تُعَدّ المعاناة من التهاب اللثة للحامل من أكثر المشاكل الشائعة التي قد تواجهها النساء خلال الحمل، إذ تؤدّي التغيرات الهرمونية إلى زيادة تدفق الدم إلى اللثة. مما يجعلها أكثر حساسية وعرضة للالتهاب والنزيف. إضافةً إلى ذلك، فإن ارتفاع مستوى البروجسترون والإستروجين قد يعزّز نمو البكتيريا في الفم. ممّا يزيد من احتمالية الإصابة بالتهاب اللثة.
بسبب أهمية صحة الفم خلال الحمل، تبحث العديد من النساء عن طرق طبيعية وآمنة لتخفيف أعراض التهاب اللثة دون اللجوء إلى الأدوية. في هذا المقال، سنناقش كيفية التخفيف من ألم اللثة، تأثير انتفاخ اللثة على صحة الجنين، وإمكانية استخدام الأعشاب للعلاج، وكل ذلك بطرق منزلية آمنة للحامل.
1. كيف أخفف ألم اللثة للحامل؟
عند الشعور بالألم الناتج عن التهاب اللثة للحامل ، من المهم اتخاذ خطوات فورية للتخفيف من العوارض قبل أن تتفاقم. لحسن الحظ، هناك العديد من العلاجات المنزلية البسيطة التي تساعد في تخفيف الألم بفعالية من دون الحاجة إلى تناول أي أدوية.

تنظيف الأسنان واللثة بانتظام
أولًا، من الضروري أن تحافظ الحامل على نظافة الفم يوميًا، وذلك بتنظيف الأسنان مرتين على الأقل يوميًا باستخدام فرشاة ناعمة ومعجون أسنان يحتوي الفلورايد. كما يُفضَّل استخدام خيط الأسنان مرة واحدة يوميًا لإزالة أي بقايا طعام قد تؤدّي إلى تراكم البكتيريا والتهاب اللثة.
المضمضة بالماء المالح
إضافةً إلى ذلك، تُعتبَر المضمضة بالماء المالح إحدى أكثر الطرق الطبيعية فعالية في تقليل التهاب اللثة. إذ يساعد المحلول الملحي في تقليل نمو البكتيريا وتخفيف الالتهاب. يمكن تحضير سائل المضمضة بسهولة عن طريق إذابة ملعقة صغيرة من الملح في كوب من الماء الدافئ والمضمضة به لمدة 30 ثانية ثلاث مرات يوميًا.
تطبيق الكمادات الباردة
بالإضافة إلى ذلك، تساهم الكمادات الباردة في تقليل الألم والتورم بسرعة. لذلك، يمكن للحامل وضع قطعة قماش مبللة بماء بارد على الخد لمدة 10-15 دقيقة. بعد ذلك، ستشعر بتحسن واضح في حدة الألم. في الوقت نفسه، يساعد هذا الإجراء في تهدئة اللثة ومنع تفاقم الالتهاب. فوق ذلك، يُفضَّل تكرار هذه العملية عدّة مرات يوميًا للحصول على أفضل النتائج.
تناول الأطعمة الغنية بفيتامين C
إلى جانب ذلك، فإن تناول الأطعمة الغنية بفيتامين C مثل البرتقال والفراولة يمكن أن يعزز صحة اللثة. حيث يُعرف هذا الفيتامين بقدرته على تقوية الجهاز المناعي ومساعدة الجسم في مكافحة الالتهابات Harvard T.H. Chan School of Public Health.
هل انتفاخ اللثة يؤثر على الجنين؟
هل التهاب اللثة للحامل يؤثّر على سلامة الجنين؟ من الأسئلة المهمة التي تتبادر إلى أذهان النساء الحوامل: هل يمكن أن يكون التهاب اللثة خطرًا على الجنين؟ للإجابة على هذا السؤال، من الضروري معرفة أن صحة الفم ترتبط بشكل وثيق بصحة الجسم عمومًا، وأن بعض الدراسات وجدت علاقة بين التهاب اللثة أثناء الحمل وزيادة خطر بعض المضاعفات.

