على رغم أن من المفترض أن تكون القيلولة فرصة لإعادة تزويد الجسم بالطاقة والشعور بالنشاط، إلاّ أننا غالباً ما نستيقظ منها ونحن نشعر بالإرهاق والإنزعاج، خصوصاً في حال كانت طويلة… فما السبب الفعلي وراء ذلك؟ فإن كنتِ تظنين أنكِ الوحيدة التي تعانين من هذا الإنزعاج، أو أنّ هناك خطباً ما بصحّتكِ، نطمئنكِ الى أنّ الأمر الطبيعي للغاية، وأن شعوركِ بالدوار الشديد، الآلام في الرأس مع عدم القدرة على التركيز وكأنكِ نمتِ لأسبوع ليس إلاّ عوارض طبيعية، حتى أنّ لهذه الحالة الشائعة تسمية علمية تدعى sleep inertia أي "خمول النوم".
هذه الحالة مفسّرة علمياً على أنها تنجم عن الإستيقاظ بشكل مفاجئ من نوم عميق بموجة بطيئة أو المعروف بالـ SWS، وهي تحدث إجمالاً عند تخطّي القيلولة لعتبة الـ30 دقيقة، إذ يصعب الإنتقال من حالة النوم العميق إلى حالة الوعي بسلاسة. لذلك، فمن الطبيعي أن تختبري مشاعر من الارتباك، الترنّح والتعب، كما أنّ القدرات المعرفية لديك تصبح فعلاً ضعيفة خلال هذا الوقت.
تجدر الإشارة إلى أن نسبة سوء "خمول النوم" تختلف حسب الوقت الذي تنامين فيه خلال النهار، كما حسب نسبة حرمانكِ من النوم في تلك الفترة.
ما العمل لتفادي هذه المشكلة؟
لإبعاد هذه المشكلة الشائعة، وللإستفادة من حسنات القيلولة على صحتك، أحرصي على إبقائها قصيرة خلال النهار، لا تتخطّى الـ15 إلى 20 دقيقة فقط، وستلاحظين أنكِ ستشعرين بتحسّن ونشاط عند الإستيقاظ، ولن يؤثر الأمر على قدرتكِ في الخلود إلى النوم ليلاً في اليوم نفسه، عكس القيلولات الطويلة التي قد تمتد لـ3 ساعات!
ولكن إذا كنتِ محرومة بشكل كبير من النوم وتحتاجين الى قيلولة أطول، فإن الوقت الأمثل لتفادي الشعور بالخمول هو النوم لساعة ونصف لا أكثر ولا أقلّ، إذ إنّ هذه الفترة تعادل دورة نوم واحدة. ولكن، من الضروري أن تأخذي بعين الإعتبار أنّ هذه القيلولة ستؤثر على قدرتكِ في النوم ليلاً.
لذلك، فالقرار يعود لكِ وحدكِ حسب نسبة النعاس الذي تشعرين به وما إن كان الأمر يستحق بنظركِ المجازفة بالإستيقاظ في حالة ربما أسوأ!
إقرئي المزيد: لمَ تضعين قدميكِ خارج البطانية أثناء النوم؟