لتسهيل الولاده وفتح الرحم بسرعه، تبدأ كل امرأة حامل بالبحث عن وسائل طبيعية وآمنة مع اقتراب موعد ولادتها. تُعَدّ المرحلة الأخيرة من الحمل الأصعب من حيث التوتر الجسدي والنفسي، خاصّةً مع تصاعد الشعور بالثقل، وقلة النوم، والخوف من آلام الولادة. لذلك، يصبح من الضروري معرفة الوسائل التي تساعد على تسريع المخاض، وتليين الرحم، وتحفيز الجسم على الاستعداد للولادة.
سنعرض في هذا المقال مجموعة من الطرق العلمية والطبيعية التي أثبتت فعاليتها لتسهيل الولاده وفتح الرحم بسرعه، مدعومة بأحدث الدراسات الطبية. سنتناول في فقرات واضحة تمارين التحفيز الجسدي، وأهمية النظام الغذائي، وبعض الأعشاب الآمنة، إضافةً إلى دور الراحة النفسية.
الحركة المنتظمة تُسرّع توسّع الرحم
يُعتبَر التحرّك اليومي، مثل المشي الخفيف، من أهم الوسائل لتسهيل الولاده وفتح الرحم بسرعه. يساعد المشي على جعل رأس الجنين يضغط بشكل طبيعي على عنق الرحم، ما يحفّز هرمون الأوكسيتوسين المسؤول عن الطلق الطبيعي. أكّدت دراسة نُشرت في Journal of Obstetrics and Gynaecology Research عام 2017 أن النساء اللواتي قمن بالمشي اليومي لمدة 30 دقيقة بدءًا من الأسبوع 38 من الحمل، عشنَ مرحلة مخاض أقصر بنسبة 21% من غيرهن.

كما يُنصَح أيضًا باستخدام الكرة المطاطية الخاصة بالولادة. إنّ الجلوس عليها والتحرّك برفق بشكل دائري يساعد في تليين عضلات الحوض، ويسهّل وضع الجنين في المكان المناسب للولادة الطبيعية.
ما تأكلينه يُحدث فرقًا كبيرًا
يؤدّي الغذاء السليم دورًا رئيسيًا في تهيئة الجسم لتسهيل الولاده وفتح الرحم بسرعه. من الأطعمة المفيدة جدًا في هذه المرحلة:
- التمر: أشارت دراسة نُشرت في Journal of Midwifery & Reproductive Health عام 2014 إلى أن تناول 6 حبات من التمر يوميًا في الأسابيع الأخيرة يقلّل من الحاجة إلى الطلق الاصطناعي. كما يزيد من نسبة توسّع الرحم الطبيعي عند الدخول إلى المستشفى.
- الأناناس: يحتوي إنزيم “بروميلين” الذي يساهم في تليين عنق الرحم. لكن يُنصَح بتناوله بكميات معتدلة وبعد استشارة الطبيب.
- الماء الدافئ مع العسل: يساهم هذا المشروب في ترطيب الجسم وتحفيز الجهاز الهضمي. ممّا يخفّف من الضغط ويقلّل من الانقباضات المؤلمة.
الطبيعة في خدمتكِ
استخدُمِت بعض الأعشاب الطبيعية والزيوت عبر التاريخ لتسهيل الولاده وفتح الرحم بسرعه، ولكن يجب استخدامها بحذر وبعد استشارة الطبيب أو القابلة القانونية. من أشهر هذه الأعشاب:

- شاي أوراق التوت الأحمر: يُعرَف بدوره في رفع عضلات الرحم وتحسين كفاءة الانقباضات.
- زيت الخروع: يُحفّز الأمعاء، ما يسبّب تقلصات قد تؤثر بشكل غير مباشر على الرحم، ولكن استخدامه يجب أن يكون فقط تحت إشراف طبي.
- زيت اللافندر أو الياسمين: عند تدليك أسفل الظهر أو استنشاقها، تساعد في تخفيف الشعور بالقلق وتحفيز الاسترخاء. ممّا يدعم عملية التوسّع الطبيعي.
الدعم النفسي والاسترخاء
يُعَدّ الشعور بالتوتر من أكبر العوامل التي تعيق توسّع الرحم. يُبطِئ هرمون الكورتيزول الناتج عن الشعور بالقلق إفراز الأوكسيتوسين، وهو الهرمون المسؤول عن تقلصات الرحم. لذلك، من الضروري الحفاظ على الحال النفسية الجيدة لتسهيل الولاده وفتح الرحم بسرعه.
طرق فعّالة لتحقيق ذلك:
- تمارين التنفس العميق: تساعد على خفض ضغط الدم وتخفيف الألم.
- الاستماع إلى موسيقى هادئة: تخلق بيئة إيجابية تساعد على الاسترخاء.
- التواجد مع أشخاص داعمين: شريك الحياة، والقابلة، أو الأم، جميعهم يعززون شعور الأمان، ويقلّلون من التوتر.
دور العلاقة الحميمة
تُشير الدراسات إلى أن العلاقة الحميمة في الأسابيع الأخيرة من الحمل تُساهم في تسريع الطلق. يحتوي السائل المنوي مادة “البروستاغلاندين” التي تساعد في تليين عنق الرحم، كما أن النشوة الجنسية تُحفّز تقلصات تشبه الطلق الطبيعي. مع ذلك، يجب ممارسة العلاقة فقط إذا سمح الطبيب بذلك، خصوصًا في حالات الحمل الحرج أو وجود نزيف.

لقد أثبتت العديد من الدراسات والتجارب أن الطرق الطبيعية لتسهيل الولاده وفتح الرحم بسرعه تُحدث فرقًا حقيقيًا في تجربة الولادة. من خلال الحركة، والغذاء، والأعشاب، والدعم النفسي، والعلاقة الحميمة، يمكن لكل أم أن تحفّز جسدها على الولادة بطريقة أكثر راحة وأمانًا. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وعرضنا لكِ خطة التعافي السريعة بعد الولادة القيصرية.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أجد أن التحضير النفسي والروحي يُشكّل الركيزة الأساسية لأي تجربة ولادة ناجحة، بل قد يتفوّق في تأثيره على جميع الوسائل الجسدية الأخرى. فالمرأة التي تُحيط نفسها بطاقة إيجابية، وتُحافظ على هدوئها الداخلي، وتثق بقدرة جسدها الطبيعية على الولادة، غالبًا ما تواجه المخاض بشجاعة ومرونة. الدعم العاطفي من الشريك أو الأم أو القابلة يلعب دورًا فعّالًا في تخفيف التوتر. ما ينعكس مباشرةً على استجابة الرحم وتحفيز الطلق الطبيعي. لذلك، أنصح كل حامل بأن تُعزّز علاقتها بجسدها، وتمنحه الحب والثقة، وتُمهّد للولادة بأدوات طبيعية مثبتة علميًا مثل الحركة والتغذية والراحة، مع الحرص على عدم الانجرار خلف القلق أو اللجوء المبكر للتدخلات الطبية ما لم تكن ضرورية. فالتوازن بين العقل والجسد هو ما يصنع الفرق الحقيقي في هذه اللحظة المصيرية.