قد تشعر بعض الأمهات بالخوف الشديد بعد الولادة. لهذا الخوف اسم علمي وهو اكتئاب ما بعد الولادة. ما هو اكتئاب ما بعد الولادة وكيف نتخطاه؟ اليك تجربة ام عاشته وتخطته
كل امرأة تحلم بأن تكون ام، وتتخيل لحظاتها الولى مع مولودها؛ كيف ستعتني به، الثياب الجميلة التي ستلبسه اياها، وطبعا كمية الحب والحنان التي ستفيض بها عليه. للأسف، بالنسبة الى الكثير من الامهات، لا تبدأ مرحلة السعادة العارمة بشعور الأمومة هذه فورا، اذ قد تشعر تمر بعض الامهات باكتئاب ما بعد الولادة او ما يعرف "بالبايبي بلوز"، وهو اضطراب نفسي شائع.
وعلى الرغم من التسمية الموحدة لهذا الاضطراب، الا ان اعراضه قد تترجم بطريقة مختلفة بين الشخص والآخر. فهناك من تتمسك بطفلها وتخاف عليه خوفا شديدا، هناك من تكره نفسها وتعتبر فورا انها غير اهل لتكون اما، وهناك من تكره طفلها وترفض التعامل معه باي شكل من الأشكال.
تجربتي مع اكتئاب ما بعد الولادة
اما انا، فكانت ايامي الاولى في المستشفى مثالية، علمتني الممرضات كيفية التعامل مع طفلي وكيفية اطعامه وتحميمه. لكن في اليوم المخصص للخروج من المستشفى، بدأت أشعر بالخوف والتوتر الشديدين: كيف سأتمكن من الاهتمام بطفلي بدون مساعدة الامهات؟ ماذا لو لم اكن اهلا لذلك؟
نتيجة هذا الخوف، أصبحت ابالغ في حماية طفلي، فمنعت الجميع من رؤيته ولمسه. حتى امي التي جاءت خصيصا لمساعدتي خلال اسابيعي الاولى، لم اسمح لها بحمل الطفل حتى.
وكنت كلما بكى طفلي اجهش بالبكاء معه وكأنها آخر الدنيا.
بالإضافة الى ذلك، كنت بطبيعة الحال لم استعد جسم ما قبل الحمل، وكنت امرأة قد ولدت طفلها، لكن ما زالت تبدو وكأنها حامل. وهذا الأمر أثّر فيّ بشكل كبير وعزز شعوري بالكآبة.
هكذا تخطيته
هناك امور عديدة يمكن للمرأة ان تقوم بها في سبيل مساعدة نفسها على تخطي هذه المرحلة. اليك ما قمت به انا:
- أخبرت زوجي: طبعا، اكبر المستغربين من الذي يحصل معي كان زوجي. فهو بالطبع لا يدرك ماهية هذا الاكتئاب وأسبابه، وها هو يرى زوجته تجهش بالبكاء على اسخف الاسباب وترفض التباهي بمولودها الجديد. لذلك، ولأخرجه من حيرته، قررت إخباره. كان زوجي متفاهما، الأمر الذي جعلني اشعر براحة كبيرة. حاول مساعدتي قدر الإمكان، فأصبح يجبرني على ارتداء ملابسي يوميا كي لا ابقى مكتئبة بقميص النوم. كما كان السند الذي كنت بحاجة اليه فعلا.
- استشرت صديقاتي: في بادئ الامر كنت اشعر بالخجل من اخبار اي شخص خوفا من ان يظن انني ام سيئة. لكن عندما تشجعت وأخبرت صديقاتي الأمهات، ادركت انني لست الوحيدة التي مرت بهكذا تجربة. فعلى الرغم من ان تجرباتهن مختلفة، الا ان اسبابها واحدة، الأمر الذي ساعدني على تقبل نفسي والشفاء بشكل أسرع.
اذا لا تخافي، ما تمرين به طبيعي وسيمرّ. تذركي، انت لست لوحدك!
في هذا الإطار، انتبهي لـ 7 علامات مبكرة تنذر بالتعرض لاكتئاب ما بعد الولادة