لما ياسين لما ياسين 21-04-2025
أوّل طفل يولد من تقنية ذكاء اصطناعي.. هل هذه بداية نهاية العقم؟

في خبر هزّ الأوساط الطبية والعلمية، أنجبت امرأة تبلغ من العمر 40 عامًا أوّل طفل في العالم من خلال تقنية الذكاء الاصطناعي في الإخصاب الصناعي، من دون أي تدخل بشري في عملية التلقيح. هذه التجربة التي قادها فريق من شركة Conceivable Life Sciences، فتحت أبواب أمل جديدة أمام النساء اللواتي فشلن سابقًا في التلقيح الصناعي التقليدي. كما أعادت طرح تساؤلات دقيقة حول قدرة التكنولوجيا على تجاوز محدودية الإنسان في أهم مجالات الحياة: الإنجاب.

ias

في هذا المقال، نُطلعك على تفاصيل هذه التقنية، نُبيّن مراحلها، وأناقش الفروقات الجوهرية بينها وبين الطرق التقليدية. كما نُسلّط الضوء على قدرتك في المستقبل القريب على الوثوق بالذكاء الاصطناعي في اتخاذ قرارات تخصّ خصوبتك. من دون الحاجة إلى يد بشرية تُمسك بالمجهر أو تُحقن البويضة.

الذكاء الاصطناعي يُسيطر على خطوات الإخصاب بدقّة خارقة

بدأت التجربة الجديدة مع امرأة حاولت مرارًا الإنجاب عبر تقنية IVF التقليدية، من دون نجاح. لكن المفاجأة ظهرت عند استخدام نظام جديد مطوَّر يعمل عبر 23 خطوة آلية دقيقة تُنفَّذ بالكامل بواسطة روبوتات مدعومة بالذكاء الاصطناعي، من دون تدخل الأطباء.

امرأة تمسك اختبار حمل
مصدر الصورة: موقع Freepik

في كل خطوة، يتحكّم الذكاء الاصطناعي في اختيار البويضة، تجهيزها. ثم يُراقب الحيوانات المنوية ويختار الأنسب بينها بناءً على خوارزميات دقيقة. وبعدها، يستعمل أشعة الليزر ليدفع الحيوان المنوي داخل البويضة، بدقة تفوق ما تستطيع الأيدي البشرية تحقيقه. كل ذلك جرى بدون أن يلمس طبيب واحد أي أداة، أو يتخذ قرارًا.

الروبوت لا يتعب ولا يخطئ

من أبرز مزايا هذا النظام، أنه يعمل بدقة متناهية من دون تعب، وبدون أن تؤثر فيه العوامل البشرية كالإجهاد أو التشتت. كل قرار يتخذه الذكاء الاصطناعي، ينبني على تحليل ضخم لملايين البيانات والتجارب السابقة. ما يمنحه تفوّقًا لافتًا في الاختيار الأمثل للحيوانات المنوية، وتحقيق أعلى احتمال للنجاح.

وبدلًا من أن يعتمد الطبيب على خبرته وحدسه، صار الذكاء الاصطناعي يحلل خصائص البويضة والحيوان المنوي. كما يقيس نسبة التفاعل بينهما، ويختار اللحظة الأنسب للتلقيح. هذا التطوّر يعيد تشكيل مفهوم التلقيح، ويمنحك فرصة نجاح أعلى بكثير من الطرق المعتادة.

ما الفرق بين التلقيح التقليدي وAI IVF؟

في التلقيح التقليدي، يتدخّل الطبيب في كل خطوة: من اختيار الحيوانات المنوية، إلى تلقيح البويضة، وحتى تثبيتها في الرحم. أما في تقنية AI IVF، فتُدار العملية برمتها عبر أنظمة ذكية تُحلّل، وتُنفّذ، وتراقب، من دون تدخل بشري.

لا يعتمد الذكاء الاصطناعي على التوقعات، بل على تحليل دقيق لكل حال. يراقب تفاعل الخلايا، يستنتج التوقيت الأفضل، ويُعدّل خطواته حسب ما يراه الأكثر فاعلية. وبالتالي، تنخفض نسبة الخطأ، وترتفع معدلات النجاح. خصوصًا في الحالات التي فشلت سابقًا.

هل يمكن الوثوق بالذكاء الاصطناعي في أمور دقيقة كهذه؟

قد تتساءلين: هل من المنطقي الوثوق بروبوت أو خوارزمية لتقرّر بدلًا عن الطبيب؟ الجواب ليس بسيطًا. لكن الواقع يُظهر أن الذكاء الاصطناعي ينجح في ما يعجز الأطباء أحيانًا عن تحقيقه. لا سيما حين يوفّر نتائج أدقّ، وأسرع، وأكثر استقرارًا.

اختبار حمل مع حذاء طفل وصورة سونار
مصدر الصورة: موقع Freepik

فالمرأة التي أنجبت طفلها عبر هذه التقنية، خاضت تجربة فاشلة سابقة مع أطباء مختصين. لكنّها هذه المرة، وضعت ثقتها في منظومة آلية، فحصلت على النتيجة التي طالما حلمت بها. وهذا ليس مجرد استثناء، بل بداية لنموذج جديد من الإنجاب يُبنى على الدقة المطلقة، بعيدًا عن العوامل العاطفية والبشرية.

