هل تحجر البطن يعتبر طلق؟ أم أنّه مجرّد أمر شائع في بعض مراحل الحمل بالأخصّ المراحل المتقدّمة والشهر الأخير منه؟!
تختلف الأسباب المحتملة لتحجّر بطن الحامل، ومن الممكن أن تؤثّر على الأمر عوامل عدّة، ومنها التوقيت خلال الحمل. ولكن هل تحجّر البطن يعتبر طلق في أواخر الحمل؟ سنجيب عن سؤالك هذا من خلال هذا المقال، بعد أن كنّا قد ذكرنا سابقًا أسباب وأعراض تحجّر بطن الحامل. ولكن بعد أن نتحدّث عن المخاطر التي قد تنتج عن هذا “التحجّر”، أو المترتّبة عليه. فإذا كنت مهتمّة بالاطّلاع على الموضوع، تابعي القراءة حتّى النهاية!
مخاطر تحجر البطن في الشهر التاسع
في أغلب الحالات قد يكون تحجّر البطن في الشهر الأخير من الحمل يعتبر أمرًا طبيعيًّا. إذ قد يكون ذلك جزء من استعداد جسمك للولادة. إلّا أنّ هناك حالات معيّنة ومشاكل صحيّة من الممكن أن تسبّب تحجّر البطن. وبعضها قد يكون خطيرًا ويتطلّب متابعة وتدخّل طبّي، ومن بينها نذكر هذه المشاكل المتفاوتة الخطورة:
- ارتفاع ضغط الدمّ المعروف بتسمّم الحمل: يمكنك ملاحظته في حال كان تحجّر بطنك مصحوبًا بألم في البطن أو الرأس كالصداع، تورّم الأطراف، تغيّرات في الرؤية.
- الإصابة بعدوى في الرحم أو المشيمة: والتي تسبّب ألمًا في البطن أو/وتقلّصات ولكن غير منتظمة. وهذه الحالة من الممكن أن تهدّد صحّتك وصحّة جنينك.
- انفصال المشيمة عن جدار الرحم ومشاكل أخرى في المشيمة: بالأخصّ في حال كان التحجّر مصحوبًا بألم قوي في البطن أو نزيف.
- المخاض أو الطلق المبكر: عند حدوث انقباض غير طبيعي في الرحم، يرافقه ألم متزايد أو تقلّصات منتظمة مع تحجّر البطن، قد تحدث ولادة مبكرة.
- تمزّق أغشية الكيس الأمنيوسي: والتي قد تؤدّي الى إصابة جنينك بمشاكل صحيّة أو الى ولادة مبكرة. ومن أبرز أعراضه المرافقة لتحجّر البطن هي تسريب أو نزول السائل الأمنيوسي.
هل تحجر البطن يعتبر طلق في الشهر التاسع
من الممكن أن يحدث تحجّر البطن في الأشهر المتقدّمة من الحمل. إذ قد تشعرين بتصلّب في بطنك لفترة قصيرة، وتختفي بعده التقلّصات. يحدث التحجّر هذا بالأخصّ نتيجة ما يُعرف بتقلّصات “براكستون هيكس”. ويُعتبر هذا النوع بمثابة تمرين لعضلات الرحم الذي يحصل استعدادًا للولادة. ومن الممكن تمييز هذه التقلصات لكونها غير مؤلمة ولا تحدث إلّا عند التقدّم بالحمل. كما أنّها لا تكون مصحوبة بأي تغيير بحالتك الصحيّة أو أي ألم شديد.
أمّا في حال كانت التقلّصات مصحوبة بألم مستمرّ ومتزايد، أو كانت متكرّرة ومنتظمة، يمكن أن تكون من أعراض الطلق الحقيقي. فلا تتردّدي باستشارة طبيبك بكل ما يتعلّق بأي أعراض غريبة تشعرين بها، بالأخصّ بالأشهر المتقدّمة من حملك والشهر التاسع تحديدًا. لتتأكّدي ممّا إذا كانت هذه الأعراض من علامات الولادة مثلًا ومن سلامتك وسلامة جنينك. وننصحك بزيارة طبيبك أيضًا في حال كان شعورك بتحجّر البطن مترافقة مع أعراض أخرى مثل:
- الشعور بألم شديد في بطنك أو ظهرك.
- إفرازات غير طبيعيّة أو نزيف ولو بسيط.
- صعوبة في التنفّس.
- نزول سائل قد يكون السائل الأمنيوسي.
- تورّم غير طبيعي.
كيف أخفف من تحجر البطن؟
بعد أن تحدّثنا في مقال سابق عن طرق علاج تحجر بطن الحامل، تعرّفي معنا على بعض النصائح التي قد تساعد على تخفيف شعورك بتحجّر البطن:
- حاولي أن تغيّري وضعيّتك، وتجلسي في وضع مريح: فإذا كنت تستلقين على جانبك الأيمن أو على ظهرك، قد يكون من الأفضل الاستلقاء على جانبك الأيسر. وتجنّبي الجلوس في وضعية ثابتة لوقت طويل أو الوقوف لفترة طويلة. ما قد يساعد في تخفيف الضغط على الرحم وتقليل التقلّصات.
- مارسي تقنيّات الاسترخاء: كالتأمّل والتنفّس بعمق في بيئة هادئة ومريحة، بالإضافة الى المشي الخفيف والنشاط البدني المعتدل. ما سيُساعدك حتمًا في تخفيف التوتّر الذي من الممكن أن يكون أحد أسباب شعورك بتحجّر البطن. من جهةٍ أخرى، قد يساعد الاستحمام بماء دافئ في تهدئة عضلاتك وتقليل توتّرك في حال كان التحجّر مزعجًا جدًا.
- تجنّبي القيام بأي نشاط مرهق: فإذا كنتِ تشعرين بتحجّر بطنك، قد يكون من المفيد جدًّا لك أن تتجنّبي الأنشطة كالتمارين الشاقّة، وحمل أشياء ثقيلة. فهذه الأمور قد تزيد من الضغط على الرحم وشعورك بالتعب.
- استخدمي وسائد داعمة كوسادة الحمل، خلال الأشهر المتقدّمة من حملك خاصّةً بهدف دعم بطنك خلال الجلوس أو الاستلقاء. ما قد يقلّل من الضغط على الرحم ويخفّف التقلّصات.
برأيي الشخصي كمحرّرة، قد تكون الإجابة عن سؤال: هل تحجر البطن يعتبر طلق؟ بأنّ هذا التحجّر قد يكون ناتجًا عمّا يُعرف بتقلصات براكستون هيكس الطبيعيّة. إلّا أنّك يجب أن تراقبي أي أعراض مرافقة بدقّة، خاصة إذا كانت هذه التقلصات منتظمة أو مؤلمة. وننصحك أوّلًا باستشارة طبيبك لمعرفة ما إذا كان تحجّر البطن من علامات المخاض المبكر أم لا. بالأخصّ في حال لم تكوني أكيدة من الأعراض، وفي حال كان لديك أي شكوك حول صحّتك وصحّة جنينك.
بالمناسبة، هل كنت تعلمين بوجود ما يُعرَف بالطلق الكاذب؟