ما هو سبب كثرة تقلب الطفل اثناء النوم ؟ يُعتبَر نوم الطفل من أهمّ العوامل المؤثّرة في نموّه الجسدي والنفسي. ومع ذلك، تواجه الكثير من الأمّهات مواقف تجعلهنَّ يتساءلنَ عن مدى طبيعية نوم أطفالهنَّ. ومن أكثر هذه التساؤلات شيوعًا هو سبب كثرة تقلب الطفل أثناء النوم. قد تكون هذه الحركات جزءًا طبيعيًا من دورة النوم، أو قد تشير إلى وجود مشكلة تحتاج إلى اهتمامٍ خاص. لهذا السبب، يصبح من الضروريّ فهم الأسباب التي تجعل الطفل يتحرّك بشكلٍ مفرط أثناء النوم باعتبار هذه الحال من بين مشاكل النوم الشائعة لدى الأطفال.
في هذا المقال، سنتناول بشكل شامل الأسباب المحتملة وراء حركة الطفل الزائدة أثناء النوم، والعلامات التي قد تدلّ على وجود مشكلة تتعلّق بالنوم، بالإضافة إلى العوارض التي تشير إلى وجود اضطرابات النوم عند الأطفال. سنقدّم معلومات علميّة موثوقة ومفصّلة، بهدف مساعدة الأمهات على فهم هذه الظاهرة بشكلٍ أفضل والتمييز بين الطبيعي وغير الطبيعي.
ما سبب حركة الطفل الزائدة أثناء النوم؟
من الطبيعي أن يتساءل الأهل عن سبب كثرة تقلب الطفل اثناء النوم ، خاصّةً عندما يلاحظون أنّه يتحرّك بشكلٍ متكرّر أثناء الليل. الحقيقة أنّ هناك العديد من الأسباب التي قد تفسّر هذه الحركة الزائدة، وسنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:
في الغالب، ترتبط حركة الطفل الزائدة خلال النوم بتغيّرات في مراحل النوم الطبيعيّة، ولكن يمكن أن تكون هناك عوامل أخرى تتسبب في ذلك، مثل الشعور بالقلق أو الانزعاج الجسدي. وهذا ما أكّده موقع Jefferson Health في مقالة نُشِرَت عبره تحت عنوان “Sleep-Related Rhythmic Movement Disorder in Children“.
أحد أهم الأسباب وراء الحركة الزائدة هو الدورة الطبيعيّة للنوم. يمرّ الطفل بمراحل مختلفة من النوم، تشمل النوم العميق والنوم الخفيف. وفي تلك الأخيرة، يكون أكثر عرضةً للتحرّك والتقلّب، وهذا جزء طبيعي من هذه الدورة التي تتكرّر عدّة مرات خلال الليل.
كما أنّ البيئة المحيطة تؤدّي دورًا مهمًّا في نوم الطفل. فقد يشعر بالحر أو البرد، أو قد يكون الفراش غير مريح، مما يدفعه إلى التحرك بحثًا عن وضعيّة أكثر راحة. إلى جانب ذلك، يمكن أن يكون الجوع أو الحكّة أو حتى الحفاضة المبلّلة من الأسباب التي تدفعه إلى التقلّب والبحث عن الراحة.
في بعض الأحيان، ترتبط حركة الطفل الزائدة بمرحلة النمو السريعة التي يمرّ بها، حيث يبدأ بتعلّم السيطرة على عضلاته ومهاراته الحركيّة، ممّا يجعله يتحرّك بشكلٍ متزايد أثناء النوم. كل هذه الأسباب تعتبر طبيعيّة ولا تستدعي القلق، إلّا إذا صاحبتها علامات أخرى تشير إلى وجود مشكلة صحيّة.
متى يكون نوم الطفل غير طبيعي؟
بالرغم من أنّ الحركة أثناء النوم قد تكون طبيعية في معظم الأحيان، إلا أن هناك بعض الحالات التي يصبح فيها نوم الطفل غير طبيعي، وتتطلب متابعة دقيقة. قد يشير سبب كثرة تقلب الطفل اثناء النوم في بعض الحالات إلى وجود اضطرابات في النوم.
من المهمّ للأهل أن يكونوا على دراية بالعلامات التي تدلّ على وجود مشكلة في نوم الطفل. فبعض هذه العلامات قد يشمل استيقاظه بشكلٍ متكرّر أو صعوبة في الاستقرار.