إلى أين تتّجه تقنيات الإنجاب في المستقبل؟

في المستقبل القريب، قد تصبحين قادرة على بدء رحلة الإنجاب من خلال حاسوب. وذلك من دون الحاجة إلى زيارة العيادة أو التعامل مع فريق طبي كامل. تقنيات مثل AI IVF، إذا أثبتت فعاليتها بشكل أوسع، ستوفّر عليك الكثير من الوقت، المال، والتوتّر.

كلّ ما تحتاجينه سيكون تحليلات دقيقة تُحمَّل في نظام ذكي، يُتابعها، ويقرّر خطوات العلاج، من دون أي تدخل بشري. وهذا سيفتح المجال أمام ملايين النساء حول العالم اللواتي لم يستطعن الإنجاب سابقًا.

هل يُلغي الذكاء الاصطناعي دور الأطباء؟

لا، بل يعيد تحديد دورهم. فبدل أن ينفّذ الطبيب كل خطوة، سيُشرف على النظام، يُحلّل النتائج، ويتابع حالتك من بعيد. الذكاء الاصطناعي لن يُلغي الحضور الإنساني. لكنه سيخفّف من الضغط على الأطباء، ويمنحهم أدوات أدق للعمل.

وفي النهاية، سيبقى دور الطبيب الأساسي هو تقديم الدعم النفسي، والتوجيه، والمتابعة الإنسانية، في حين تتولّى الخوارزميات تنفيذ الأجزاء التقنية.

فتحت تقنية AI IVF أمامك، وأمام آلاف النساء، باب أمل جديد للإنجاب، خصوصًا في الحالات الصعبة أو المستعصية. من خلال دمج الروبوتات، الذكاء الاصطناعي، وأشعة الليزر، أصبحت عملية التلقيح أكثر دقّة، وارتفعت نسب النجاح إلى مستويات غير مسبوقة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن ما عليك فعله إذا تأخّر الحمل!

وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أجد أن هذا التطور ليس فقط ثورة تكنولوجية. بل خطوة نحو مستقبل أكثر رحمة واستقلالية للنساء. فالقدرة على الإنجاب دون اعتماد كامل على الفريق الطبي، تمنحك قوة أكبر، وثقة بأنّ الحلول التقنية قادرة على تعويض فشل الطرق التقليدية. لكن الأهم، أن يُستخدم الذكاء الاصطناعي بحذر، وبمرافقة إنسانية دافئة، لأنّه في النهاية، أنتِ لستِ ملفّ بيانات، بل قلب ينبض بالحلم.

الحمل AI IVF الذكاء الاصطناعي تلقيح صناعي حمل ذكاء اصطناعي

مقالات ذات صلة

امرأة حامل تبكي
صحة الحامل هل البكاء يؤثر على الجنين​: دراسات جديدة تحسم الأمر!
ما أثبتته الدراسات
امرأة حامل في حقل القمح
الجنين كثرة حركة الجنين في الشهر السادس​: كلّ ما ترغبين في معرفته عن هذا الشهر من الحمل!
كل ما تريدين أن تعرفيه
امرأة حامل تمشي
رشاقة الحامل المشي في الاسبوع 33 من الحمل: إليكِ فوائده الصحية لكِ ولجنينكِ!
كل ما ترغبين في معرفته
امرأة في شهور الحمل الأخيرة
صحة الحامل هل تقل حركة الجنين في الشهر التاسع​: إليكِ ما ترغبين في معرفته!
لن تقلقي بعد اليوم
تأخر التبويض
التبويض التبويض المتأخر متى يبان الحمل​
كل ما تريدين معرفته
تحليل سلبي للحمل
مشاكل الحمل ماجتني الدوره ومافي اعراض حمل​: إليكِ أسباب تأخر الدورة الشهرية!
كل ما تريدين معرفته
امرأة حامل تنظر إلى بطنها
الأسبوع الخامس عشر هل يتحرك الجنين في الأسبوع 15​: معلومات تعرفينها لأوّل مرّة!
تطورات الحمل الأسبوعية
صورة بالموجات فوق الصوتية للجنين
صحة الحامل هل يتحرك الجنين في الشهر الثاني​: إليكِ الإجابة الدّقيقة بحسب الدّراسات!
تطوّرات حملكِ الشهريّة
امرأة تعاني من غثيان الحمل
اعراض الحمل ماهى اعراض اول يوم حمل​: تابعي رحلة حملك من الأيام الأولى!
كل ما ترغبين في معرفته
جنين في رحم أمه
مشاكل الحمل اسباب زيادة ماء الجنين​: هل تشكّل الزّيادة خطرًا على صحّة الجنين؟
مشكلة تُقلق الأمّهات
امرأة حامل تحمل مكمل اوميغا 3
صحة الحامل متى يؤخذ اوميغا 3 للحامل​: عنصر يُظهر قوّته في تحصين جنينكِ!
اليك التفاصيل
امرأة عند الطبيبة النسائية
اعراض الحمل اعراض الحمل الاسبوع الثاني: ستتمكنين من اكتشافها بسهولة!
أعراض أوّلية

تابعينا على