تُعَدّ المعاناة من تقلصات في الاسبوع 34 من العوارض الشائعة التي تواجه العديد من النساء في الأشهر الأخيرة من الحمل. في هذا الأسبوع، يكون الحمل قد اقترب من نهايته، ويكون الجنين قد تطور بشكل كبير، مما يؤدي إلى ظهور العديد من التغيرات الجسدية التي قد تسبب الألم أو الشعور بعدم الراحة. قد تكون هذه التقلّصات طبيعيّة ومؤشّرًا على استعداد الجسم للولادة، لكنّها قد تشير أحيانًا إلى وجود مشاكل تحتاج إلى تدخّلٍ طبّي.
في هذا المقال، سنلقي الضوء على الأسباب المحتملة للشعور بألم أسفل البطن في الأسبوع 34، وسنتحدث عن وضعية الجنين خلال هذه المرحلة، وما إذا كانت الولادة في الأسبوع 34 تشكل خطورة على الأم والجنين. كما سنقدم نصائح عملية للتعامل مع هذه التحديات بطريقة آمنة وسليمة.
ما سبب ألم أسفل البطن في الأسبوع 34؟
ما سبب تقلصات في الاسبوع 34 ؟ يُعتبَر الشعور بألم أسفل البطن في الأسبوع 34 من الحمل أمرًا طبيعيًا في معظم الحالات، لكنه قد يكون مزعجًا ويثير القلق لدى بعض النساء. هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى المعاناة من هذه الآلام، ومن المهمّ فهمها لتحديد ما إذا كانت طبيعيّة أو تحتاج إلى متابعة طبية. لذا، سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:
1. تقلصات براكستون هيكس
تُعتبَر هذه التقلصات من أكثر الأسباب شيوعًا للشعور بألم أسفل البطن في الأسبوع 34. تُعرف هذه التقلصات بـ “تقلصات الولادة الكاذبة”، حيث تساعد على تحضير عضلات الرحم للولادة. تكون عادةً غير منتظمة ولا تزداد شدة بمرور الوقت. وفقًا لمقالة منشورة على Cleveland Clinic، فإن هذه التقلصات لا تشكل خطرًا على الأم أو الجنين، وتختفي عادةً مع الحصول على الراحة أو تغيير وضعية الجسم.
2. تمدد الأربطة الرحمية
مع ازدياد حجم الجنين، يتعرّض الرحم والأربطة المحيطة به إلى ضغطٍ كبير، ممّا يؤدّي إلى شعور بالألم في أسفل البطن أو منطقة الحوض. وفقًا لمقالة في Healthline، فإنّ هذا الألم عادةً ما يكون حادًّا ولكنّه لا يدعو للقلق إذا كان مؤقتًا وغير مصحوب بعوارض أخرى.
3. مشاكل الجهاز الهضمي
قد تعاني النساء في هذا الأسبوع من مشاكل مثل الإمساك أو الغازات، والتي يمكن أن تسبب ألمًا في أسفل البطن. وقد ذكرت American Pregnancy Association أن زيادة ضغط الرحم على الأمعاء في هذه المرحلة يمكن أن يؤدي إلى هذه العوارض. وهذا ما يُبرز العلاقة بين الحمل ومشاكل الجهاز الهضمي.
4. علامات الولادة المبكرة
في بعض الحالات، قد تكون التقلصات علامة على ولادة مبكرة. وفقًا لمقالة في Mayo Clinic، إذا كانت التقلصات منتظمة ومصحوبة بعوارض مثل نزيف مهبلي أو ضغط في الحوض، يجب مراجعة الطبيب فورًا.
كيف تكون وضعية الجنين في الأسبوع 34؟
بعد التعرّف على أسباب المعاناة من تقلصات في الاسبوع 34 في ما سبق، يُطرَح السؤال التالي: كيف تكون وضعية الجنين في الأسبوع 34؟ في هذا الأسبوع بالتحديد، يكون الجنين قد حقّق نموًّا كبيرًا وبدأ في اتخاذ وضعية الولادة. هذه الوضعية هي أحد العوامل المهمة التي تؤثر على شعور الأم بالتقلصات أو الألم. عادةً، يتحرك الجنين إلى أسفل الحوض استعدادًا للولادة، وتُعرَف هذه الوضعية بوضعيّة الرأس.
