قد تثير عبارة حملت وزوجي عنده تشوهات القلق لدى العديد من النساء. خاصّةً إذا كنّ على وشك أن يصبحنَ أمّهاتٍ لأول مرة. فتشوّهات الحيوانات المنويّة لدى الرجل هي مشكلة صحيّة شائعة قد تؤثّر على جودة الحيوانات المنويّة وقدرتها على تخصيب البويضة. لذلك، لا عجب أن يكون هناك قلق كبير حول تأثير هذه التشوهات على صحّة الجنين ومستقبل الحمل.
في هذا المقال، سنجيب عن أبرز التساؤلات التي تراود الأمهات اللواتي يواجهن هذه المشكلة، مثل: هل يمكن للحيوانات المنوية المشوّهة تلقيح البويضة؟ وهل الرجل مسؤول عن تشوّه الجنين؟ وهل تشوه الحيوانات المنويّة يؤدّي إلى الإجهاض؟ كلّ ذلك استنادًا إلى أحدث الأبحاث والدراسات العلميّة الموثوقة. مع تقديم نصائح عمليّة لدعم الأزواج في هذه الرحلة.
هل النطاف المشوهة تلقح البويضة؟
حملت وزوجي عنده تشوهات ،ولكن أريد أن أعرف هل النطاف المشوهة تلقح البويضة؟ للبدء، من المهمّ معرفة أنّ الحيوانات المنوية المشوهة قد تكون قادرة على تلقيح البويضة، لكن هذا يعتمد على مدى التشوّه ونسبة الحيوانات المنويّة السليمة إلى المشوهة في السائل المنوي. قد تتراوح التشوّهات من تغييراتٍ طفيفة في شكل رأس الحيوان المنوي أو ذيله إلى مشاكل تؤثّر على حركته وقدرته على الوصول إلى البويضة.
وفقًا لدراسة نشرتها Human Reproduction Update، يمكن أن تنجح الحيوانات المنوية ذات التشوّهات الخفيفة في تلقيح البويضة إذا كانت الحركة طبيعيّة. بينما تقّل فرص التلقيح إذا كانت التشوّهات كبيرة جدًا وتؤثّر على الحركة أو التوجّه.
علاوةً على ذلك، يُظهِر البحث المنشور في Fertility and Sterility أنّ بعض التشوهات في الحيوانات المنوية قد لا تمنع التلقيح بحدّ ذاته، ولكنّها قد تؤثّر على جودة الجنين لاحقًا. خاصة إذا لم تكن هناك بويضة قوية وصحيّة تعوّض ضعف الحيوان المنوي. لذلك، إنّ إجراء الفحص الطبي والتحاليل اللازمة قد تكون خطوةً أساسيّة للتأكّد من جودة الحيوانات المنويّة ومدى تأثيرها على الحمل.
هل الرجل مسؤول عن تشوه الجنين؟
حملت وزوجي عنده تشوهات ، فهل يتشوّه جنيني؟ يعتمد الجواب هنا على نوع التشوهات التي يعاني منها الرجل. ولكي تعرفي المزيد عن هذه الحال، سنشرح لكِ أكثر بالتفصيل.
تشير الدراسات إلى أن التشوهات الجينية في الحيوانات المنوية يمكن أن تؤثر على الجنين في بعض الحالات. على سبيل المثال، إذا كان هناك كسر في الحمض النووي للحيوانات المنوية (DNA Fragmentation)، قد يزيد ذلك من خطر حدوث طفرات جينية في الجنين. وفقًا لمقالة علمية منشورة في Nature Reviews Urology، تتسبّب هذه الطفرات الجينية في زيادة احتمال الإصابة بأمراض وراثية أو تشوهات خلقية.
ومع ذلك، فإن غالبية حالات تشوه الأجنة تعود إلى عوامل متعددة تشمل صحة البويضة، والبيئة المحيطة بالجنين أثناء الحمل، وعوامل وراثية من كلا الوالدين. لذلك، من المهم أن يفهم الزوجان أنّ دور الرجل ليس العامل الوحيد في تحديد صحة الجنين، وإنما هو جزء من نظام أكثر تعقيدًا.
هل التشوهات عند الرجل تسبب الإجهاض؟
حملت وزوجي عنده تشوهات فهل يمكن هذه الحال أن تسبب الإجهاض؟ قد تكون تشوهات الحيوانات المنوية سببًا محتملًا للإجهاض في بعض الحالات. يعود ذلك إلى أنّ بعض الحيوانات المنويّة المشوّهة قد تحتوي مواد وراثيّة غير مستقرّة أو تالفة. ما يؤدّي إلى فشل الجنين في التطوّر السليم. أوضحت دراسة أجرتها Journal of Assisted Reproduction and Genetics أنّ وجود مستويات عالية من كسر الحمض النووي في الحيوانات المنوية يمكن أن يزيد من خطر الإجهاض في المراحل المبكرة من الحمل.
علاوة على ذلك، ذكرت دراسة أخرى في American Journal of Obstetrics & Gynecology أنّ تشوهات الحيوانات المنوية لا تؤدي فقط إلى تقليل فرص الحمل، بل قد تتسبب أيضًا في عدم استقرار الحمل إذا لم يكن هناك تدخل طبي مبكر.
لكن الخبر الجيد هو أنّ هناك العديد من الخيارات الطبية التي يمكن أن تقلل من هذا الخطر. مثل إجراء الفحص الجيني للأجنة قبل الزرع (PGD) في حالات التلقيح الاصطناعي، واستخدام تقنيات اختيار الحيوانات المنوية السليمة.
وجود تشوّهات لدى الرجل وحدوث حمل
في النهاية، حملت وزوجي عنده تشوّهات ليست عبارة تعني بالضرورة أنّ الحمل سيكون محفوفًا بالمخاطر، ولكنّها تدعو إلى اتخاذ خطوات إضافية للتأكد من سلامة الحمل وصحة الجنين. التشوهات في الحيوانات المنوية ليست العامل الوحيد المؤثر على الحمل، إذ تشارك عوامل عديدة في هذه العملية المعقدة.
يمكن للأزواج الذين يواجهون هذه المشكلة أن يلجؤوا إلى استشارة الأطباء المختصين لتحليل حال الحيوانات المنوية والبحث عن خيارات علاجية مناسبة. كما أن الفحص المبكر والتحاليل المتقدمة يمكن أن يوفّرا صورة أوضح عن أي تحديات محتملة. ممّا يمنح الزوجين فرصةً لاتخاذ قرارات مستنيرة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكما عن طرق تساعد على الحمل السريع للرجل.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن الاهتمام بالصحة العامة لكل من الزوجين قبل الحمل هو أساس نجاح هذه التجربة. ينبغي أن يحرص الزوجان على إجراء الفحوصات اللازمة، وتبنّي نمط حياة صحّي، والاعتماد على استشارات طبية دقيقة للتعامل مع أي مشكلة بشكلٍ علميٍّ ومنهجي. الأهم من ذلك، لا ينبغي الاستسلام للقلق أو الإحباط، إذ إنّ الطب الحديث يوفر حلولًا عديدة لتحقيق حلم الإنجاب الآمن والصحي.