في سياق التطور الدائم الذي يشهده الصعيد الطبي ككلّ، يبدو أخيرأخيراً أنّ للولادة حصّة أيضاً في هذا المجال، إذ تمّ الإفصاح عن نوع جديد من عمليات التوليد، أطلق عليه تسمية "الولادة القيصريّة اللطيفة" Gentle C-Section … ولكن إلى أي حدّ تعدّ هذه التقنية لطيفة فعلاً؟
فعلى غرار تسميتها، يصرّح مبتكرو هذه الطريقة أنّ الهدف هو محاكاة العناصر الألطف التي تتمتع بها الولادة الطبيعيّة، ولكن بأسلوب جراحي. إذ يبدو أنّ الأمر لا يتعلّق بتغيير التقنية الجراحية للولادة القيصرية بأي شكل من الأشكال، ولكن بالتجربة التي تعيشها الأمّ، وحتّى زوجها أيضاً، في غرفة الولادة.
للمزيد: الولادة القيصرية: أنواعها وأسبابها
فبدلا من أن تكون الولادة في مجرد غرفة معقّمة للعمليات، تهدف الولادة القيصرية اللطيفة إلى خلق أجواء إيجابية مع مشاركة فعّالة لكلّ من الوالدين المستقبليين. فمثلاً، قد يعمد الأطباء خلال عملية الولادة إلى تشغيل الموسيقى، أو الشرح المستمر لتفاصيل العملية لإبقاء الأم على إطلّاع لكلّ ما يحدث طوال الوقت.
كذلك، وبعد موافقة الأم بالطبع، قد يتم إستبدال الأغطية والستائر المستعملة خلال العملية بأخرى شفافة، تتيح لها رؤية طفلها وهو يخرج للمرّة الأولى إلى العالم الخارجي كما في حال الولادة الطبيعية. كذلك، يشدد مؤيدو هذه التقنية على ضرورة وضع الطفل على صدر أمّه بعد ولادته فوراً لتعزيز التواصل ما بينهما، وتحفيز عملية الرضاعة. أمّا في حال عدم قدرة الأم على حمل طفلها المولود حديثاً لأي سبب من الأسباب، فيعطى الطفل إلى الأب لحمله على الفور.
وفي حين أنّ هذه الطريقة بدأت تلقى ترحيباً في بعض البلدان الغربيّة، إلّا أنّها ما زالت قيد البحث والتطوير، خصوصاً أنّها لا تتلاءم إطلاقاً مع حالات الولادات الطارئة.