وضعية الرأس
بحلول الأسبوع 34، يكون معظم الأجنة قد اتخذوا وضعية الرأس للأسفل. هذه الوضعية تُعتبر الأكثر شيوعًا وتساعد على تسهيل عملية الولادة الطبيعية. وفقًا لمقالة منشورة على Johns Hopkins Medicine، حوالي 96% من الأجنة يكونون في هذه الوضعية عند الولادة.
الوضعيّات الأخرى
في بعض الحالات، قد يكون الجنين في وضعية المقعد أو الوضعية الجانبية. ممّا قد يزيد من التقلصات أو يسبب شعورًا بعدم الراحة. تحدث هذه الوضعيّات بنسبةٍ أقلّ، وعادةً ما يوصي الأطباء بإجراءات معيّنة لتصحيح الوضعيّة إذا لَزِم الأمر.
هل تعتبر الولادة في الأسبوع 34 خطيرة؟
بعد معرفة المزيد من المعلومات حول المعاناة من تقلصات في الاسبوع 34 في ما سبق، يُطرَح السؤال التالي: ما مدى سلامة الولادة في هذا الأسبوع؟ تُعتبَر الولادة في الأسبوع 34 ولادة مبكرة. لكنّها ليسَت بالضرورة خطيرة في كل الحالات. يعتمد الأمر بشكلٍ كبيرٍ على صحّة الأم والجنين، والعناية الطبيّة المُقدَّمة.
فرص البقاء على قيد الحياة
وفقًا لدراسة منشورة على National Institute of Child Health and Human Development، فإن الأطفال الذين يولدون في الأسبوع 34 يتمتّعون بفرص بقاء عالية تصل إلى 99% مع تقديم الرعاية الطبية المناسبة.
مشاكل محتملة
قد يواجه المواليد في هذا الأسبوع بعض التحديات، مثل صعوبة في التنفس بسبب عدم اكتمال نمو الرئتين بشكل كامل، أو انخفاض الوزن. ومع ذلك، فإن التقدم الطبي الحديث في وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة قد ساهم بشكل كبير في تقليل المخاطر المرتبطة بالولادة المبكرة.
العناية الطبية المناسبة
من الضروري أن تخضع المرأة الحامل التي تعاني من تقلصات في الأسبوع 34 لتقييم طبي شامل لتحديد ما إذا كانت الولادة المبكرة ضرورية أو يمكن تأجيلها. وفقًا لـ American College of Obstetricians and Gynecologists، فإن استخدام علاجات مثل الستيرويدات لتسريع نمو الرئتين قد يكون ضروريًا في بعض الحالات.
في النهاية، قد تكون المعاناة من تقلصات في الاسبوع 34 طبيعيّة أو مُرتبِطة بتغيّرات جسديّة شائعة في الحمل. لكنها قد تكون أحيانًا مؤشّرًا على موجود مشاكل تحتاج إلى متابعة طبيّة. من المهم أن تكون المرأة الحامل على دراية بالأسباب المحتملة للتقلصات وألم أسفل البطن في هذه المرحلة. وأن تتواصل مع الطبيب فورًا في حال شعرَت بأيّ عوارض غير طبيعية. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأخبرناكِ كيف يمكن للباراسيتامول أن يؤثر على صحة طفلك؟
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن فترة الحمل في الأسبوع 34 تحتاج إلى عناية خاصة وتركيز على الراحة النفسية والجسدية. يجب على الحامل الانتباه إلى أي تغيرات في جسمها والتواصل مع الأطباء لضمان الحفاظ على سلامتها وسلامة الجنين. كما أوصي باتباع نصائح الأطباء حول وضعية الجنين والالتزام بتعليمات العناية الطبية. لأن ذلك يضمن مرور هذه المرحلة بسلام وأمان.