طفلي ينام كثيرا هل هذا طبيعي؟ سؤال يشغل بال العديد من الأمهات والآباء، وخاصةً الجدد منهم، فالنوم يُعدّ جزءًا أساسيًا من نمو الطفل وتطوّره، ولكن ماذا إذا كانت ساعات النوم تبدو غير طبيعية وتتعدّى عدد ساعات نوم الاطفال حسب العمر؟
سنتناول الموضوع بطريقة شاملة ومنظّمة، حيث سنبدأ بالحديث عن أسباب كثرة النوم عند الأطفال، ثم ننتقل إلى الأضرار المحتملة للنوم الزائد، وأخيرًا سنقدّم نصائح للتعامل مع هذا الوضع بطريقة صحية.
أسباب كثرة النوم عند الأطفال
طفلي ينام كثيرا هل هذا طبيعي ؟ للإجابة عن هذا السؤال، لا بدّ أن نكشف أوّلًا عن أبرز الأسباب التي تُؤدّي إلى النوم الزائد عند الأطفال، لذا سنعرض لكِ أكثرها شيوعًا في ما يلي:
النمو السريع
أحد الأسباب الرئيسيّة لكثرة نوم الأطفال هو النمو السريع، خاصّةً في سنواتهم الأولى، حيث يمرّون بفترات نموّ مكثّفة تحتاج إلى طاقة كبيرة، ممّا يجعل النوم وسيلة مهمّة لاستعادة هذه الطاقة، وخلال هذه الفترات، قد ينام الطفل لساعات أطول من المعتاد، وهو أمر طبيعيّ يساعده على النمو بشكل صحي وسليم.
ووفقًا لموقع (Nutrition News. Abbott) في مقالة نُشِرَت تحت عنوان “6 Signs Your Kid is Having a Growth Spurt”، خلال الليل، يشهد جسم الإنسان زيادة في إفراز هرمون النمو البشري، ممّا يدعم عمليّة النموّ بشكل كبير، ووفقًا لتوصيات مؤسسة النوم الوطنية، يجب على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و13 عامًا أن يحصلوا على ما بين 9 إلى 11 ساعة من النوم ليلًا لضمان نموّهم الصحي، في حين ينبغي للمراهقين من عمر 14 إلى 17 عامًا أن يناموا لمدة 8 إلى 10 ساعات. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
الأمراض والاضطرابات الصحيّة
قد تكون كثرة النوم عند الأطفال نتيجة للمعاناة من بعض الأمراض أو الاضطرابات الصحيّة، وقد تشمل بعض هذه الحالات العدوى الفيروسية، فقر الدم، أو اضطرابات الغدة الدرقية، لذا من الضروريّ مراقبة العوارض الأخرى التي قد تصاحب النوم الزائد للتأكّد من عدم وجود مشكلة صحية تستدعي التدخل الطبي.
على سبيل المثال، إذا كان الطفل يعاني من الحمى، الخمول، أو فقدان الشهية عند الأطفال بجانب النوم الزائد، فقد يكون ذلك مؤشرًا على وجود مشكلة صحية تستدعي استشارة الطبيب.
تأثير التطعيمات
في بعض الأحيان، قد يشعر الطفل بالتعب والنوم الزائد بعد تلقّي بعض التطعيمات، وهذا الأمر طبيعيّ وعادةً ما يستمرّ لبضعة أيام فقط، فالتطعيمات قد تسبب استجابة مناعية تجعل الطفل يشعر بالتعب، مما يجعله ينام أكثر لاستعادة نشاطه، وعلى الرغم من أن هذا الأمر لا يستدعي القلق في معظم الحالات، إلا أنّه من الجيّد متابعة الطفل والتأكّد من عدم وجود عوارض أخرى غير طبيعيّة.
الاحتياجات الغذائيّة
قد يكون للنظام الغذائي دور في تنظيم نوم الطفل، فالأطفال الذين يعانون من نقص في بعض الفيتامينات والمعادن قد يشعرون بالتعب المستمرّ ممّا يؤدي إلى النوم الزائد، لذا من الضروريّ تأمين العناصر الغذائية مثل الحديد، الفيتامينات B12 وD، التي تؤدّي دورًا مهمًا في الحفاظ على مستويات الطاقة والنشاط عند الأطفال، فمن المهمّ التأكّد من أن نظام طفلك الغذائي يحتوي الأطعمة الغنية بهذه العناصر للحفاظ على نمط نوم صحّي.
أضرار النوم الزائد عند الأطفال
طفلي ينام كثيرا هل هذا طبيعي ؟ لاستكمال الإجابة عن هذا السؤال، من المهمّ معرفة الآثار الجانبيّة المحتملة التي قد تترتّب عن هذا الوضع، لذا سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها، وتشمل:
التأثير على النموّ العقلي
قد يؤثر النوم الزائد سلبًا على النموّ العقلي للطفل، ففترة الاستيقاظ والنشاط البدني تؤدّي دورًا كبيرًا في تطوير المهارات الحركيّة والمعرفيّة، وعندما ينام الطفل لفتراتٍ طويلة، قد يفقد الوقت الذي يمكن أن يمضيه في التعلّم والاكتشاف، وهذا قد يؤثر على تطوّر مهاراته العقليّة والحركيّة التي تتطلّب تفاعلًا نشطًا مع البيئة المحيطة.
