طريقة فطام الطفل بالقهوة هي واحدة من المواضيع التي تثير جدلًا كبيرًا بين الأمهات والخبراء، حيث أنّها تعتمد على وضع القهوة المطحونة على حلمة الثدي لتشجيع الطفل على التوقف عن الرضاعة بسبب طعم القهوة المرّ، ولكن هل يمكن اعتبارها افضل طريقة لفطام الطفل عن الرضاعة الطبيعية؟
تتضمّن خطّة هذا المقال مقدّمة حول الموضوع وأهميته، تليها شرح للطرق التقليدية لوقف الرضاعة باستخدام القهوة، ثم سنتناول الأضرار المحتملة لهذه الطريقة، وأخيرًا نستعرض بعض الطرق الطبيعية البديلة لفطام الطفل في المنزل.
الطرق التقليديّة لوقف الرضاعة بالقهوة
تُعتبر طريقة فطام الطفل بالقهوة واحدة من أقدم الأساليب التي استخدمتها الأمّهات في العديد من الثقافات، والفكرة الأساسية وراءها هي استغلال الطعم المر للقهوة لجعل الطفل يبتعد عن الرضاعة الطبيعية بشكل طبيعي،تمامًا مثل اعتماد طريقة فطام الطفل بالملح في المنزل.
تبدأ الأم بوضع كميّة صغيرة من القهوة المطحونة على حلمة الثدي قبل كل عملية رضاعة، فعندما يبدأ الطفل في الرضاعة، يشعر بطعم القهوة المر الذي يجعله يتوقّف عنها، ومع مرور الوقت، يرتبط بالطعم غير المستساغ ويبدأ في تقليل عدد مرات الرضاعة تدريجيًا حتّى يتوقف تمامًا.
على الرغم من أنّ هذه الطريقة قد تبدو بسيطة وفعّالة، إلا أنها تعتمد بشكلٍ كبير على طبيعة الطفل واستجابته للطعم المرّ، فقد تحتاج بعض الأمهات إلى تكرار العملية عدّة مرات قبل أن تلاحظ أي تغيير في سلوك الطفل، كما أنّ هناك تفاوتًا في استجابة الأطفال لهذه الطريقة، فقد يعتاد بعضهم على الطعم بسرعة ويفطمون بسرعة، بينما قد يحتاج البعض الآخر إلى وقت أطول.
الأضرار المحتملة لهذه الطريقة
على الرغم من شهرة طريقة فطام الطفل بالقهوة ، إلّا أنّ لها بعض الأضرار المحتملة التي يجب أن تكون الأمهات على دراية بها قبل تطبيقها، لذا سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:
أولاً، تحتوي القهوة مادة الكافيين التي يمكن أن تُمتصّ عبر الجلد وتصل إلى الطفل، وعلى الرغم من أن الكمية قد تكون صغيرة، إلا أن هذه المادّة قد يؤثّر على نوم الطفل وتسبّب له الشعور بالتوتّر والقل، لذا يجب على الأمهات أخذ هذه النقطة في الاعتبار والتأكد من مراقبة تأثير القهوة على نوم الطفل وسلوكه، خوفًا من إصابته بمشاكل النوم الشائعة لدى الأطفال.
ثانياً، قد يشعر الطفل بالانزعاج والضيق بسبب الطعم المرّ للقهوة، ممّا يمكن أن يؤثّر على تجربته العامة في الفطام ويجعله أكثر ترددًا في تقبّل الأطعمة الجديدة في المستقبل، ويمكن أن يكون لهذه التجربة تأثيرًا سلبيًا على العلاقة بين الأم والطفل إذا شعر بالإجبار على التوقف عن الرضاعة.
ثالثًا، يمكن أن تسبّب هذه الطريقة بعض الحساسية أو الالتهاب في جلد الثدي بسبب التلامس المتكرّر مع القهوة المطحونة، ممّا قد يؤدي إلى تشقّق الجلد والشعور بالألم، بالإضافة إلى ذلك، قد تحتاج الأم إلى تطبيق القهوة بشكل متكرّر، مما قد يسبب إزعاجًا وعبئًا إضافيًا عليها.