إذا كان الطفل يستيقظ بشكلٍ متكرّر خلال الليل من دون سبب واضح، فقد يشير ذلك إلى أنّ نومه غير مريح. كذلك، إذا كانت الحركات التي يقوم بها أثناء النوم عنيفة أو مصحوبة بصوت مثل الشخير، فقد يشير ذلك إلى وجود اضطراب في النوم، مثل انقطاع النفس أثناء النوم، والذي يعتبر حال صحيّة تستدعي التدخّل الطبّي.
من الحالات الأخرى التي تشير إلى وجود مشكلة هي اضطرابات الحركة الليليّة. إذا كان الطفل يتحرّك بشكلٍ عنيفٍ ويبدو وكأنّه غير قادرٍ على الاسترخاء، أو إذا كان يستيقظ ويبدو مرهقًا في الصباح، فهذا قد يكون دليلًا على وجود اضطراب يحتاج إلى متابعة طبيّة دقيقة.
ما هي أعراض اضطرابات النوم عند الأطفال؟
تُعَدّ المعاناة من اضطرابات النوم من ضمن المشاكل الشائعة بين الأطفال في مراحل مختلفة من أعمارهم، ويمكن أن تتراوح بين حالاتٍ بسيطة إلى أكثر تعقيدًا. وقد يكون سبب كثرة تقلب الطفل اثناء النوم أحد هذه العوارض، ولكنّه قد يكون مصحوبًا بعلامات أخرى يجب الانتباه إليها.
من الضروري للأهل مراقبة أنماط نوم الطفل ومعرفة العوارض التي قد تشير إلى وجود اضطراب في النوم، فهي يمكن أن تساعد في تحديد إذا كان بحاجة إلى تدخّل طبّي أو تغيير في روتين النوم.
من أهم عوارض اضطرابات النوم عند الأطفال هو الاستيقاظ المتكرّر خلال الليل. فإذا كان يستيقظ عدّة مرات ويواجه صعوبة في العودة إلى النوم، قد يشير هذا إلى أنّ هناك اضطرابًا في نومه. بالإضافة إلى ذلك، قد يصاحب ذلك صعوبة في النوم العميق، حيث يكون الطفل عرضةً للاستيقاظ عند أقلّ حركة أو صوت.
من العوارض الأخرى التي تدل على وجود اضطرابات النوم هي الحركة العنيفة أثناء النوم. إذا كان الطفل يتحرّك بشكلٍ مفاجئ أو عنيف، أو إذا كانت هذه الحركة مصحوبة ببكاء أو استيقاظ مفاجئ، فهذا قد يشير إلى وجود اضطرابات حركيّة، مثل متلازمة تململ الساقين أو اضطراب النوم الحركي الدوري. وذها ما أكّده موقع Children’s Health في مقالة نُشِرَت عبره تحت عنوان “Pediatric restless leg syndrome (RLS)“.
بالإضافة إلى ذلك، قد يشير الشخير أو صعوبة التنفس أثناء النوم إلى وجود مشاكل تنفسيّة تحتاج إلى متابعة، مثل انقطاع النفس أثناء النوم. التعرّق المفرط أثناء النوم، أو الصراخ خلال الليل، أو التغيّرات المزاجّية خلال النهار هي أيضًا علامات يجب مراقبتها.
في الختام، يجب على الأمهات أن يعلمنَ أنّ سبب كثرة تقلّب الطفل اثناء النوم غالبًا ما يكون طبيعيًّا ويرتبط بالتغيّرات الطبيعيّة في دورة النوم أو بعض العوامل البيئيّة البسيطة. ومع ذلك، إذا كانت هذه الحركة الزائدة مصحوبة بعوارض أخرى مثل الاستيقاظ المتكرّر أو صعوبة التنفّس، فقد يكون هناك اضطراب في النوم يتطلّب استشارة طبيّة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن سبب أنين الطفل بعمر خمس سنوات أثناء النوم.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّه من المهمّ أن تعي الأمهات أنّ نوم الطفل هو جزء أساسي من نموّه وتطوّره، ويجب أن يكون هناك متابعة دائمة لأنماط نومه. وتقديم بيئة مريحة وآمنة للنوم والتأكد من أنّه لا يشعر بالجوع أو الانزعاج قد يساعد في تقليل الحركة الزائدة أثناء النوم. وفي حال كانت هناك شكوك حول طبيعة هذه الحال، فإنّ استشارة طبيب مختصّ يمكن أن تكون الحلّ الأمثل لضمان الحفاظ على صحّة الطفل وراحته.
