هل تجدين نفسك في بحث مستمرّ عن الشخص المناسب ولكن ينتهي بك الأمر كلّ مرّة مع الشخص الخطأ؟ يقع العديد من الأشخاص في هذه الدوّامة فينتهي بهم الأمر بإلقاء اللوم على الحظّ. الحقيقة هي أنّ الحظّ ليس العامل الوحيد لهذه الصيغة. إنّ فشلك في العثور على الشخص المناسب أو إقامة علاقة حبّ سليمة قد يكون سببه خوفك من الارتباط.
للمزيد: نصائح المعالجة النفسية للتأقلم مع محيط جديد
وقد تتساءلين كيف يمكن لك أن تخافي من الارتباط في حين أنّ جلّ ما تريديه هو أن ترتبطي بشخص وتبني معه عائلة؟ إنّ الجواب لسؤالك هو أنّك لست مدركةً أنّك تخافين من الارتباط ولهذا يحثّك عقلك على العثور على شخص ولكن ينتهي بك الأمر في كلّ مرّة بجذب الشخص غير المناسب. من خلال جذب الشخص الخطأ، إنّك تهربين بشكل غير مباشر من الارتباط وتلومين حظّك.
أما السؤال الآخر الذي ستسألينه هو: كيف لي أن أعرف أنّه ليس الشخص المناسب لي قبل الالتقاء به؟ الجواب هو أنّ عقلك قد لا يكون مدركًا لهذا الأمر على عكس عقلك الباطني الذيّ يجذب هذا النوع من الأشخاص ولهذا السبب تجدين نفسك مع أشخاص متشابهين بطريقة أو بأخرى. مثلاً، قد تجدين نفسك دائمًا في علاقة مكوّنة من 3 عناصر أي أنّك لا تحتّلين الأولوية بالنسبة الى شريك حياتك اذ إن هناك دائمًا عنصرًا ثالثًا في العلاقة يضع حدودًا. وقد يكون هذا الشخص رجلاً آخر أو امرأة أخرى، أو والدته، أو صديقه، أو حتّى خوفه من الارتباط وغيرها من العناصر. هناك دائمًا عنصر ثالث يتشارك العلاقة معكما وتجدين أن هذا السيناريو نفسه يتكرّر في علاقاتك المختلفة. إنّ الانجذاب الى الشخص الخطأ هو آلية دفاعية من شأنها أن تحمي عقلك من أي سبب قد يولّد لديك الخوف من الارتباط. فيما يلي بعض النصائح التي ستساعدك على التخلّص من هذه الدوّامة:
• عليك أن تتقبليّ حقيقة أنّك تخافين من الارتباط وتعترفي بذلك.
• حاولي أن تعرفي ما هو السبب الذي تهربين منه بالضبط. إنّ الصورة المثالية التي نكوّنها عن العلاقة العاطفية تنبع عادةً من صورة أهلنا كثنائي ومن أوّل علاقة لنا في الحياة وهي علاقتنا مع أهلنا. مثلاً، يبحث بعض الأشخاص عن تقبّل الشريك لهم لأنّهم كانوا يفتقدون الى تقبّل أهلهم لهم في طفولتهم، لذلك يبحثون عن هذا الإحساس في علاقتهم مع شخص خارج عائلتهم وبالطبع سيفشلون في الوصول الى هدفهم لأنّهم لم يعالجوا هذه المشكلة في الأصل أي من مصدرها الأساسي.
• تخلّصي من الدوّامة غير السليمة للعلاقات الفاشلة. إن كانت العلاقة تتطلب جهدًا كبيرًا عندئذ يجب أن تضعي حدًا لها. لا تستمرّي في العلاقة بالقوّة لأنّه ما إن تتوقفي عن مساعيك وجهودك لانجاح هذه العلاقة، فستنهار مجدّدًا.
• توقفّي عن تقديم الأعذار لسلوكه أمام أهلك. عليك أن تتقبلّي حقيقة أنّ الأمور لا تسير بينكما كما يجب وتقطعي العلاقة.
• لا تسمحي لشخص أن يكون أولوية في حياتك، في الوقت الذي يسمح لنفسه بأن تكوني مجرّد خيار له.
ما إن تنظري إلى الأمور بوضوح من دون إنكار الوقائع وتبرير السلوك غير الصحيح، ستتمكّنين من العثور على الشخص المناسب وتفادي الوقوع في علاقة فاشلة.