ما حكم التعارف عبر مواقع التواصل الإجتماعي في الإسلام؟ الشيخ وسيم المزوق يجيب على هذا السؤال فيما يلي:
فيقول الله عز وجل للمسلمين في شأن نساء النبي صلى الله عليه وسلم: (وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) [الأحزاب:53] فإذا كان هذا في شأن نساء النبي صلى الله عليه وسلم، والمخاطبون لهن هم أصحابه رضي الله عنهم وهن لهم أمهات، فما بالنا بغيرهن وغير الصحابة؟ فالأصل في خطاب الرجل للمرأة الأجنبية أن يكون على قدر الحاجة، وألا يشتمل على خضوع بالقول ولا على خلوة بها في مكان منفرد.
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: " فبدأ بالنساء لأن الفتنة بهن أشد، كما ثبت في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)"اهـ. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت من النساء) رواه مسلم قال صلى الله عليه وسلم:"إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء". فـ"خصص بعدما عمم إيذانا بأن الفتنة بهن أعظم الفتن الدنيوية، فإنه سبحانه أخبر بأن الذي زين به الدنيا من ملاذها وشهواتها وما هو غاية أما في طلابها ومؤثريها على الآخرة سبعة أشياء أعظمها النساء اللاتي هن أعظم زينتها وشهوتها وأعظمها فتنة"(انظر فيض القدير).
للمزيد:الشيخ وسيم يشرح عن حكم عمليات التجميل
هذه هي الضوابط التي وضعها خالق الذكر والأنثى وهو أعلم بما يصلحهما: (ألا يعلم من خلق هو اللطيف الخبير)، وهذا ينطبق على وسائل التواصل الاجتماعي حيث تتم المحادثات والتعارف سواء كتابة أو صوتا أو صورا بواسطة إرسال الرسائل الكلامية والصوتية والصور الشخصية وهذا كله نوع من الخلوة المحرمة شرعا حيث لا حاجة تدعو إلى هذه (الدردشة) لأن كلام الرجل للمرأة الأجنبية لا يجوز إلا بقدر الحاجة، وأغلب الكلام والتعارف عبر مواقع التواصل الإجتماعي الآن لغير حاجة، قال أحد العلماء: " أما مجرد الدردشة والكلام في المواضيع العادية، والتعرف على الرجال هنا وهناك، خاصة هذا في مثل هذا العالم الذي فيه الكثير من الكذب، فقد يدخل بأسماء وهمية، وأعمار وهمية، وعبارات وهمية من أجل الخديعة، ولذلك نحن نريد لبناتنا أن تسد هذا الباب؛ لأنه ستأتي منه رياح الشر، ورياح الفسق، ورياح الأشرار، وأيضًا في الشباب ذئاب، ولذلك لا نؤيد لبناتنا الفاضلات العفيفات الدخول إلى هذه المواقع، وحبذا لو اكتفت الصالحة بالدخول إلى غرف ومواقع النساء -ولله الحمد- فهي كثيرة، وعليها فاضلات وصالحات"، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.