خطر الولادة المبكرة
أظهرت دراسة نُشرت في “Journal of Clinical Periodontology” أن النساء الحوامل المصابات بأمراض اللثة غير المعالجة قد يكنّ أكثر عرضة للولادة المبكرة، حيث يمكن للبكتيريا المسببة للالتهاب أن تدخل مجرى الدم. ممّا يؤدّي إلى تحفيز استجابة التهابية قد تؤدي إلى ولادة مبكرة.
تأثير وزن الجنين عند الولادة
ليس ذلك فحسب، بل أظهرت بعض الأبحاث أن النساء اللواتي يعانين من التهابات اللثة الحادة قد يكون أطفالهن أكثر عرضة للولادة بوزن منخفض. وهو ما قد يؤثر على نموهم في المستقبل National Institute of Dental and Craniofacial Research.
لذلك، فإن الوقاية والعلاج المبكر لالتهاب اللثة ليس مهمًا فقط لصحة الحامل، بل أيضًا لسلامة الجنين.
هل يمكن علاج التهاب اللثة بالأعشاب للحامل؟
كيف يمكن التخلّص من التهاب اللثة للحامل باستخدام الأعشاب؟ بالنظر إلى أن بعض الأدوية قد لا تكون آمنة أثناء الحمل، تلجأ العديد من النساء إلى العلاجات العشبية كبديل طبيعي. في ما يلي بعض الأعشاب التي قد تكون مفيدة في تخفيف التهاب اللثة عند الحامل:

القرنفل
من المعروف أن القرنفل يحتوي خصائص مضادة للبكتيريا ومخففة للألم. لذلك يمكن للحامل استخدام زيت القرنفل المخفف وتطبيقه بلطف على اللثة باستخدام قطعة قطنية. ومع ذلك، يجب عدم الإفراط في استخدامه لأنه قد يكون قويًا على الأنسجة الحساسة National Center for Biotechnology Information.
الكركم
يُعَدّ الكركم من المكونات الطبيعية التي تمتلك خصائص مضادة للالتهاب، حيث يحتوي مركب الكركومين الذي يساعد في تقليل التورم والألم. يمكن للحامل تحضير معجون طبيعي من الكركم والماء وتطبيقه على اللثة لبضع دقائق يوميًا National Institutes of Health.
البابونج
بالإضافة إلى ذلك، فإن شاي البابونج يُعتبَر مُهدِّئًا طبيعيًا للثة، حيث يُمكن استخدامه كمضمضة بعد أن يبرد. ممّا يساعد في تهدئة الالتهاب والحد من الحساسية.
لكن، من الضروري استشارة الطبيب قبل استخدام أي من هذه العلاجات، للتأكد من أنها آمنة ولا تشكل خطرًا على الحمل.
في النهاية، تعاني الكثير من النساء من التهاب اللثة للحامل، ولكن لحسن الحظ، يمكن التعامل معه بسهولة من خلال اتباع خطوات بسيطة وطبيعية. أولًا، تحتاج الحامل إلى الالتزام بروتين صحي للعناية بالفم، حيث يجب تنظيف الأسنان بانتظام واستخدام خيط الأسنان يوميًا. بعد ذلك، يمكنها اللجوء إلى العلاجات المنزلية الفعالة، مثل المضمضة بالماء المالح والكمادات الباردة، حيث تساعد هذه الطرق في تخفيف الألم بسرعة وتقليل خطر المضاعفات. بالإضافة إلى ذلك، تؤدّي التغذية دورًا مهمًا، لذلك يجب على الحامل تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات، مثل الفواكه والخضروات الطازجة، لتعزيز صحة اللثة. وأخيرًا، لا بد من شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على ترطيب الجسم وتحسين صحة الفم بشكل عام. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن مخاطر تبييض الأسنان خلال الحمل.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن التوعية بصحة الفم خلال الحمل تؤدّي دورًا أساسيًا في رعاية الحامل. لذلك، يجب أن تهتم المرأة الحامل بصحة لثتها تمامًا كما تهتم بتغذيتها وصحة جنينها. بالإضافة إلى ذلك، فإن العناية اليومية باللثة يمكن أن تمنع المضاعفات وتحافظ على راحة الحامل طوال فترة الحمل. علاوةً على ذلك، تساعد الممارسات الوقائية والعلاجية البسيطة في تقليل خطر المشاكل الصحية المرتبطة بالتهاب اللثة. ليس هذا فقط، بل إن اتباع روتين منتظم لنظافة الفم يعزز الشعور بالراحة ويقلل من احتمالية الإصابة بالتهابات الفم. في النهاية، أعتقد أن الوعي بهذه الأمور ضروري لكل امرأة حامل ترغب في الحفاظ على صحتها وصحة طفلها القادم.