هل قلة دم الدوره خطير على صحّة المرأة؟ يعتبر هذا السؤال من أبرز التساؤلات التي تشغل أذهان النساء عندما يلاحظن تغييرات في نمط الدورة الشهرية. حيث تُعَدّ الدورة من المؤشرات المهمة لصحة الجهاز التناسلي، وأي تغيير في كميتها أو مدتها قد يثير القلق. على الرغم من أن قلة دم الدورة قد تكون أمرًا طبيعيًا في بعض الحالات، إلا أنها قد تكون مؤشرًا على وجود مشكلة صحية تحتاج إلى اهتمام خاص. وذللك خوفًا من الإصابة بالأمراض النسائية الأكثر شيوعًا.
في هذا المقال، سنستعرض الجوانب المختلفة لهذا الموضوع. أولًا، سنبحث ما إذا كانت قلة دم الدورة أمرًا طبيعيًا أم لا. بعد ذلك، سنناقش الأسباب الرئيسية التي قد تؤدي إلى انخفاض كمية الدم، ثم سنتحدث عن معنى أن تصبح الدورة أقصر. وأخيرًا، سنقدم خلاصة تساعدك على فهم هذه التغيرات واتخاذ الخطوات الصحيحة عند الحاجة.
هل من الطبيعي أن يكون دم الدورة قليلًا؟
هل قلة دم الدوره خطير وهل هذه الحال طبيعيّة؟ في بعض الأحيان، قد تكون قلة دم الدورة أمرًا طبيعيًا، ولكن هذا يعتمد على نمط الدورة الخاص بكل امرأة. من المهم معرفة أن الدورة الشهرية تختلف من امرأة إلى أخرى، سواء من حيث الكمية أو المدة.
النمط الطبيعي للدورة الشهرية
وفقًا لتقرير من Mayo Clinic، فإن الكمية الطبيعية للدم أثناء الدورة الشهرية تتراوح بين 30 إلى 40 ملليلتر، وهي تختلف بين النساء. إذا كانت الكمية أقل من ذلك بشكل كبير، فقد يكون ذلك مؤشرًا على وجود تغيرات هرمونية أو مشاكل أخرى.
التغيرات العمريّة
غالبًا ما تتغير كمية دم الدورة الشهرية مع التقدم في العمر. على سبيل المثال، في السنوات الأولى من البلوغ، قد تكون الدورة خفيفة وغير منتظمة بسبب عدم استقرار الهرمونات. وبالمثل، عند اقتراب سن اليأس، قد تصبح الدورة أقل كثافة.
استخدام وسائل منع الحمل
قد تؤدّي بعض وسائل منع الحمل مثل الحبوب أو اللولب الهرموني إلى تقليل كمية دم الدورة. أشارت دراسة في Journal of Obstetrics and Gynecology إلى أن وسائل منع الحمل الهرمونية تقلل سماكة بطانة الرحم، مما يؤدي إلى نزيف أقل أثناء الدورة.
ما سبب أن تأتي الدورة الشهرية خفيفة جداً؟
هل قلة دم الدوره خطير وما سبب مواجهة هذه الحال؟ قد تكون قلة دم الدورة الشهرية نتيجة لعدة عوامل تؤثر على جسم المرأة ووظائفها الهرمونية. من المهم التمييز بين الأسباب الطبيعية وتلك التي تستدعي زيارة الطبيب. لذا، سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:
التغيرات الهرمونيّة
تعتبر التقلبات في مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون السبب الأكثر شيوعًا لقلة دم الدورة. على سبيل المثال، إنّ المعاناة من الإجهاد النفسي أو ممارسة التمارين الرياضية المفرطة قد يؤديان إلى خلل في توازن الهرمونات، مما يقلل من سماكة بطانة الرحم. وفقًا لدراسة نشرت في Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism، فإن هذه التغيرات قد تؤدي إلى نزول دورات شهريّة خفيفة.
نقص التغذية
تُعَدّ المعاناة من نقص العناصر الغذائية مثل الحديد وفيتامين B12 من الأسباب التي تؤدي إلى قلة دم الدورة. فقد أوضحت Harvard Health Publishing أن نقص هذه العناصر يؤثر على تكوين خلايا الدم، مما يقلل من كمية الدم أثناء الدورة.
مشاكل الغدة الدرقيّة
تؤدّي الغدة الدرقية دورًا كبيرًا في تنظيم هرمونات الجسم. سواء كان هناك نشاط مفرط أو خمول في الغدة، فإن ذلك يمكن أن يؤثر على الدورة الشهرية.
الحمل أو الإجهاض المبكر
في بعض الحالات، قد تشير الدورة الشهرية الخفيفة إلى وجود حمل مبكر أو إجهاض غير مكتمل.
ماذا يعني أن دورتي الشهرية أصبحت أقصر؟
هل قلة دم الدوره خطير على الصحة؟ بعد الإجابة عن هذا السؤال في ما سبق، سنتناول قضيّة أخرى مشابهة. إنّ قصر مدة الدورة الشهرية قد يكون له دلالات مختلفة بناءً على العمر، والنمط الصحي، وأي تغييرات حديثة في الحياة اليومية.
الإجهاد والتغيّرات الحياتيّة
يمكن أن يؤثر الإجهاد النفسي والجسدي بشكل كبير على مدة الدورة الشهرية. عندما يواجه الجسم ضغوطًا مستمرة، فإنه قد يقلل من مدة الدورة استجابةً لهذه التغيرات.
سن اليأس المبكر
إذا لاحظت المرأة أنّ دوراتها أصبحت أقصر بشكل ملحوظ تحت سن الأربعين، فقد يكون ذلك علامة على بداية سن اليأس المبكر. وفقًا لدراسة في Cleveland Clinic، فإن النساء في هذه المرحلة قد يعانين من تغيرات في نمط الدورة نتيجة لانخفاض مستويات الهرمونات.
مشاكل صحيّة أخرى
قد تكون الدورة القصيرة مؤشرًا على وجود مشاكل مثل التهابات بطانة الرحم أو اضطرابات في المبيض. من المهم مراقبة العوارض الأخرى مثل الشعور بالألم الشديد أو نزول النزيف غير الطبيعي.
في الختام، هل قلة دم الدوره خطير على الصحّة؟ تعتمد الإجابة على السبب وراء هذه التغيرات. إذا كانت قلة الدم عرضية أو تحدث في سياق تغييرات حياتية طبيعية، فلا داعي للقلق. ولكن إذا استمرت المشكلة أو صاحبتها عوارض أخرى مثل الشعور بالألم أو الإرهاق غير المبرر، فإن استشارة الطبيب تصبح ضرورية. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن سبب نزول الدورة مرتين بالشهر للبنت.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن معرفة المرأة بجسمها ودورتها الشهرية يعد من الأمور الأساسية للحفاظ على الصحة العامة. من المهم أن تعتني المرأة بنظامها الغذائي وتتابع أي تغيرات في نمط حياتها أو صحتها العامة. كما أن زيارة الطبيب عند ملاحظة أيّ عوارض غير طبيعية تعد خطوة حكيمة لضمان صحة المرأة وراحتها النفسية والجسدية.