التأثير على الصحّة البدنيّة
يمكن أن تؤدي كثرة النوم إلى مواجهة مشاكل صحيّة مثل السمنة، ضعف العضلات، وتراجع اللياقة البدنيّة بشكل عام، فالأطفال الذين ينامون كثيرًا قد يفقدون الفرص للمشاركة في ممارسة الأنشطة البدنية التي تعزّز من قوّتهم ولياقتهم، وهذا يمكن أن يؤدّي إلى ضعف العضلات وزيادة الوزن بسبب قلة الحركة والنشاط.
التأثير على الروتين اليومي
قد يؤثّر النوم الزائد على الروتين اليومي للطفل والأسرة بشكلٍ عام، ممّا قد يسبّب حدوث اضطرابات في مواعيد الأكل والنشاطات اليوميّة الأخرى، حيث يمكن أن يسبب النوم غير المنتظم اضطرابات في مواعيد الطعام واللعب والنشاطات الأخرى، ممّا قد يؤثّر على توازن اليوم بأكمله، وهذا يمكن أن يكون مرهِقًا للوالدين لا سيّما عند محاولتهما في الحفاظ على روتين ثابت للطفل.
ووفقًا لموقع News-Medical في مقالة نُشِرَت عام 2022 تحت عنوان “The Health Risks of Oversleeping”، تمّ ربط عادات النوم لفترات طويلة بالمعاناة من مجموعة من المشاكل الصحية مثل الاكتئاب الحاد، التدهور الإدراكي، تزايد الألم والالتهابات، التأثير السلبي على الخصوبة، وارتفاع خطر الإصابة بداء السكري، مختلف أنواع أمراض القلب، السمنة، السكتات الدماغية، والوفاة المبكرة.
نصائح للتعامل مع هذا الوضع
طفلي ينام كثيرا هل هذا طبيعي ؟ وكيف يمكنني التعامل مع هذا الوضع كما يجب؟ للإجابة عن هذا السؤال، سنقدّم لكِ بعض النصائح والتوجيهات في ما يلي، وتشمل:
تنظيم مواعيد النوم
من الضروريّ وضع جدول منتظم لمواعيد النوم والاستيقاظ عند الأطفال لضمان حصولهم على قسط كافٍ من النوم من دون زيادة أو نقصان، لذا يمكنك تحديد أوقات ثابتة للنوم والاستيقاظ، والتأكّد من أنّ الطفل يحصل على قسط كافٍ من النوم خلال الليل، فالحفاظ على روتين منتظم يساعد في تنظيم الساعة البيولوجية للطفل، ممّا يضمن نومًا أفضل وصحيًا.
متابعة النظام الغذائي
تأكّدي من أنّ طفلك يتّبع نظامًا غذائيًا متوازنًا يحتوي جميع العناصر الغذائيّة الضروريّة التي تساهم في تعزيز نموّه وصحته، وتأكّدي من أنّ وجباته تحتوي كميات كافية من البروتين، الفيتامينات، والمعادن التي تساعد في الحفاظ على مستويات الطاقة والنشاط، فالحصول على الأطعمة الغنية بالحديد، مثل اللحوم الحمراء والخضروات الورقية مثلًا، يمكن أن تساعد في تقليل الشعور بالتعب.
استشارة الطبيب
إذا كنتِ قلقة من أن يكون نوم طفلك زائدًا عن الحدّ الطبيعي، فمن الأفضل استشارة الطبيب للتأكّد من عدم وجود مشاكل صحيّة تستدعي التدخّل، حيث يمكنه تقييم حاله وتقديم المشورة المناسبة بناءً على العوارض والملاحظات المقدّمة، كما أنّ إجراء الفحوصات الطبيّة يمكن أن تساعد في تحديد المعاناة من أيّ مشاكل صحيّة محتملة قد تؤثّر على نوم الطفل.
تشجيع ممارسة النشاط البدني
إنّ تشجيع الطفل على المشاركة في النشاطات البدنية واللعب يمكن أن يساعد في تنظيم نمط نومه وتحسين صحّته العامّة، فممارسة الأنشطة البدنية تساعد في تحسين اللياقة البدنية وتقوية العضلات، ممّا يعزّز من الشعور بالتعب الصحّي الذي يؤدّي إلى نومٍ أفضل، لذا يمكنك تشجيع طفلك على اللعب في الهواء الطلق، ممارسة الرياضة، أو حتى التمارين البسيطة في المنزل.
في النهاية، ” طفلي ينام كثيرا هل هذا طبيعي ؟” هو سؤال يجب أن يُجاب عليه بناءً على فهم شامل لاحتياجات الطفل الفرديّة وظروفه الصحيّة، لذا من الضروريّ متابعة حدوث أي تغييرات في نمط النوم ومراقبته بعناية للتأكّد من عدم وجود مشاكل صحية. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على 5 طرق شائعة لتدريب طفلك على النوم.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن النوم هو جزء لا يتجزّأ من حياة الطفل ونموّه، ولكن يجب أن نكون دائمًا على دراية بالمعدّل المناسب له، وعلى الرغم من أنّ النوم الزائد قد يكون طبيعيًا في بعض الأحيان، إلّا أنّه لا يجب إهمال أيّ إشارات قد تدلّ على وجود مشكلة صحيّة،لذا دائمًا ما يكون الاستشارة الطبية هي الخيار الأمثل إذا شعرنا بأي قلق تجاه صحة أطفالنا.
