اذا تأخر الحمل ماذا افعل؟ سؤال تسأله العديد من النساء اللواتي ينتظرن بفارغ الصبر إنجاب طفل. إذا كنت منهنّ، لا تقلقي، فأنت لستِ وحيدة!
تُعاني واحدة من ثمانية نساء من مشكلة تأخّر الحمل. ومع أنّه من الطبيعي حدوث الحمل خلال ستة أشهر إلى سنة عند انتظام العلاقة الجنسيّة للزوجين، من دون استخدام أي وسائل لمنع الحمل، تختلف سرعة حصوله بين امرأة وأخرى لأسباب وعوامل عدّة. لعلّ أكثر هذه الأسباب شيوعًا هو عمر الزوجة، إذ تُعدّ أفضل احتمالات حدوث الحمل في سن العشرين، حين تتمتع المرأة بالعدد الأكبر من البويضات ما يزيد فرصة الحمل بسرعة. وتضعف هذه الفرصة مع تقدّم المرأة بالعمر وتطول فترة انتظار الحمل، بحيث تنخفض نسبة حصول الحمل إلى 7% في سن الـ 40.
في هذا المقال، سنقدّم لك بعض الارشادات التي قد تُساعد في تسريع حدوث الحمل، ومتى عليك استشارة إختصاصيي عقم لتشخيص الحالة.
اليك أبرز أسباب تأخّر الحمل
تؤدّي أسباب عدّة الى تأخّر الحمل، بعضها قد يكون متعلّقًا بالزوجة والبعض الآخر بالزوج، ومن أبرزها:
الأسباب المتعلّقة بالمرأة
- تقدّم المرأة بالعمر: مع العمر يقلّ عدد البويضات وجودتها لدى المرأة، مما يقلل من الخصوبة وبالتالي من فرص الحمل.
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
- اضطرابات التبويض: وأهمّها تكيس المبايض، فشل المبيض المبكر حين يتوقف مبيضا المرأة عن العمل بشكل طبيعي قبل بلوغ سن الأربعين.
- مشاكل في الرحم أو أجزاء أخرى من الجهاز التناسلي.
الأسباب المتعلّقة بالرجل
- تضخم الأوردة في الخصية.
- التعرّض لعلاج كيماوي أو إشعاعي.
- اضطراب في شكل الحيوانات المنوية.
مصدر الصورة: Freepik
كيفيّة تشخيص أسباب تأخّر الحمل
يجب على الزوجين مراجعة طبيب مختص في الخصوبة لعلاج مشكلة تأخر الحمل بعد 12 شهرًا من استمراريّة العلاقة الجنسية من دون استخدام موانع الحمل إذا كان عمر المرأة أقل من 35 عامًا، أمّا إذا تخطّت الـ35، فليس عليهم الانتظار لأكثر من ستّة أشهر، وفق الجمعية الأمريكية للطب الإنجابي.
ولتشخيص أسباب تأخّر الحمل سيجري الطبيب عدة فحوصات للمرأة وزوجها، وأبرزها:
- التصوير الشعاعي وتنظير البطن: للتأكد من سلامة المبيضين، والرحم، وقناتي فالوب.
- فحوصات الدم للزوجة: لفحص الهرمونات والتأكّد من أنّ الإباضة تتم بطريقة صحيحة.
- اختبار الأمراض المنقولة جنسيًا: عبر إجراء مسحة لعنق رحم المرأة أو عينة بول للرجل للتأكد من خلوّه من الكلاميديا مثلًا التي تعدّ أحد مسببات الأمراض المنقولة جنسيًاً والتي قد تؤثّر في الخصوبة.
- فحوصات الدم للزوج: لفحص الهرمونات الذكرية.
- تحليل السائل المنوي: للتحقق ممّا إذا كان هناك مشاكل في الحيوانات المنوية، مثل انخفاض عددها أو عدم صحّة حركتها.