بحسب Johns Hopkins Medicine في مقالة نشِرَت تحت عنوان “Is Coffee Bad for Kids?”، إنّ حصول الأطفال على الكافيين يؤدّي إلى زيادة القلق وزيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم والارتجاع الحمضي واضطراب النوم. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
طرق طبيعيّة أخرى لفطام الرضيع في المنزل
بدلًا من اعتماد طريقة فطام الطفل بالقهوة ، هناك العديد من الطرق الطبيعية التي يمكن للأمهات اعتمادها لوقف الرضاعة الطبيعيّة في المنزل، والتي سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:
- الفطام التدريجي: يعتبر الفطام التدريجي من أكثر الطرق فعالية وأمانًا لفطام الطفل، لذا يمكن للأمهات تقليل عدد مرات الرضاعة تدريجيًا على مدار عدّة أسابيع، فهذا يسمح للطفل بالتكيف بشكل أفضل مع التغييرات ويقلّل من الشعور بالتوتّر والقلق المرتبط بالفطام المفاجئ،كما يمكن البدء بتقليل عدد مرات الرضاعة النهارية أولًا، ثم الانتقال إلى تقليل مرات الرضاعة الليلية.
- تشجيع تناول الأطعمة الصلبة: إنّ تشجيع الطفل على تناول الأطعمة الصلبة والمغذية بدلًا من الرضاعة الطبيعية يمكن أن يكون خطوة مهمة في عملية الفطام، لذا يمكن تقديم الخضروات والفواكه المهروسة بشكل تدريجي له كي يعتاد على تناول الأطعمة الجديدة، ومن المهم أن تكون الأطعمة المقدمة مغذية وتحتوي جميع العناصر الغذائية الضرورية لنمو الطفل.
- تقديم الحليب الصناعي: في حال كان الطفل يحتاج إلى بديل للرضاعة الطبيعية، يمكن تقديم الحليب الصناعي بشكل تدريجي مع اختيار نوع مناسب يحتوي جميع العناصر الغذائية الضروريّة لنموّه، لذا يمكن البدء بمزج الحليب الصناعي مع الحليب الطبيعي تدريجيًا حتى يعتاد الطفل على الطعم الجديد.
- استخدام الأعشاب الطبيعية: إنّ استخدام بعض الأعشاب الطبيعية مثل البابونج والشمّر قد يساعد في تهدئة الطفل وجعله أقلّ رغبة في الرضاعة، لذا يمكن تقديم مشروبات الأعشاب بشكل معتدل تحت إشراف الطبيب المختصّ.
في الختام، تُعتبر طريقة فطام الطفل بالقهوة إحدى الطرق التقليدية المستخدمة منذ القدم، ولكنها ليست بالضرورة الأفضل لكل طفل، فهناك العديد من الطرق الطبيعية والآمنة التي يمكن للأمهات تجربتها لضمان فطام صحي وسلس للطفل، لذا يجب على الأمهات اختيار الطريقة التي تناسب طبيعة وسلوك طفلها، مع مراعاة النصائح الطبية والمعلومات العلمية المتاحة وبعد استشارة الطبيب المختصّ، فالفطام هو مرحلة حساسة في حياة الطفل، ويجب التعامل معها بحكمة وصبر لضمان الحفاظ على سلامته وراحته هو والأمّ على حد سواء. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على طريقة فطام الطفل من الرضاعة الطبيعية في الليل.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أعتقد أن الفطام التدريجي وتشجيع الطفل على تناول الأطعمة الصلبة يمكن أن يكونا من أكثر الطرق فعالية وأمانًا، فالفطام ليس فقط عن التوقف عن الرضاعة، بل هو أيضًا فرصة لتعليم الطفل تناول الأطعمة المختلفة وتطوير عادات غذائية صحية، لذا فإنّ استخدام الطرق الطبيعيّة والصحيّة يمكن أن يجعل هذه المرحلة أقل توترًا وأكثر سلاسة لكلٍّ من الطفل والأم.