ستصادفين في الحياة أشخاصًا من جميع الأشكال في مختلف علاقاتك ومنهم زملاء في العمل، أفراد من العائلة، أصدقاء، جيران، شركاء في العمل وهلم جرا. فالبعض قد تربطك بهم علاقة سطحيّة والبعض الآخر علاقة أكثر عمقًا، كلّ ذلك يعتمد على طبيعة العلاقة. وستلاحظين بوضوح أنّ كلّ شخص يتقرّب منك بطريقة مختلفة، فليست كلّ علاقاتك متشابهة. وهنا يمكن طرح السؤال التالي: "هل تتصرّفين على طبيعتك وسجيّتك أو أنّ مواقفك وتصرفاتك هي مجرّد انعكاسًا لمعاملة الناس لك؟ ما أعنيه هو هل أنّ شخصيّتك تتغيّر وفقًا لطريقة معاملة الناس لك؟
للمزيد: فرح تشرح عن أسباب الخوف من الارتباط العاطفي
فمثلاً، ستلاحظين أنّك ستشكّكين بنفسك إن كان مديرك يعارض بشكل دائم اقتراحاتك أو إن لم يوافق شريكك على قراراتك. في هذه الحالة، ستصدّقين الرسالة التي يحاولون إيصالها لك وهي أنّ "أفكارك أو قراراتك ليست جيّدة بما فيه الكفاية بطريقة أو بأخرى". اذ يقع العديد منّا في هذا الفخّ حيث نتأثرّ بشكل غير مباشر بأسلوب الآخرين في التعامل معنا. إنّ الشخص الذّي يتصرّف على طبيعته وبقناعاته الشخصية سيتمكّن من التغلّب على ردّة فعل الآخرين غير المشجّعة ويفرض نفسه وعلى العكس قد يتأثرّ البعض بردّة الفعل غير المشجّعة ويبدأ فعلاً بتصديقها ويرى نفسه كما يعامله الآخرون كشخص غير موثوق به أو غير محترف أو غير كفؤ أو غير قيمّ أو قبيح أو سمين أو غبي إلخ. ومن الممكن أن يكون هذا الأمر محطمًّا بالنسبة إليك وقد يؤدي الى مضاعفات عاطفية من شأنها أن تؤثر على جوانب أخرى من حياتك. إن كانوا يعاملونك في مكان عملك بطريقة غير منصفة فقد يؤديّ بك هذا الأمر الى الدخول في حالة من الاكتئاب وبالتالي ستفقدين الحافز للعمل وستتراجع ثقتك بنفسك. كما سيسبب لك ذلك حالة من الاكتئاب في العمل والبيت. فيجب أن تنتبهي من عدم الانجرار والوقوع في هذا الفخ، لذلك سأقدم لك النصائح التالية لتفادي هذه المشكلة:
• إعرفي نفسك: إعملي على تحسين صورتك الذاتية وثقتك بنفسك وبشكل خاص حاولي العمل على نقاط ضعفك. ما إن تعرفي حقيقتك وتثقي بها فلا أحد يستطيع أن يهزّ هذه الصورة التي كوّنتها عن نفسك.
• إعرفي محيطك: ما من إنسان يشبه الآخر. لذا توقعي أن يتقرّب منك كل واحد بأسلوب مختلف عن الآخر. إنّ طريقة تصرّف الناس تجاه الآخر تعكس صورتهم الذاتية وليس صورتك. لذا إن تقربوا منك بنيّة سيئة وكان هدفهم التشكيك بعملك، مثلاً، فهذا سيعكس شعورهم بعدم الأمان والخوف منك لأنك تشكلّين تهديدًا لهم في العمل ويشعرون أنّهم أقلّ شأنًا منك من الناحية المهنية.
• إعرفي مكانك: عليك أن تعرفي حدودك ومكانك في محيطك. إذا كنت تتخّذين القرارات بالنيابة عن شريكك، بالطبع ستواجهين ردةّ فعل دفاعية منه على قرارك. إذا كنت تأخذين القرارات من دون موافقة مديرك فبالطبع ستواجهين ردّة فعل دفاعيه تجاه سلوكك. إعرفي حدودك كي تكوني أكثر ثقة بنفسك وبردّة فعلك.