إنّ معظم الناس لا يحبّذون التغيير، فيبنون منطقة الراحة الخاصة بهم ويسعون الى البقاء فيها لفترة طويلة. اذ أنّ التغيير ليس أمرًا سهلاً ولكنّه صحيّ جدًا. فالبعض يتكيّف أسرع من غيره والبعض الآخر يرفض أي نوع من التغيير، ما السبب؟ يعتبر البعض التغيير أمرًا مخيفًا لأنّه يحتمّ عليهم الإنتقال من المكان الذي يشعرون فيه بالراحة الى المجهول الذي لا يستطيعون التحكمّ به، ممّا يخلق لديهم شعورًا بالقلق.
للمزيد: فرح تشرح عن كيفية السيطرة على الاكل العاطفي!
كما يعني التغيير، الانفصال عن محيطك الحالي ممّا يخلق لديك أيضًا قلق من الانفصال. في حالات أخرى، قد يكون الالتقاء بأناس جدد والتكيفّ مع محيط جديد بالنسبة الى البعض صعبًا، فيشعرون أيضًا بالقلق. تذكّري أنّ الشعور بالقلق لا بدّ منه عندما يحدث التغيير حتّى لو كان الشخص يحبّذ التغيير بنسبة معتدلة ويستطيع السيطرة عليه. لذا، ما العمل من أجل التخفيف من قلقك والتكيّف مع التغيير بكل سلاسة؟ سأقدّم إليك النصائح التالية:
1- لا تتكهّني بحدوث أمور سيّئة: يميل بعض الناس الى التشاؤم ويتجهون الى التفكير بالأحداث السلبية التي قد يواجهونها ممّا سيسببّ لهم بالطبع التوتر والقلق والخوف ممّا سيحدث.
2- لا تحتاجين الى التحكمّ بكلّ شيء من حولك: إن كنت لا تستطيعين السيطرة على محيطك الجديد، فلا بأس بذلك. لست بحاجة إلى أن تعرفي كل شيء مسبقًا وأن تخطّطي لكلّ تفصيل صغير حتّى تشعري بالأمان. اتركي الأمور تأخذ مجراها فهذا سيكون أقل إرهاقاً لك عندما لا تحاولين التكهن بكل خطوة.
3- كوني ودودة: كوني ودودة مع الأشخاص الجدد من حولك، ابتسمي وألقي التحية ولكن حافظي على حدودك معهم. يجب أن يشعر الأشخاص في محيطك أنّك لا تشكلّين تهديدًا لهم ولكن في الوقت نفسه لديك حدود يجب أن يحترمونها. لا أحد يحبّ الإنسان اليائس الذي يبحث عن تقبلّ الآخرين واهتمامهم.
4- كوّني صداقات جديدة: من الجيد أن تشعري بحسّ الانتماء الى مكان جديد. لذا حاولي بناء علاقات صداقة مع زملائك وجيرانك. إنّ الانتماء هو إرساء للأمان.
5- لا تتوهميّ: لا تتوهّمي بأنّك لن تنالي إعجاب الآخرين بك أو أنّهم يشكلون تهديدًا لك. لا تحكمي مسبقًا على محيطك الجديد. والأهمّ من هذا كلّه هو ألاّ تستمعي الى الثرثرات التي تتناقل من هنا وهناك. كوّني حكمك ورأيك الخاص بمن يحيطون بك.