علاجات تأخر الحمل
بعد تحديد أسباب تأخّر الحمل، يقوم الطبيب بتحديد العلاج المناسب لكِ، لزوجِك أم لكليكما، ومن أكثر العلاجات شيوعًا:
- أدوية الخصوبة وتقنيات التلقيح بالمساعدة: في حال كانت المرأة تعاني من اضطرابات التبويض، مثلًا، يلجأ الطبيب الى إعطاء هذه الأدوية. ومنها: الابرة التفجيريّة، وهذه أهمّ النصائح لنجاحها.
- الجراحة: يمكن عمل جراحة للزوجة في بعض حالات الاضطرابات في قناة فالوب، المبيض، الرحم. وللزوج لعلاج دوالي الخصية أو إصلاح إغلاق قناة مرور الحيوانات المنوية.
- التلقيح الصناعي أو التلقيح داخل الرحم: يتم خلال وقت الإباضة حقن الزوجة بالحيوانات المنوية للزوج.
مصدر الصورة: Freepik
نصائح لتعزيز الخصوبة وتسريع حدوث الحمل
انطلاقًا من أنّ نظام الحياة يلعب دورًا مُهمًّا في مشكلة تأخّر الحمل والعقم بشكل عام لدى كلا الزوجين، خاصّةً عندما يكون هذا التأخر غير مبرر، عليك بدايةً تغيير نمط حياتك لتعزيز الخصوبة وبالتّالي زيادة فرص حدوث الحمل. وأهمّ النصائح لزيادة فرص الحمل نُقدّمها لك:
- معرفة موعد الإباضة: تعيش البويضة لمدة من 24 الى 36 ساعة فقط، لذلك على الزوجة التي تسعى الى الحمل أن تعرف موعد الإباضة التقريبي، فبهذا تستطيع تحديد الوقت المناسب للجماع لزيادة فرص الحمل. لتسهيل الأمر، يُمكنك استعمال الاختبار السريع الذي يُحدّد لك ما إذا كنت في مرحلة الإباضة. واليك جدول الأيام التي لا يحصل فيها الحمل.
- ممارسة الرياضة: توصي جمعية القلب الأمريكية بـ 150 دقيقة أسبوعيًا من الرياضة المعتدلة، إذ تشير الأبحاث الى أن النساء اللواتي يمارسن الرياضة بانتظام تتحسّن لديهن فرص الخصوبة والحمل.
- اتّباع نظام غذائي صحي والمحافظة على وزن صحّي: أكد الباحثون أن اعتماد نظام غذائي صحي يُساهم في تعزيز الخصوبة، وعلاج تأخر الحمل. إذ يعتقد الأطباء أن من أهم الأسباب الكامنة وراء تأخّر الحمل هو ضعف التبويض، النّاتج بنسبة كبيرة من النظام الغذائي السائد لدى غالبيّة النساء في يومنا هذا. واليك أبرز المأكولات التي تساعد على الحمل.
- تخفيف الكافيين وعدم التدخين: إنّ شرب أكثر من 5 أكواب قهوة في اليوم يؤدي إلى خفض الخصوبة والتأثير في فرص الحمل، وفق الجمعية الأمريكية للطب التناسلي.
- الابتعاد عن التوتر والقلق: يربط بعض الأطباء الضغوطات النفسية التي تعاني منها المرأة بمعدّل الخصوبة لديها، إذ يُؤدّي التوتّر والقلق إلى تأخر الحمل من دون تشخيص أي سبب طبّي لذلك. إذ إنّ القلق يؤثر في هرمونات الجسم.
برأيي الشخصي كمحرّرة، وبالاستناد الى أن وتيرة وأسباب تأخّر حدوث الحمل تختلف بين امرأة وأخرى، كما يعتمد حدوثه على عدة عوامل، أنصحك باستشارة طبيبك في حال كنت تعانين من تأخّر الحمل لمعرفة الأسباب، والحصول على العلاجات المناسبة، لك ولزوجك، لتتمكّني من تجربة إحساس الأمومة الرائع والفريد.