار الحمل المبكر، فيمكنك اجراؤه قبل مدّة تصل إلى 6 أيام من تاريخ مرور شهر على الدورة الفائتة. أي مثلًا إذا كانت الدورة الماضية في 16 الشهر الماضي، يُمكنك إجراؤه في 10 الشهر الحالي.
برأيي الشخصي كمحرّرة، لم يعد عليك انتظار تأخّر الدورة الشهريّة المقبلة قبل إجراء اختبار الحمل المنزلي إذ إنّ الاختبارات المبكرة التي أصبحت متوافرة قد تسمح لك بالحصول على النتيجة قبل مدّة تصل الى ستّة أيّام من موعد الدورة.